الشئ المؤسف هو اتهامات الشاذلي التي يطلقها في كل اتجاه مع اي قيادي يعارضه في الرأي
حتي ان القارئ لكتابه يشعر كأنما كتب لتصفية معارك شخصية مع السادات و المشير احمد اسماعيل و اخرون
فبالنسبة لموضوع خطة سوريا
كان هناك رأيان انه من الافضل دخول الحرب بسوريا و هذا افضل
و من الممكن عدم اشراكها
التعاون مع سوريا كان حذرا الي اقصي درجة
فللاسف سوريا - وحتي اليوم - مخترقة حتي النخاع
فبداية الازمة و الخداع كان من هناك بمعلومات وهمية غير حقيقية سربت من سوريا ادت الي وقوع ساذج في الفخ المنصوب
حطمت القوات المصرية و الاردنية تماما في اول سويعات القتال
بينما لم تضرب الجبهة السورية الا بعد يومين او ثلاثة
ظلت ساكنة سكون المقابر !!
مع تعللات سخيفة امام المطالب المصرية و الاردنية بضرورة ضرب المطارات الاسرائيلية بالطيران السوري قبل عودة الطائرات من مهام قصفها كي لا تجد مكانا تحط فيه
بلا رد ..
و صمت و سكون مستفز
و ما ان ادارت اسرائيل وجهها اليهم حتي ما اعلن الاسد وزير الدفاع انذاك في السادسة مساء في الراديو سقوط الجولان الحصين امام الصهاينة
في نفس الوقت التي كانت تقاتل فيه القوات السورية - للحق - ببسالة مستغلة تحصينات الجولان المنيعة في الدفاع
و ما ان سمع الجنود الخبر في الراديو حتي تركوا مواقعهم و انسحبوا
هذه الخلفية جعلت هناك توجسا دائما من التعامل مع سوريا
و يقال ان سر بدء القتال في الجبهة السورية بضربة الطيران في الثانية ظهرا بينما كانت علي الجبهة المصرية في الثانية و خمس دقائق
هو التأكد من اشتراك سوريا بالمعركة
ايضا كان هناك استغراب شديد في مصر طوال فترة الاعداد للقتال من اصرار سوريا علي ان تكون الخطة المصرية هي ضرورة الحصول علي سيناء كاملة
فقد يفهم ان خطة سوريا لابد ان تشمل الجولان كاملا لصغر مساحته حوالي 40 كم و لصعوبة اقتسامه مع قوة معادية فإما ان تحصل عليه كاملا و اما لا
اما سيناء التي تعادل مساحتها ثلاث اضعاف مساحة فلسطين المحتلة كاملة او ثلاث اضعاف الدلتا و اقصي الشمال فيها العريش توازي الاسكندرية و بورسعيد بينما اقصي الجنوب رأس محمد في سيناء يقابل وسط محافظة اسيوط !!
مساحة هائلة بامكانيات تسليحية متواضعة اقرب للدفاع و ليس للهجوم
فالاصرار السوري علي الخطة المستحيلة فهم في مصر علي وجهين
اما انهم يعجزون مصر كي لا تقوم حرب
و اما انهم هواة لا يدرون شئ " و يبدو هذا الرأي هو الاقرب للاسف عندما توهم الاسد امام التراجع الاسرائيلي في الجولان انه في طريقه لتحرير القدس فنسي التوقف لتدعيم صفوف جيشه و استبدال الخسائر و المعدات و التخندق للصد امام الهجوم الصهيوني المتوقع "
فكانت النتيجة انه امام اول هجوم اسرائيلي مضاد هزمت القوات السورية و تقهقرت " و هنا يظهر الفارق بين الحالمين و الواهمين و من يعرفون علي اي ارض يقفون "
و اخذت تتراجع و تتراجع حتي تراجعت وراء الخط الارجواني التي كانت ترابط عليه بعد 67 اي انهم فقدوا المزيد من الارض عما فقدوه في 67
و في المقابل نتيجة التخطيط الجيد تصدت القوات المصرية لثلاث هجمات اسرائيلية مضادة بنجاح تام مكبدىن اياهم خسائر فادحة
هنا صارت دمشق تحت الخطر و تدخل الجيش العراقي و قوات من الجيش الاردني بل و السعودي علي الجبهة السورية لانقاذ ما يمكن انقاذه
و باتصال شخصي من الاسد و بالحاح منه علي السادات امر السادات بتطوير الهجوم الي المضائق بسلاح ليس لدينا اصلا
فبدأت اول الخسائر المصرية الفادحة
التي ادت الي الثغرة
اعتقد ان هذا السرد افضل و ادق و مرتب و مواز للواقع و الحقيقة بدلا من السرد التحريضي للشاذلي
الذي يتعمد اخفاء ما يبرئ السادات
الذي واجهه اللواء جمال حماد -مؤرخ الجيش المصري - بالحقائق و الوثائق فلاذ بالصمت امامه بعدما كان صوته عاليا
اخيرا هذا ليس تقليلا من دور الشاذلي في الاعداد الي المعركة
لكن ايضا بلا تقليل من شجاعة السادات في اختيار الحرب مسلكا و اعداد الدولة للحرب
و للشاذلي سؤال لو لم يتخذ السادات القرار بالاستعداد للحرب و من ثم القرار بالبدء بها فهل كنت ستسطيع ان تجهز كل ما فعلته ؟!
المفضلات