السلام عليكم و رحمة الله
أتعجب ياأخوانى من حالنا نحن المصريين , من حالة اللهاث و الجرى و السعى الحثيث وراء تَملُّك كل ما تخرج به تكنولوجيا السيارات كل يوم , فتجد المنتديات مليئه بالمقارنات والتفاضلات , فهذه بها تحكم طارة و هذه ثباتها عالى عند سرعة 200 كم فى الساعة!! و هذه بها جنوط سبور 25 بوصة؟, هل نحن حقا و نحن دولة مصنفة على أنها تستجدى أكلها من غيرها فى حاجه الى تملك هذه التكنولوجيا العالية و هذا السعى الجاد فى الحصول على تلك التكنولوجيا؟؟ سؤال أسئلهُ لكل واحد فينا و قضية اطرحها للمناقشة و انا أعلم ان فى هذا المنتدى شخصيات عاقلة و محترمة.
هل تحتمل مواردنا أن نصرفها على تلك التكنولوجيا؟ هل هناك أوجه أخري هى أولى بالصرف فيها, ألا يوجد فى بلدنا الحبيبة فقراء يحتاجون الى معونة بدلا من صرف الأموال الطائله على الكماليات , و للأجابه على السؤال لابد أن نعود الى الوراء قليلا , بضع سنوات فقط , كانت السيارات ليس بها تلك الكماليات الكثيرة يعنى مثلا فيها تكييف و كاسيت و باور و لو زجاج كهرباء تبقى حاجه جامده , لكن اليوم تجد منا من تشتد حيرته بسبب التفاضل و المقارنات, كله عاوز كل حاجه وبأرخص ثمن , و لأن التجار المستوردين يعلمون ذلك جيدا و لأن الصناع أيضا يعلمون طبيعة بنى أدم فهم مازالوا يغروننا و يغزوننا كل يوم بجديد , ثم يقنعك بأنه مهم جدا لك و لأمانك و تجد من يمشى بالبوق يكرر مايقولون ورائهم و فى النهاية نقع فى الفخ فنغضب على ما فى أيدينا و نتركه وراء ظهورنا ثم نسعى وراء الجديد , هكذا كل يوم تتكرر تلك المصيبة (نعم مصيبة) ونحن لاندرى و كأننا منومين مغيبيين العقل , لا ذرة عقل فينا, و نجد فى النهاية أننا قد ضيعنا مالنا و أوقاتنا فى ماهو غير مهم أو ضرورى وتركنا ماهو فيه عيش لنا, أن الأنسان العاقل يفكر قبل أن يتخذ قرارا , ولا يجرى وراء متعة مؤقته أو حتى دائمة فكل الأديان تحث على أن نقلل من الترف و العيش أحيانا فى خشونة فأن النعمة لاتدوم , ووالله أخشى ان تصيبنا الدوائر و يحل علينا من الله غضب ونحن لاندرى من أين غضب الله علينا, فنحن متدينون نحب الله والدين بطبيعتنا كمصريين, مسلمنا و مسيحيينا ,وأغلب من قرأت لهم فى المنتديات كلامهم فيه ألفاظ دينيه تدل على أننا فينا خير, مثل الله يكفيك شرها و ماشاء الله و غيرها ولكننا كما قلت منومين و مغيبين و لا ندرى أننا كذلك. و قد نبأنا الله عن أقوام قد أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر لأنهم فقط كانوا ينحتون من الجبال فارهين , و أنظر الى كلمة فارهين , من الرفاهية و أغلب من يبحثون الأن يبحثون عن الرفاهية , فمنهم من يريد أحدث موبايل و هو لا يحتاجه ومنهم من يصرف كماليات على سيارته بأكتر من تمنها لمجرد المنظرة و التباهى أمام أصحابه , ويمكن يستخسر أن يعطى أرملة تجري على أبناء وبنات لها خشية أن يضيعوا منه فى هذا البحر الهائج من غلظة و غفلة القلوب .
و تجد من يجهد نفسه ماديا ومنهم من يبوء بأثم كبير ليشتري بالربا السيارة التى داعبت نفسه فيها و تمناها لدرجة الجنون فهى فيها ما فيها من الكماليات ,و يحرص كل الحرص على أن يعدد مزاياها و كم هى جميلة و واسعة و مريحة و تتسارع من الصفر الى 100 كيلو فى 9 ثوانى فقط و هو لا يدرى أن أبليس و أعاونه يسخرون منه فهو قد وقع أسيراً لرغباته, و الحقيقة انه لا هو يحتاج تلك القوة المفرطه فى الموتور ولا هو يحتاج الى ذلك الثبات الخرافى عند السرعات العالية , فنحن فى بلد أكثر طرقها لاتتحمل تلك السرعات , و بلدنا الأولى ولا فخر فى معدل حوادث السيارات و الأولى و لا فخر فى معدل الوفيات كل سنه من جراء حوادث الطرق . و كلكم يعلم ذلك , ولكننا نغلق عقولنا أمام الأغراءات التكنولوجيه الباهرة كل يوم و لا مانع من أن نضرب بكل الأعراف و القواعد و الحقوق عرض الحائط حتى نحصل على ما نريد. أنه الغباء بعينه , فماذا بعد أن تحصل على ماتريد, ستجد أنه قد نزل من التكنولوجيا ماهو أشد وأفضل , و سيقنعونك به , و ستقع أسير تلك التكنولوجيا وأسيراً لرغبتك مرة أخرى و ستغضب على مامعك و تتطلع لما هو ليس لك فيه مصلحة.
أعطيكم مثالاً , أنا أستغرب على قول البعض من أن هذه السيارة بها نظام تثبيت فى السرعة و هل أنت تحتاج اليه فعلا !! كم مرة سوف تستخدمه؟ ماهى تكلفته مقابل استعماله؟
مثال أخر : وهو أيضا غريب , فهذه سيارة بها 20 سماعة صوت! و نظام صوتى على أعلى مستوى يجعل من السيارة مرقص أو ملهى ليلى , والنتيجة طرش فى وداننا و أزعاج لغيرنا !!

أطلق فى هذا المنتدى صيحة عالية , عللنا نفيق من هذه الغفلة ,و نفكر بعقل راشد و لو قليلا.
ولا أدرى أن كان هناك من سوف يستمع أم لا, فمن يستمع و يراجع نفسه فقد أفلح و لى أجران, و من أصر فاللهم قد بلغت و لى أجر

و السلام عليكم
م/ طارق منصور