| تسجيل عضوية جديدة | استرجاع كلمة المرور ؟
Follow us on Twitter Follow us on Facebook Watch us on YouTube
النتائج 1 إلى 2 من 2

  1. #1

    الصورة الرمزية نور القمر

    رقم العضوية : 7138

    تاريخ التسجيل : 08Mar2008

    المشاركات : 8,275

    النوع : انثى

    الاقامة : ..............

    السيارة: .............

    السيارة[2]: ..............

    دراجة بخارية: ...................زز

    الحالة : نور القمر غير متواجد حالياً

    افتراضي حكم سب الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وسلم) والصحابة - Facebook Twitter whatsapp انشر الموضوع فى :

    hasad">

    الحمد لله الذي هدانا للإسلام، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
    فإن نعم الله عظيمة، وآلاءه جسيمة، وأعظم النعم قدراً وأجلها منزلة نعمة الإسلام، التي منَّ الله بها علينا وخصنا بها.

    ومع الغزو الإعلامي المكثف، وليونة الدين في القلوب؛ ظهر على ألسنة البعض أمر خطير، ومنكر كبير هو: سب الله عزّ وجل، أو الدين، أو النبي محمّد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام.. وفي هذه الورقات بيان لعظم الأمر وخطورته حتى ننصح من نراه يفعل ذلك ونعلمه مواطن الخير، وندله على طريق التوبة.

    أخي المسلم: الإيمان بالله مبني على التعظيم والإجلال للرب عزّ وجلّ، ولا شك أن سب الله تعالى والاستهزاء به يناقض هذا التعظيم.

    قال ابن القيم: وروح العبادة هو الإجلال والمحبة، فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت، فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب المعظم، فذلك حقيقة الحمد والله أعلم.

    والسب كما عرفة ابن تيمية: هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف، وهو ما يُفهم منه السبّ في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم، كاللعن والتقبيح ونحوه.

    ولا ريب أن سب الله عزّ وجلّ يُعد أقبح وأشنع أنواع المكفِّرات القولية، وإذا كان الاستهزاء بالله كفراً سواء استحله أم لم يستحله، فإن السب كفر من باب أولى.
    يقول ابن تيمية: إن سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم كفر ظاهراً وباطناً، سواء كان السَّاب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده.

    وقال ابن راهويه: قد أجمع المسلمون أن من سب الله تبارك وتعالى أو سب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أنه كافر بذلك، وإن كان مقراً بما أنزل الله.
    قال تعالى: { إنَّ الذين يُؤذون الله ورسوله لعلنهم الله في الدُّنيا والآخرة وأعدَّ لهم عذاباً مٌّهيناً . والَّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً ميبناً } فرَّق الله عزّ وجلّ في الآية بين أذى الله ورسوله، وبين أذى المؤمنين والمؤمنات، فجعل على هذا أنه قد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً، وجعل على ذلك اللعنة في الدنيا والآخرة وأعد له العذاب المهين، ومعلوم أن أذى المؤمنين قد يكون من كبائر الإثم وفيه الجلد، وليس فوق ذلك إلا الكفر والقتل.
    قال القاضي عياض: لا خلاف أن ساب الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم.

    وقال أحمد في رواية عبد الله في رجل قال لرجل: يا بن كذا وكذا- أعني أنت ومن خلقك-: هذا مرتد عن الإسلام تضرب عنقه.
    وقال ابن قدامة: من سب الله تعالى كفر، سواءً كان مازحاً أو جاداً.

    • سُئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز السؤال التالي:
    ما حكم سب الدين أو الرب؟- أستغفر الله رب العالمين- هل مَنْ سبّ الدين يعتبر كافراً أو مرتداً، وما هي العقوبة المقررة عليه في الدين الإسلامي الحنيف؟ حتى نكون على بينة من أمر شرائع الدين وهذه الظاهرة منتشرة بين بعض الناس في بلادنا أفيدونا أفادكم الله.
    فأجب رحمه الله تعالى: سب الدين من أعظم الكبائر ومن أعظم المنكرات وهكذا سب الرب عزّ وجلّ، وهذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام، ومن أسباب الردة عن الإسلام، فإذا كان مَنْ سب الرب سبحانه أو سب الدين ينتسب للإسلام فإنه يكون مرتداً بذلك عن الإسلام ويكون كافراً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي أمر البلد بواسطة المحكمة الشرعية، وقال بعض أهل العلم: إنه لا يستتاب بل يقتل؛ لأن جريمته عظيمة، ولكن الأرجح أن يستتاب لعل الله تعالى يمن عليه بالهداية فيلزم الحق، ولكن ينبغي أن يعزر بالجلد والسجن حتى لا يعود لمثل هذه الجريمة العظيمة، وهكذا لو سب القرآن أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فإنَّ سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو سب الرب عزّ وجلّ من نواقض الإسلام، وهكذا الاستهزاء بالله أو برسوله صلى الله عليه وسلم أو بالجنة أو بالنار أو بأوامر الله تعالى كالصلاة والزكاة، فالاستهزاء بشيء من هذه الأمور من نواقض الإسلام، قال الله سبحانه وتعالى: { قُل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزءون . لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } نسأل الله العافية.

    • وسُئل فضيلة الشيخ محمّد بن عثيمين السؤال التالي:
    ما حكم الشرع في رجل سبَّ الدين في حالة غضب هل عليه كفَّارة وما شرط التّوبة من هذا العمل حيث أنّي سمعت من أهل العلم يقولون: بأنَّك خرجت عن الإسلام في قولك هذا ويقولون بأنّ زوجتك حُرّمت عليك؟
    فأجاب فضيلته: الحكم فيمن سبّ الدين الإسلامي أنه يكفُر، فإن سب الدين والاستهزاء به ردّة عن الإسلام وكفر بالله عزّ وجلّ وبدينه، وقد حكى الله تبارك وتعالى عن قوم استهزؤوا بدين الإسلام، حكى الله عنهم أنهم كانوا يقولون: إنّما كنا نخوض ونلعب، فبين الله عزّ وجلّ أن خوضهم هذا ولعبهم استهزاء بالله وآياته ورسوله وأنهم كفروا به فقال تعالى: { ولئن سألتهم ليقولنَّ إنّما كنا نخوض ونلعب قُل أبالله وءايته ورسوله كنتم تستهزءون . لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } فالاستهزاء بدين الله، أو سبُّ دين الله، أو سبُّ الله ورسوله، أو الاستهزاء بهما، كفر مخرج عن الملّة. أهـ
    واحذر أخي المسلم من مجالسة هؤلاء القوم حتى لا يصيبك إثم وتخل بدارك العقوبة.

    • سُئل الشيخ محمّد بن عثيمين السؤال التالي:
    هل يجوز البقاء لي بين قوم يسبُّون الله عزّ وجلّ؟
    فأجاب رحمه الله: لا يجوز البقاء بين قوم يسبون الله عزّ وجلّ
    لقوله تعالى: { وقد نزَّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم ءايات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتَّى يخوضوا في حديثٍ غيره إنَّكُم إذاً مِّثلهم إنَّ الله جامع المنافقين والكافرين إلى جهنَّم جميعاً } .

    حكم سب الرسول صلى الله عليه وسلم:
    للرسول صلى الله عليه وسلم منزلة عظيمة في نفوس أهل الإيمان، فقد بلَّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده، ونحن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم كما أمر، محبةً لا تخرجه إلى الإطراء أو إقامة البدع التي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنها وحذّر منها. بل له المكانة السامية والمنزلة الرفيعة نطيعه فيما أمر، ونجتنب ما نهى عنه وزجر.

    ولنحذر من سب الرسول صلى الله عليه وسلم فإن ذلك من نواقض الإيمان، التي توجب الكفر ظاهراً وباطناً، سواءً استحل ذلك فاعله أو لم يستحله.
    يقول ابن تيمية: إن سب الله تعالى أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم كفر ظاهراً وباطناً، سواء كان السب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً له، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده.

