كان (غزو) عمرو بن العاص والصحابة الكرام لمصر (تحريرا) لها من وثنية الرومان وظلمهم وعسفهم..ومتنفسا لعباد الله بعيدا الروائح النتنة لتأليه البشر والحجارة والأخشاب..ورفعا لسحابة الظلم التي أطبقت على جميع سكان مصر وكان أكثر المتضررين منها من كانوا يسمون بالأقباط من النصارى من مخالفي ملة الرومان...ولو استمر الرومان على نهجهم لما وجدت نصرانيا أرثوذوكسيا اليوم على أرض مصر ولكانوا جميعا طعاما للأسود الجائعة في حلبات المصارعة الرومانية ولتباكت عليهم الناس الآن كما يتباكون على صحراء مصر التي كانت سلة الغلال للرومان
لكن لما (غزا) الصحابة مصر أمنوا النصارى من القبط على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم وكنائسهم وأديرتهم لتدور الأيام ونجد اليوم من يعادي عمرو بن العاص لأنه محتل أتى هو وأصحابه واستوطنوا مصر ولم يراعوا كونهم ضيوفا على سكان البلاد من النصارى الذين كانوا هم أنفسهم ضيوفا على أهل مصر الأصليين حينما قدموا من الشام
بالفعل هكذا يكون الوفاء بالجميل...فقط حتى يكون الدرس واضحا لهذا الجيل والأجيال القادمة...إذا وضعت الجميل في غير أهله فلا تلومن إلا نفسك حينما لا تجد إلا كل خسة ودناءة
المفضلات