أتمنى رحيل مبارك الآن و السبب أن النظام فقد مصداقيته لدى و لدى الكثيرين منذ زمن بعيد و بناءا عليه لا أصدق أنه سيصدق معى فى الستة أشهر المقبلة و يفى بوعوده التى لم تتعدى حتى الآن كونها وعود براقة ليس هناك ضمانة واحدة على تحقيق أى منها خاصة من خلال خطابى الرئيس الذين كانا السبب فى اتخاذى هذا الموقف و بشكل خاص الخطاب الثانى فالأول تغيير وزارى لا يسمن و لا يغنى من جوع و أغلب الوزراء الذين كانوا يفترض بهم الرحيل استمروا و لم يكن رحيل جزء صغير من الفاسدين و بعض رجال الأعمال شافى لصدورنا أما الخطاب الهزلى الآخر فليس به خطوة إيجابية واحدة فانعدام نيته للترشح لفترة قادمة ليست وليدة اللحظة و الكل يعرف من كان الرئيس القادم و مع ذلك فبعد الفتنة التى أثارها خطابه ما الذى يمنع أن يتراجع فى هذا الوعد نزولا على رغبة الجماهير التى بكت من أجله و أما عن تعديل المادتين 76 و 77 فقد يعدلها تعديلا صوريا ونجد أنفسنا فى نهاية الأمر نواجه نفس الأزمة مع أنه أوفى بوعده و عدلها و أما عن طعون مجلس الشعب فماذا عن هؤلاء الذين لم يتقدموا بطعون لثقتهم بعدم جدواها و ماذا عن من انسحبوا من البداية لما حدث من فوضى و بلطجة فأين حق كل هؤلاء الفئات أما النظر إلى الطعون المقدمة حاليا فقط فيعنى أننا سنستمر بمجلس أغلبه أيضا من الحزب الوطنى حتى و إن قلت النسبة عن النسبة الحالية و ما حدث مؤخرا من إقصاء أسماء بارزة فاسدة من الحزب الوطنى سياسيا فأكاد أجزم أنه باستثناء جمال مبارك الذى لم يكن له أى صفة فيما عدا وظيفته الحزبية فقد كانت حركة عديمة الفائدة فهؤلاء المخلوعون حزبيا يستمدون قوتهم و سلطتهم من مناصبهم الإدارية و ليس من موقعهم الحزبى و الدليل استفزاز الرئيس لشعبه أمس باجتماعه بهذه الرموز و الذى ادعى البعض أنهم قد تم تهميشهم سياسيا بهذا العزل المزعوم
المفضلات