الجارديان: انتخابات مصر كانت ''مسرحية هزلية''
صحفي بريطاني كاتب كلام في الجون ....
وصف كاتب بصحيفة الجارديان البريطانية كان يقوم بتغطية الانتخابت التشريعية من مصر بأن ما جرى يوم الأحد الماضي، كان "مسرحية هزلية" بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وقال الصحفي البريطاني أن ما حدث يبث برسالة مفادها أن السلطة في مصر يتم تداولها فقط عبرما وصفه ب"المقابر الفرعونية الرسمية."
ووصف الصحفي جاك شنيكر في مقال له الخميس تجربة تغطية الانتخابات في مصر بأها تجربة" سيريالية" وأورد مثالا على ذلك بما حدث اثناء وجوده مع مرشحي المعارضة في احدى الدوائر حيث تم قطع الكهرباء عن الدائرة لمنعهم من رؤية الصناديق الانتخابية والدخول مع هؤلاء المرشحين الى اللجنة حاملين الشموع في "ظلام دامس".
و قال شنيكر أن ما وصف من جانب المحللين والمراقبين وأنصار المعارضة في مصر بأنه انتهاكات ومخالفات بدأ من شراء الاصوات والتزوير وانتهاء بالتهديد والمنع والقمع الامني هو وصف غير لائق لأن" الانتهاكات تفترض اصلا وجود نظام" أما ما حدث يوم الأحد فكان "سيركا" و إطلاق تعبيرات مثل انتهاكات ومخالفات عليه قد "يعطيه صبغة من الشرعية التي لا يستحقها"، وأضاف ان ما حدث " كان منظما و ممنهحا و مخططا له."
وأضاف شنيكر "أن نتائج الانتخابات التي أعلنت بالفعل قد أزالت عبئا كبيرا عن من يحاولون اثبات حدوث تلك المهزلة و جعلتهم ليسوا بحاجة الى أدلة".
وأشار إلى أن جماعة الاخوان المسلمين التي كان لها 88 مقعدا في البرلمان السابق لم تحصل على أي مقاعد هذه الانتخابات وهو شيء مثير للدهشة، وعلق قائلا :" أن ما حدث في مصرلا يمت بأي صلة لما يطلق عليه "اصطلاح الانتخابات".
وقال شنيكر أن ما حدث في الانتخابات يبعث برسالة مفادها "أن انتقال السلطة في مصر لن يخرج عن الأوتوقراطيين في الحزب الوطني الحاكم و لا مكان لأي صوت بخارجه في هذا السبق المنتظر".
وقال البريطاني :"أن ماحدث في ما يطلق عليه انتخابات يحمل رسالة أخرى للشعب المصري، وهي انه لن يسمح بوجود قناة شرعية للتعبير عن احتقانهم و غضبهم و لو حتى بشكل ظاهري".
وأضاف :"ما حدث يعبر بوضوح عن أن النظام الحالي يقول بوضوح أن مصر ما قبل الانتخابات ستبقى بكل ما فيها بعد الانتخابات من قمع للمعارضة عن طريق قانون الطواريء و باعطاء كل ما في البلاد من ثروة لاناس متربحين بعينهم دون غيرهم".
وأشار الى تصريحات محمد بديع مرشد الاخوان المسلمين بعد الانتخابات والتي قال فيها " أن النظام أغلق امام الناس أي باب للامل في أي تغيير قد يحدث بشكل سلمي".
وقال شنيكل :"انه على الرغم من أن يعملون لمصلحة النظام و يصفقون لما أسفرت عنه نتائج المهزلة لا يدرون حجم المشاكل التي سيواجهها النظام كنتيجة لتلك الانتخابات"، حيث أشار إلى أن "البشاعة الفجة لما حدث سيثير مناقشات جادة في دوائر السياسة الخارجية حول الجدوى من مساندة النظام الحالي منه من عدمها".
ولكن شنيكل قال :"انه بالرغم من التذمر الذي يظهر في الحديث في الدوائر الدبلوماسية سواء في الولايات المتحدة أو غيرها من حلفاء مصر في الغرب فانه ليس هناك شك حول ان هؤلاء في الغرب لا يريدون بصدق أن تكون هناك أي حياة ديمقراطية في مصر".
وأضاف "يمكنك سؤال ضحايا التعذيب في سجون الاسكندرية المقيدة ايديهم بأصفاد معدنية صنعت في أمريكا عن حجم مساندة المجتمع الدولي لهم".
وقال الصحفي البريطاني :" أن أي تغيير سياسي في مصر لن يتم من داخل أروقة النخبة الانانية المنتفعة التي تخدم و تحافظ على مصالحها الشخصية فحسب في مصر" ولا عن طريق الثرثرة في الدوائر السياسية الغربية".
وأنهى مقاله مؤكداً :" أن ستار المسرحية لم يسدل بعد و لكنه لم يلبث أن رفع و أن الدراما الحقيقية على وشك أن تبدا في مصر".