انهاردة يوم عادي .. ماشي في الشارع .. لقيت راجل و ابنه سايقين تروسيكل (اللي هو العجلة اللي بتنقل كراتين الشيبسي و الحاجات دي) .. و ماشي جنبهم عربية سايقها ظابط .. فا بطريقة ما و بخطأ متبادل من الطرفين في رأيي .. حكوا في بعض .. المرايا بس اتقفلت .. مش اتكسرت .. قام الظابط فتح الشباك و قايل ( ما تفتحوا يا ولاد دين ال ... ! ) .. فا الولد بيقولوا و ليه الغلط بس يا بيه دنتا اللي كاسر علينا .. قالوا و كمان بتغلطني يا ابن ال ... !!! الواد اتنرفز اما سمع الظابط بيشتمه بأمه كدة في وسط الشارع .. قاله يا بيه متغلطش يا بيه .. قام الظابط نازل .. ضرب الواد و مسح بيه الأرض .. ابوه باين عليه راجل اغلب من الغلب .. بيحوش عن ابنه الضرب و بيقوله معلش يا بيه ابوس ايدك !! ( أكن هو الغلطان!!) .. قام الظابط ممرمطه و ضاربه هو كمان مع الشتايم طبعا !
عارفين مع انها حاجة تضحك و توارد اخطار اهبل .. بس و الله كانت عاملة زي مشهد محمد الدرة !! ناس بتضرب في ناس مدنيين ماشية في الشارع في حالها و طالع عين اللي خلفوها .. و لقوا الضرب من كل ناحية .. الراجل جه يحوش عن ابنه قام اتضرب هو و ابنه ! بس الفرق ان ده كان في بلد محتلة .. و ده في بلد بيقولوا عليها ديموقراطية .. فيها كل واحد علق نجمة علي كتفه بينزل الشارع يقول يا رب حد يدوسلي علي طرف
الولد ده .. كان في حدود 16 او 17 سنة كدة .. ايه اللي ممكن يتربي في نفسيته و هو بيشوف ابوه بيتضرب في الشارع و هو مش قادر يعمل حاجة ؟
مش ممكن يطلع مجرم !؟ مش ممكن بتعقد نفسيا ؟ مش ممكن كدة نبقي خلقنا الجريمة في رحم القانون !!؟
و الراجل ده .. هيرفع وشه في وش ابنه ازاي بعد كدة .. و هو مش قادر يوفرله الأمان انه حتي يمشي في الشارع
يوم ماتش مصر و الأرجنتين و الناس بتبيع الأعلام فوق كوبري 6 أكتوبر .. مكنتش طايق شكل العلم
و كان نفسي امسك كل علم احرقه كأنه علم اسرائيل .. هي الرياضة ملهاش دعوة بأي حاجة و انا عن نفسي متابع قوي لكرة القدم
بس علم ايه ده اللي همسكه و امشي ارقص بيه في الشارع و اقول مصر مصر !؟
و منتخب ايه اللي كل لعيب فيه خد 12 مليون مكافأة عشان بطولة .. و فيه ناس بتنتحر عشان مش لاقية تأكل ولادها ! يعني ده ايه الرفاهية اللي احنا فيها دي !!
عاملين زي واحد ساكن في عشة و مركبلها تكييف !!
احنا شعب اقرع و نزهي !!
ايه اللي بيحصل في البلد ده !؟ غلا .. زحمة لا تطاق في كل حتة .. بلطجة من الشرطة قبل البلطجية نفسهم ! انحطاط في كل المجالات
مع احترامي لكل الناس اللي بتقول خلي الناس تفرح الناس محتاجة حاجة تفرحها
الناس مش محتاجة حاجة تفرحها .. الناس محتاجة حاجة تديها علي قفاها و تقولها احنا خلاص خطوتين علي النهاية
تقولها احنا خلاص فيه ناس بتقتل ولادها و تنتحر معاهم عشان مش عارفين يأكلوهم !
تقولها ان الناس اللي كانت بتاكل عيش حاف .. مبقتش لاقية العيش الحاف ..
يحسوا ان فيه ناس بجد بقت تحت خط الإنسانية .. لا لاقيين ياكلوا .. ولا حاسين ان لهم كرامة .. و ان حياتهم من موتهم مش فارقة لأي حد .. ولا عندهم اي حاجة
عفوا يا مصر .. زهقنا ..