حدث بعد منتصف الليل: دفتر بفــرة وكارت شحن
كان البرد قارسا تلك الليلة..كالعادة الأزلية لليالي فصل الشتاء
نباح ذلك الكلب الصدئ خارج المكان يطارد شبحا وهميا .. أو ربما ذبابة ليلية صماء
أداعب أزرار الجهاز العبقري أمامي مرة .. ومرة أخرى أداعب جهاز التحكم عن بعد للتلفاز الصغير بجانبي
أفكار سوداء(وأحيانا بيضاء) تتزاحم داخل تلك الخلايا الرمادية بداخلي
قد تجاوزت مرحلة الشباب(أو هكذا أظن)..لو أن لون السيارة أسود..لكانت أجمل
ربما لو أطلقت لحيتي..أو مارست الرياضة مرة أخرى
غدا أخرج للصيد بالسنارة ..لا بل بالبندقية
أحساس رجولي رائع وأنا أجول بها متظاهرا بالقوة
إنها الثانية من صباح يوم الجمعة الموافق ليوم من الأيام التعيسة للشهر الأخير من عام ما .. لا يهمني أن أعرفه
صرير الباب الزجاجي للصيدلية .. يُفتح الباب..ويهالني وجه نحيل لشاب أسود البشرة..نخر الأسنان.رقيع الملابس
"" النبي ياكابتن..عندكش دفتر بفرة وكارت شحن موبينيل""
يسألني الرقيع مبتسما .. كاشفا عن أسنان تلعن صاحبها
شلووووووووووت وألقيه بالخارج
هكذا جال بخاطري لأول وهلة
ومايتبعها من عداء غير مسبب مع ذلك الشئ الذي تلعنه أسنانه
"" مفيش والله .. لسه خلصانين""
هكذا قلت بإبتسامة حاولت أن أصبغها باللون الأصفر قدر ما أستطيع
تنطبق الشفتان على الأسنان(التي مازالت تلعن صاحبها)..وبينها سيجارة لا تبدو بريئة
ويشلعها على طريقة رشدي أباظة *
مالذي أجبر ذلك الرقيع على الخروج ليلا..ليحطم جدار البرودة القارصة
باحثا عن دفتر بفرة ..وكارت شحن موبينيل
الشئ الأول معروف..دفتر البفرة أكيد ذلك الشاب طالب بكلية الصيدلة ..ويحتاج البفرة لتنظيف عدسة الميكروسكوب!!! هذا لا شك فيه
هذا العاشق خرج متحديا الطبيعة وبرودتها ..باحثا عن كارت شحن
ليكمل ليلته المقمرة مع تلك الحسناء الدميمة على الطرف الآخر من الهاتف
.................................................. ....
* طريقة رشدي أباظة لمن لايعرفها..هيا إمالة الرأس لليمين قليلا..ورفع الكتفين مصاحبا لإيقاد السيجارة..ثم يأخد النفس الأول وينفخه خارج فمه دون أن يستنشقه..وكذلك الثاني..ثم يلقي عود الثقاب في أهمال..أو هكذا أراده أن يبدو