    والأمر في ذلك يصل إلى حتى مجرد لمز النبي صلى الله عليه وسلم في حكم أو غيره كما قال رحمه الله: فثبت أن كل من لمز النبي صلى الله عليه وسلم في حكمه أو قَسمه فإنه يجب قتله، كما أمر به صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد موته. فاحذر أخي المسلم من هذا المزلق الخطر والطريق السيء وتجنب ما يغضب الله عزّ وجلّ.

    سب الصحابة:
    الصحابة هم صحابة رسول اله صلى الله عليه وسلم ورفقاء دعوته الذين أثنى الله عزّ وجلّ عليهم في مواضع كثيرة من القرآن قال تعالى: { والسَّابقون الأوَّلون من المهاجرين والأنصار والَّذين اتَّبعوهم بإحسان رَّضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنَّات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم } وقال تعالى: { مُحمَّدٌ رسول الله والَّذين معه أشداء على الكفار رُحماء بينهم تراهم رُكّعاً سُجَّداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً } ومن
    سبهم بعد هذه الآيات فهو مكذب بالقرآن.

    والواجب نحوهم محبتهم والترضي عنهم والدفاع عنهم، ورد من تعرض لأعراضهم، ولا شك أن حبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان، وقد أجمع العلماء على عدالتهم، أما التعرض لهم وسبهم وازدراؤهم فقد قال ابن تيمية: إن كان مستحلاً لسب الصحابة رضي الله تعالى عنهم فهو كافر.
    وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: « من سبَّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين » [السلسلة الصحيحة 2340].

    وقال صلى الله عليه وسلم: « لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحداً أنفق مثل أُحد ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه » [رواه البخاري].

    وسُئل الإمام أحمد عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة رضي الله تعالى عنهم أجمعين فقال: ما أراه على الإسلام.

    وقال الإمام مالك رحمه الله تعالى: من شتم أحداً من أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو بن العاص، فإن قال كانوا على ضلال وكفر قُتل.

    قال الشيخ محمّد بن عبد الوهاب: فمن سبهم فقد خالف ما أمر الله تعالى من إكرامهم، ومن اعتقد السوء فيهم كلهم أو جمهورهم فقد كذّب الله تعالى فيما أخبر من كمالهم وفضلهم ومكذبه كافر.

    أما من قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها فإنَّه كذّب بالقرآن الذي يشهد ببراءتها، فتكذيبه كفر، والوقيعة فيها تكذيب له، ثم إنها رضي الله تعالى عنها فراش النبي صلى الله عليه وسلم والوقيعة فيها تنقيص له، وتنقيصه كفر.

    قال ابن كثير عند تفسيره قوله تعالى: { إنَّ الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لُعنوا في الدُّنيا والآخرة ولهم عذابٌ عظيمٌ } وقد أجمع العلماء رحمهم الله تعالى قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في الآية فإنه كافر، لأنه معاند للقرآن.

    ساق اللالكائي بسنده أن الحسن بن زيد، لما ذَكَرَ رجل بحضرته عائشة بذكر قبيح من الفاحشة، فأمر بضرب عنقه، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا، فقال: معاذ الله، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله عزّ وجلّ: { الخبيثاتُ للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطّيِّباتُ للطّيِّبين والطَّيِّبون للطَّيِّبات أولئك مُبرَّئون ممّا يقولون لهم مَّغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ }

    فإن كانت عائشة رضي الله تعالى عنها خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث، فهو كافر فاضربوا عنقه، فضربوا عنقه.

    أخي المسلم: إنَّ سب الصحابة رضي الله تعالى عنهم يستلزم تضليل أمة محمد صلى الله عله وسلم ويتضمن أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة شرارها، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام.

    اللهم ارزقنا حبك وحبّ دينك وكتابك ونبيك صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا، وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    موقع اسلام واي



    .................................................. ........


    روى القاضي عياض المالكي رحمه الله ، المولود سنة 476هـ في كتابه (( الشِّفا بتعريف حقوق المصطفى )) ج2/195 :
    "وسألَ الرَّشيدُ مالكاً في رجلٍ شتَمَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ،.. فغضِبَ مالك وقال : يا أميرَ المؤمنين ؛ ما بقاءُ الأُمَّةِ بعد شتْمِ نَبِيِّها ! مَنْ شَتَمَ الأنبياءَ قُتِلَ ."

