الموضوع ده منقول من الميل .....هو مقالة من سلسلة مقالات قصيرة بيكتبها صديق ليه..حبيت الناس تشوفه لعل و عسى!

لا تشمتوا أحمد نظيف وحبيب العادلي بنا



(1)

من أشهر تصريحات الدكتور أحمد نظيف – ومن أكثرها استفزازا – تصريحه بأن الشعب المصري لم ينضج سياسيا بشكل كاف
كي يمارس ما يسمى بالديموقراطية والانفتاح ، أو هكذا قال ، وبلا شك هذه التصريحات المستفزة منه ومن كثير من وزراء
حكومته كانت من أهم أسباب الانفجار الذي حدث والذي كان له دور في الإطاحة بحكومة نظيف ، ولكن ما يثير الحزن في
هذه الأيام وبعد خطاب الرئيس مبارك الأخير ما حدث من اختلاف وانقسام حول سيناريو التغيير في مصر ليرسب كثير من
المصريين في أول امتحان لحرية الرأي والتعامل مع المخالف في وجهات النظر وصل إلى حد الخصام والقطيعة بين أصدقاء
عمر ورفاق كفاح ، ليظهر كل مصري منا في صورة المستبد الذي يرى أن رؤيته وحدها هي الصواب وأن كل من سواه
أغبياء أو جبناء أو غير ناضجين أو خونة ، وتحول كل منا إلى الصورة التي يبغضها وثار من أجل تغييرها ، فهل كان
نظيف محقا؟ أم أن كلنا مستبدون ولا نشعر ؟؟ كل ما أتمناه أن تتغير هذه الصورة سريعا حتى لا نشهد ثورة قريبة تطالب
برحيل كل أفراد هذا الشعب المستبد.


(2)

من الأمور التي لا يختلف عليها أثنان أن الشعب المصري تعرض لاختبار رهيب فور حدوث الانفلات الأمني واختفاء عناصر
الشرطة وإصدار الجيش بيان واضح أن على المواطنين حماية أنفسهم وممتلكاتهم ، نجح الشعب في الامتحان بجدارة وشكلت
اللجان الشعبية درعا واقيا لمقدرات وممتلكات هذا الشعب ، وحمى الله بهؤلاء الشباب مصر من استمرار النزيف وتتابع
الفوضى ، ولكن ماذا بعد أسبوع من تكوين هذه اللجان ؟ ، مما لا شك فيه أن الأمور الأمنية في مصر الآن تبدو أفضل كثيرا
من الأسبوع الماضي والحمد لله ، ولكن العجيب أن اجراءات "بعض" هذه اللجان تزداد تشددا وتضييقا ، وصار توقيف المارة
والسيارات والإمعان في تفتشيها – رغم التأكد من هويتها – نوع من الهواية والتسلية ، وأصبح طلب البطاقة و"الرذالة"
شهوة جامحة ، لقد تولى الشباب الأمن أسبوعا فظهرت فيهم هذه النماذج – القليلة جدا – ولكنها مؤسفة ، فهل كانت اجراءات
الداخلية المستفزة منطقية من أناس كل عملهم وحياتهم القيام على العملية الأمنية ؟؟ ، إخوتي في اللجان الشعبية قوموا بواجبكم
دون أن تخسروا احترامكم ونجاحكم الباهر الذي حققتموه ، ولا تكونوا صورا لنماذج كرهتموها وناديتم بتغييرها مرارا.



هذه أيام من عمر مصر ليست كأي أيام ، فينبغي ألا نشوهها ونحافظ عليها نقية ساطعة، حفظ الله مصر وشعبها وكل بلاد العرب والمسلمين.