العمل شرف .. أم هتك شرف؟
تستيقظ فى الثامنة صباحا
مذعورا بسبب صوت منبهك الذي
يعيد السمع للأصم بكفاءة وتنظر
فى ساعتك لتكتشف أن "ياخبر
اسود .. الساعة 8 .. إتأخرت ! .. " ..
وتنهض مسرعا لتتعثر فى غطائك
وتقع على خلقتك ثم تقوم فى
الطريق إلي الحمام لتصطدم برجل
المقعد بجوارك وتتأوه معتقدا أن رجل
المقعد قد أطارت ثلاثه أصابع أو
أكثر من قدمك .. لا تتناول إفطارك
فأنت قد تأخرت عن عملك .. بل خذ
قطعة حلوى وإذهب إلي عملك مسرعا ..
لم تكن قد إستيقظت بعد ولكن
لاوقت لذلك فستستيقظ فى
الطريق .. نعم .. فأنت تعمل مابين
الساعة التاسعة صباحا حتي الواحدة
صباح اليوم التالى مثل الثور
المربوط فى ساقية .. ثم تعود
منهكا لتتناول أي شئ وتغيب فى
سبات عميق حتى ميعاد
استيقاظك .. هكذا لا تجد أي وقت
فراغ لتمضيه مع أفراد أسرتك أو
أصدقائك وهم أناس لهم حقوق
عليك .. لا تجد وقتا لممارسة
هواياتك المفضلة أو القراءة ..
ولكنك -رغم ذلك- تعتقد أنك فخور
بنفسك فأنت تعمل بجد .. نعم .. دع
الهوايات للمترفين فنحن لدينا
مشغوليات .. هكذا تعتقد أنك رجل
جدير برجولته حقا .. فقد أفنيت
عمرك و أجمل سنوات شبابك فى
عملك .. إلى أن تستيقظ يوما ما
لتجد أنك لم تؤدي ما عليك من
واجبات .. لم تستمتع بوقت فراغك
مع عائلتك .. لم تعد ترى أصدقائك ..
لم تزر أحد ونتيجه لذلك فلم يعد أحد
يزورك وتصبح وحيدا .. وتكتشف أن
العمل أصبح نقمة لا نعمة ...
*التخفيض لو سمحت
وإذا كنت تعمل فى محافظات الصعيد
و تلبي متطلبات القاطنين
بجوارك مثلى فأنت -حتما- سوف
تتعامل مع جميع أنواع البشر .. بدءا
من مالكى سيارات المرسيدس وحتي
الفلاحين البسطاء .. ولكن
مايلفت نظرك حقا هو ظهور ذلك
المصطلح الجديد .. التخفيض ..
طلعلنا كده ف البخت .. أي والله ف
البخت .. تجد أي مريض يطالب
بتخفيض في أسعار الدواء .. حتي
علبة الفوار ذات الثلاث جنيهات ..
وكأن التخفيض هو حقه الشرعى .. مع
العلم بأن جميع الأدوية مسعرة
جبريا .. إلا أن كثرة الصيدليات
دفعت بعد الصيادلة لعمل
تخفيضات لجذب المرضى .. و هكذا
تجد نفسك تبيع سلعة مسعرة
جبريا بغير اسعارها الرسمية ..
وبالطبع لا تستطيع المناقشة
فى ذلك الأمر فالزبون دائما على
حق ..
*زين فتحة زا .. زرع
وإذا كنت تعمل بجوار مستشفى
حكومى -مثلى أيضا- فسوف تحتاج
لشراء كومبيوتر .. ولكنه يجب أن
يكون كومبيوتر جاهل حتي
يستطيع تفسير كتابات الأطباء
الجدد .. يكفى أن تقرأ روشتات
الأطباء حتي يصيبك حول و تخلف
وعته منغولى .. وتكتشف أن أسماء
الأدوية لا تتماشى بتاتا مع
تركيزاتها .. حتي أصبحت أنا وبعض
أصدقائى من الصيادلة نتباري فى
قراءة الروشتات التى لا تقرأ ..
فبعض الأدوية مثل فايزين تتحول
إلي فازولين و جلوكوفانس يتحول
إلي تراماكس .. لا تغضب ولا تثيرك
تلك الأخطاء فسوف تكون أنت
المخطئ فى النهاية .. نعملك إيه إذا
كنت مابتعرفش تقرا روشتات ؟ ..
*مش قلنا بلاش بديل
قد تعتقد أحيانا أن الأدوية التى
تحوى نفس المواد الفعالة لها
نفس التأثير .. حتي وإن إختلفت
أسماءها أو الشركات المنتجة ..
ولكنك -حتما- مخطئ .. لأن سيد مش
زي الحاج سيد .. كيف تتوقع أن
يكون الدواء المصرى بنفس كفاءة
نظيره المستورد .. بل كيف تدلى
برأيك كصيدلى وتقول أن كلا
العقارين -حتى إذا كان كلاهما مصرى -
متماثلين فى التأثير لإحتوائهما
على نفس الماده الفعالة بنفس
المقدار؟ .. وتجد طبيبا ما قد أصر
على عقار بعينه بالرغم من إنه غير
متوافر .. والبديل ماينفعش حتى
لو كان متوفر .. لو جبتوه
ماتشرفونيش فى العيادة تانى ..
وبالطبع تجد نفسك مضطر
للإمتناع عن صرف الروشتة بأوامر
من الدكتور الكبير .. لأن المريض
يريد شراء الروشته بأكملها .. هو
انت يعنى هاتفهم احسن من
الأخصائى فلان؟
هكذا تجد نفسك فى مشادات
ومهاترات يومية مع المرضى بسبب
أخطاء وجهل الأطباء ولاد ال...... أكمل
الفراغ بما يتناسب وثقافتك فى
قاموس القباحة .. للحديث بقية
المفضلات