    وجاء في تفسير القرطبي ج 8 / 76 :
    "وروي أن رجلاً قال في مجلس علي رضي الله عنه : ما قُتِلَ كعبُ بن الأشرف إلا غدراً . فأمر عليّ بضرب عنقه." اهـ
    قال علماؤنا : هذا يُقْتَل ولا يُستتاب إن نَسَبَ الغدر للنبي صلى الله عليه وسلم . انتهى

    وجاء في الإصابة في تمييز الصحابة في ترجمة طُلَيب بن عُمَير؛ وهو ابن عمّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم أروى بنت عبد المطّلب؛ وهو أوّل مَنْ دَمَى مُشرِكاً في الإسلام بسبب النبي صلى الله عليه وسلم فإنه سمع عوف بن صبرة السهمي يشتمُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخذ له لحي جمل فضربه فشجه فقيل لأروى ألا ترين ما فعل ابنك فقالت ... إن طليباً نصر بن خاله ... واساه في ذي دمه وماله ، وقالت خيرُ أيّامه أن ينصُرَ محمداً ، وقيل إن المضروب أبا إهاب بن عزيز الدارمي وكانت قريش حملته على الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه طليب فضربه فشجه .
    الإصابة ج 3 / 540

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه " الصارم المسلول على شاتم الرسول " :
    " وتحرير القول فيه : إنَّ السَّابَّ إنْ كان مسلماً فإنه يكفر و يُقتل بغير خلاف و هو مذهب الأئمة الأربعة و غيرهم و قد تقدم ممن حكى الإجماع على ذلك إسحاق بن راهويه و غيره و إن كان ذمياً فإنه يُقْتَل أيضا في مذهب مالك و أهل المدينة و سيأتي حكاية ألفاظهم و هو مذهب أحمد و فقهاء الحديث .

    و قد نصَّ أحمد على ذلك في مواضع متعددة قال حنبل : سمعت أبا عبد الله (يعني أباه الإمام أحمد) يقول : [ كلُّ مَنْ شَتَمَ النبي صلى الله عليه و سلم أو تَنَقَّصَه ـ مسلماَ كان أو كافراً ـ فعليه القَتْلُ و أرى أن يُقتل و لا يُستتاب ] قال : و سمعت أبا عبد الله يقول : [ كل من نقضَ العهد وأحدثَ في الإسلام حدثاً مثل هذا رأيت عليه القتل ليس على هذا أعطوا العهد والذمة ؛ وكذلك قال أبو الصفراء:سألت أبا عبد الله عن رجل من أهل الذمة شتم النبي صلى الله عليه و سلم ماذا عليه ؟ قال:إذا قامت البينة عليه يُقتل من شتم النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً كان أوكافراً ] رواهما الخلال
    ...
    و قال حرب : سألتُ أحمدَ عن رجل من أهل الذمة شتم النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقتل إذا شتم النبي صلى الله عليه و سلم رواهما الخلال و قد نصّ على هذا في غير هذه الجوابات
    فأقواله كلها نصٌ في وجوبِ قَتْلِه و في أنه قد نقض العهد و ليس عنه في هذا اختلاف .
    ج1/10


    قال القاضي عياض:

    الفصل الأول


    في بيان ما هو ـ في حقِّه صلى الله عليه وسلم ـ سَبٌّ أو نَقْصٌ من تعريض أو نصّ
    اعلم ـ وفقنا الله و إياك ـ أن جميع من سَبَّ النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عابَه ، أو ألحق به نقصاً في نفسه أو نَسَبه أو دينه ، أو خَصْلَة من خِصاله ، أو عرَّض به ، أو شَبَّهَهُ بشيء على طريق السبِّ له ، أو الإزراء عليه ، أو التصغير لشأنه ، أو الغَضِّ منه ، و العيب له ، فهو سابٌّ له ، والحُكْمُ فيه حكْمُ السَّابِّ، يُقْتَل كما نُبَيِّنُه ، ولا نستثني فصلاً من فصول هذا الباب على هذا المقصد ، ولا نمتري فيه تصريحاً كان أو تلويحاً .
    وكذلك من لعنه أو دَعَا عليه ، أو تمنى مضرة له ، أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم ، أو عبث في جهته العزيزة بسُخْفٍ من الكلام وهُجْر ، ومُنْكَر من القول وزور ، أو عيَّره بشيء مما جرى من البلاء والمحنة عليه ، أو غَمَصَه ببعضِ العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه .
    وهذا كله إجماع من العلماء وأئمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى هلم جراً .
    وقال أبو بكر بن المنذر : أجمع عوام أهل العلم على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم يقتل ، وممن قال ذلك مالك بن أنس ، والليث ، وأحمد ، وإسحاق ، وهو مذهب الشافعي .

