[مطبات الشوارع .. طريق السيارة لورشة التصليح !!
تظل المطبات برمتها ، الاصطناعية منها أو الطبيعية ، والتي لا يخلو منها طريق أو شارع ، مصدر قلق للكثير من السيارات التي أضحت غير قادرة على تحمل الكدمات واللكمات الموجعة التي تسدد لها في المنطقة السفلية من هيكلها الهزيل في كل لحظة من لحظات سيرها الحتمي ، ولاسيما سيارة اليوم التي ما تلبث ان تتعرقل في اصغر مطب حتى تعلن الهزيمة بكل اشكالها حتى باتت هذه المطبات منفذا حقيقيا لمرور الكثير من السيارات بمختلف اشكالها واحجامها وموديلاتها الى الورش الصناعية التي يزدهر سوقها كلما ارتفعت معدلات هذه المطبات وحدة تأثيرها في هيكل السيارة بأكمله .
وعلى الرغم من وفرة المطبات في كل حي وشارع - خاصة المطبات الناتجة عن حفريات شركتي الكهرباء والاتصالات ، ومعهما مصلحة المجاري - إلا أن بعض الاشخاص أيضا لا يكتفون بذلك ويصنعون مطبات عشوائية غير مطابقة للمواصفات والقياسات الدولية بغرض تقليل سرعة السيارات مما يعرضها الى خسائر وأضرار فادحة .
وتنشأ هذه المطبات وتترعرع لأن اصحاب المطاعم والمقاهي يقومون بتنظيف مطاعمهم آخر كل ليلة بكم هائل من الماء والصابون والمواد الكيماوية التي تتسرب إلى الشارع بشكل غزير لتتفاعل مع الاسفلت في جو حار ، وكم من السيارات الخفيفة والثقيلة تعطرت برذاذ ذلك الخليط العجيب . بعدها تظهر تفاعلها على شكل حفر صغيرة إلى أن تتحول إلى فخاخ لعجلات السيارات .
المطبات .. أنواعها وخسائرها
واذا ما حاولنا التعرف على أنواع المطبات وتاثيرها المباشر على هيكل السيارة وتحديدا المنطقة السفلية منها ، نجد أن هناك نوعين من المطبات :
الأول / مطب عالي : ويكون ظاهرا لقائد السيارة أثناء السير نهارا ويمكن تفاديه عن المطب المنخفض .
الثاني / مطب منخفض : وهو صعب تفاديه وخسائر السيارات التي تعبره اكبر من المرتفع . .
ويتحدد مقدار الخسائر بالسيارات الناتجة عن عبور المطبات حسب عدة عوامل ، من أهمها نوع السيارة وموديلها وما إذا كانت حديثة أو قديمة ، كما تأتي سرعة السيارة لحظة عبورها على المطب كعامل أساسي في مدى تأثر المركبة المطب ، وأيضا حمولة السيارة أثناء العبور ، فكلما زادت الحمولة كان ذلك أوقع بالطبع ، هذا بالاضافة إلى حالة المساعدين والسوست وإطارات السيارة ، وأيضا مقدار ارتفاع أو انخفاض المطب واتساعه.
خسائر آي سيارة بعد عبورها المطب هي :
1- تفكك الصواميل والمسامير المثبتة لأجزاء السيارة .
2- كسر أحد المساعدين أو السوست أو كليهما .
3- كسر أحد المقصات .
4- كسر في أحد الكبالن وبيض الدركسيون .
5- كسر في الميزان أو إحدى الشدادات .
6- حدوث اعوجاج بالقنطرة الأمامية الطولية أو العرضية أو الخلفية .
7- تلف قواعد المحرك أو صندوق التروس وإطارات الكاوتش أو جنط العجل .
8- تلف علبة الشكمان .
9- تلف علبة الدركسيون وبلي العجل الأمامي أو الخلفي .
10- كسر أي جزء من الأجزاء السفلية بالسيارة مثل المحرك أو صندوق التروس أو الردياتير .
11- انحراف زوايا اتزان السيارة .
نصائح للوقاية من غول الطريق !
ومن هنا .. ينصح مهندسو الصيانة قائدي السيارات أثناء العبور بأي مطب صناعي أو طبيعي بعدة نصائح لا غنى عنها : أهمها عبور المطب بأقل سرعة ممكنة للمحافظة على أجزاء السيارة ، وعند تعرض السيارة لعدة مطبات يلزم الكشف على المكونات السفلية لها ( العفشة ) واعادة تربيط جميع الأجزاء وتغيير الجزء التالف ، ولا تنس ضبط ضغط الإطارات وضبط اتزانها ، وضبط زوايا العجل ، فإن كل ذلك يؤثر على توازن السيارة بأكملها .
ومن ناحية الجهات المسئولة ، فإن وضع علامات تحذيرية فسفورية قبل أي مطب بمسافة كافية بالتأكيد سوف ينبه قائد السيارة ويجعله مستعدا لتفادي المطب قبل الوقوع فيه ، كذلك دهان المطبات بلون فسفوري لتكون واضحة ليلا ، وإلغاء المطبات المفاجئة في الطرق السريعة ، حيث يصعب على قائد السيارة تفادي مثل هذه العوائق والمطبات اذا ما تنبه لها في وقت متأخر .
وأخـــيــــــرا ..
يبقى أن نقول أن الطريق إنما هو لكافة المواطنين وليس حقا شخصيا أقيّم فائدته من منظور منفعتي الخاصة ، ولذا فإن وضع ما يطلق عليه بالمطبات الصناعية بقصد الحيلولة دون سرعة العربات أمام منزل بعينه يعتبر بلا شك من الأفعال المذمومة , ولكن وضع ذلك المطب او الحاجز الصناعي قرب المدارس والتجمعات الطلابية والشبابية وحتى الاسواق التجارية لا غبار عليه لان في ذلك مصلحة عامة ، مع أن المطب اصلا ليس بالإجراء الحضاري لولا هذا التهور في القيادة وعدم احترام أنظمة المرور الذي تمارسه بعض الفئات الفاشلة ، إذ ليس في أي بلد من بلاد العالم مثل هذه المطبات التي اخترعناها لنحمي نظامنا المروري , وعلينا أن نخجل من وضعها لان أنظمة المرور إنما سنت لمصلحة أبناء الوطن ومعالم الوطن الحضارية التي تنتهك صباحاً ومساءً دون خجل من بعض الفئات المتهورة منقول
المفضلات