الله المستعان
قلنا دائما أن مثل هذه النوعية من الموضوعات غير مناسبة للمناقشة على صفحة المنتدى الذي لا تسمح قواعده بمناقشة القضايا العقدية ومتعلقاتها، وهذا إن كان مطبقا في منع مناقشة عقائد غير المسلمين لبيان عورها فتطبيقه في مناقشة القضايا الإسلامية الدقيقة من باب أولى
أغلب رواد المنتدى لن تمثل لهم هذه المواضيع إلا زيادة في الحيرة والبلبلة
وإن كان كاتب المقال أقحم نفسه في مساحة ضل فيها عن وجه الحق استنادا إلى معارفه المنقوصة فلا يليق بنا أن نحن أن نقيم وزنا لكل صاحب قول
وفرق بين أن يحاول الإنسان الوصول إلى الحق بنفسه فيبحث هنا وهناك وقد يصل أو لا يصل، وأن يجر غيره لنفس المتاهات
الحق سهل قريب يسير على من وفقه الله لذلك
وكاتب المقال بنزعته الفلسفية وهواه البحثي الذي يميل إلى التقعر وعدم الوصول إلى الهدف مباشرة قد أتعب نفسه كثيرا وأتعب من ظن أن بكلامه ما يروي الغليل
رأيت الموضوع بالأمس وكانت اعتراضاتي المبدئية عليه هي نفس اعتراضات الأخ فوكس ولكن قلت سأعطي لنفسي فرصة أخرى لقراءة الموضوع غدا لملاحظتي أن بالموضوع بعض التحليلات الجيدة، لكن المشكلة أنني تأكدت من كونها مطمورة في ركام كثير من التشوهات الفكرية...لن أقول أن الكاتب مغرض ويريد الطعن على بعض الثوابت والرموز..لكن المشكلة أنه بالفعل متخبط غاية التخبط وإنما أتي من قبل جهله بعلوم الشرع
حينما يتكلم المعتز عبد الفتاح في القضايا السياسية يأتي بكلام جيد في كثير من الأحيان فهو رجل هادئ
لكن إقحامه لنفسه في هذه المسائل هو ما يعيبه
ولو راجعنا كثافة كتابته في المقالة ستجده بمجرد التحرر من الكلام عن المعاني الشرعية ينطلق قلمه ويحلق في الحديث عن الواقع المعاصر وأصوله التاريخية، لكن يرتبك قلمه بشدة ويكتب بحبر خفيف قابل للمسح -برغم جرأته- حينما يتحدث عن يحيى بن معين وفتنة خلق القرآن
ولا أدل على ذلك من جعله الإمام الغزالي في صف من يتمسكون بالمنقول في مواجهة المعقول وضرب للآخرين مثلا بابن رشد..ولو علم الصواب في هذا الباب لعلم أن الغزالي رحمه الله ظل طوال عمره رمزا للفلسفة والعقل والتحرر من قيود المنقول حتى رجع عن ذلك في أواخر حياته رحمه الله وعفا عنه
وفائدة أخيرة
حينما يطلق علماء الحديث أن الحسن البصري كان يحفظ 600 ألف حديث وابن حنبل ألف ألف حديث فإنما يعنون أمورا أخرى غير ما يتبادر لذهن القارئ غير المتخصص، وهو الفخ الذي وقع فيه الكاتب حينما قارن بين المليون حديث التي حفظها ابن حنبل والثمانية آلاف التي أثبتها الألباني رحمة الله على الجميع..