    قال القاضي أبو الفضل : وهو مقتضى قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، ولا تقبل توبته عند هؤلاء المذكورين .
    وبمثله قال أبو حنيفة ، وأصحابه ، والثوري وأهل الكوفة ، والأوزاعي في المسلم ، لكنهم قالوا : هي ردة .
    وقال سحنون فيمن سبه : ذلك ردة كالزندقة .
    وعلى هذا وقع الخلاف في استتابته وتكفيره ، وهل قتله حد أو كفر ، كما سنبينه في الباب الثاني إن شاء الله تعالى ، ولا نعلم خلافاً في استباحة دمه بين علماء الأمصار وسلف الأمة ، وقد ذكر غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره ........

    قال محمد بن سحنون : أجمع العلماء أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المتنـقِّص له كافر .والوعيد جار عليه بعذاب الله ، وحكمه عند الأمة القتل ، ومَنْ شَكَّ في كُفْرِه وعذابِه كَفَر .

    ومن رواية أبي المصعب ، وابن أبي أويس : سمعنا مالكاً يقول : من سَبَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، أو شَتَمَه ، أو عابه ، أو تَنَقَّصَه ـ قُتِلَ مُسْلِماً كان أو كافراً ، ولا يستتاب .
    وفي كتاب محمد : أخبرنا أصحاب مالك أنه قال : من سب النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من النبيين من مسلم أو كافر قتل ولم يستتب .
    وقال أصبغ : يُقْتَل على كل حال أسَرَّ ذلك أو أظهره ، ولا يستتاب ، لأن توبته لا تعرف .

    وقال عبد الله بن الحكم : من سب النبي صلى الله عليه وسلم من مسلم أو كافر قتل ولم يستتب .
    وحكى الطبري مثله عن أشهب ، عن مالك .

    وروى ابن وهب ، عن مالك : مَنْ قال : إنَّ رداءَ النبي صلى الله عليه وسلم ـ و يروى زر النبي صلى الله عليه وسلم ـ وسخٌ ، أراد عيبه ـ قُتِلَ .
    قال بعض علمائنا : أجمع العلماء على أن من دعا على نبي من الأنبياء بالويل ، أو بشيء من المكروه ـ أنه يقتل بلا استتابة .


    الفصل الثاني


    في الحجة في إيجاب قتل مَنْ سَبَّه أو عابَه صلى الله عليه وسلم

    فمن القرآن لعنُه تعالى لمُؤذيه في الدنيا والآخرة ، و قِرانُه تعالى أَذاهُ بأذاه ، ولا خلاف في قتل من سبَّ الله ، وأن اللعن إنما يستوجبه من هو كافر ، وحكم الكافر القتل ، فقال (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً) (الأحزاب : 57 ) .

    وقال الله تعالى : ( لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً صلى الله عليه وسلم مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً) (الأحزاب : 60))61 ).

    وفي الحديث الصحيح : أمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقتل كعب بن الأشرف . وقوله : ((مَنْ لكعب بن الأشرف ؟ فإنه يؤذي الله ورسوله)) . ووجَّه إليه مَنْ قَتَلَه غِيلَةً دون دعوة ، بخلاف غيره من المشركين ، وعلَّلَ قَتْلَهُ بأذَاه له ، فدلَّ أَنَّ قَتْلَه إيَّاهُ لغير الإشراك ، بل للأذى .
    وكذلك قتَل أبا رافع ، قال البراء : وكان يؤذي رسول الله .، ويُعين عليه .
    وكذلك أمره يوم الفتح بقتل ابن خطل وجاريتيْه اللتين كانتا تغنيان بسبه صلى الله عليه وسلم .
    وفي حديثٍ آخر أن رجلاً كان يَسُبُّه صلى الله عليه وسلم ، فقال : ((من يكفيني عدوي)) ؟ فقال خالد : أنا . فبعثه صلى الله عليه وسلم فَقَتَله .
    وكذلك أمر بقتل جماعة ممن كان يؤذيه من الكفار ويسبه ، كالنَّضر بن الحارث ، وعُقبة بن أبي معيط ، وعَهِدَ بقتل جماعةٍ منهم قبل الفتح وبعده ، فقُتِلُوا إلا من بادر بإسلامه قبل القُدرة عليه .
    وقد روى البزار ، عن ابن عباس ـ أن عقبة بن أبي معيط نادى : يا معشر قريش ، مالي أقتل من بينكم صبراً ! فقال له صلى الله عليه وسلم : بكفرك وافترائك على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    وذكر عبد الرزاق أن النبي صلى الله عليه وسلم سَبَّهُ رجلٌ ، فقال : ((من يكفيني عدوي)) ؟ فقال الزبير: أنا ، فبارزه فقتَله الزبير .

    وروى أيضاً أن امرأة كانت تَسُبُّه صلى الله عليه وسلم ، فقال : ((من يكفيني عدوي)) ؟ فخرجَ إليها خالد بن الوليد فقَتَلَها .

    وروى أن رجلاً كذَبَ على النبي صلى الله عليه وسلم فبعث علياً والزبير إليه ليقتلاه .
    وروى ابن قانع أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، سمعت أبي يقول فيك قولاً قبيحاً فقَتَلْتُه ! فلم يَشُقّ ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم .
    وبَلغ المهاجِرَ بنَ أبي أمية أمير اليمن لأبي بكر رضي الله عنه أن امرأة هناك في الردة غَنَّت بِسَبِّ النبي صلى الله عليه وسلم فقطع يدها ، ونزع ثنيتها ، فبلغ أبا بكر رضي الله عنه ذلك ، فقال له : لولا ما فعلت لأمرتك بقتلها ، لأنَّ حَدَّ الأنبياء ليس يُشْبِه الحدود .
    وعن ابن عباس : هجت امرأةٌ مِنْ خَطَمةَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال : مَنْ لي بها ؟ فقال رجل من قومها : أنا يا رسول الله . فنهض فقتلها ، فأُخْبِرَ النبيُّ، فقال : ((لا يَنْتَطِح فيها عَنْزَان))

    وعن ابن عباس أن أعمى كانت له أُمُّ ولدٍ تَسُبُّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فيزجُرُها فلا تنزجر ، فلما كانت ذات ليلة جَعَلَت تَقَعُ في النبيِّ صلى الله عليه وسلم وتشتمه ، فَقَتَلَها ، وأعلمَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بذلك ، فأهدَرَ دمها . رواه النسائي


  2. #2

    الصورة الرمزية بحري

    رقم العضوية : 2387

    تاريخ التسجيل : 30Sep2007

    المشاركات : 3,446

    النوع : ذكر

    الاقامة : alexandria

    السيارة: لا يوجد

    السيارة[2]: accent'99-F/O A/T

    الحالة : بحري غير متواجد حالياً

    افتراضي -

    hasad">

    جزاكم الله خيرا

    قال الله عزوجل في محكم آياته

    (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيِّنُّنه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنًا قليلاً فبئس ما يشترون)

    (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون . إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم)



 

المواضيع المتشابهه

  1. لماذا بكي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)( لا تنشر هذا الحديث لأنه موضوع )
    بواسطة ahmed_k_s في المنتدى المنتــــــدى الاجتمــاعى
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 26-05-2010, 02:05 AM
  2. صور وأسماء سيوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ( التسعه )
    بواسطة sndbad111 في المنتدى المنتــــــدى الاجتمــاعى
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 15-05-2008, 12:36 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2