التحرير اليوم ، بعيون الواقع المشرف
ابطال سواء رجالا او نساء , صامدين مهما اختلفت اعمارهم ، مبتسمون برغم الوضع الصعب ، وايجابيين مهما واجهوا من سلبية هؤلاء هم شعب مصر ممن خرجوا تاركين الدفء والراحة وقرروا النزول الى الشارع بحثاً عن الحرية ومن اجل مستقبل افضل للمصريين جميعاً ، هؤلاء هم من استطاعوا ان يهزوا عرش نظام ذابت اساساته الفاسدة فى تراب البلاد وارغموه على الانحناء ، هؤلاء هم من ودعوا احباب واصدقاء كست دماءهم ارض الميدان ، وهؤلاء هم من ضحوا بأجسادهم واعينهم كدروع للحفاظ على كيان ثورة الميدان . اليوم وبعد اكثر من اسبوع من انقطاعى عن المشاركة فى المظاهرات ( من يوم جمعة الغضب ) قررت النزول الى الشارع اعترافاً منى بأنى كنت مغيب عن حقيقة ان النظام لا يستحق المهلة التى يطالب بها بدعوى الحفاظ على البلاد من الخراب , فمسلسل الاحداث الجارى خاصة خلال الايام القليلة الماضية ولقاء وائل غنيم الذى اذيع بالامس اوضح لى كم كنا متسامحين القلب متعاطفين مع من لا يستحق التعاطف واحمد الله ان كثيرون ممن كانوا على نفس رأى قد رأوا الحق وعادوا مع المطالبين بالرحيل الفورى يداً بيد لن ادخل فى نقاشات وليس الهدف من الموضوع توضيح اى شئ الا فقط نقل وقائع معظم الاحداث اليوم من ميدان التحرير . وصلت الميدان ظهراً ولم اصدق عيناى من الاعداد التى لا يستوعب العقل مجرد محاولة تخمين احصاءها , فبداية من قصر النيل وحتى الميدان يحتل الثوار الشوارع بشكل كامل حاملين اعلام مصر الحبيبة ويتحركون بنظام سواء المقبل منهم الى الميدان او الراحل ، الكل يرتسم على وجهه ابتسامة رائعة لم نعد نراها حتى ايام الاعياد وكأن بقايا الغازات المسيلة للدموع التى اطلقت بالاطنان فى تلك المنطقة منذ ايام تحولت بفعل انتهاء صلاحيتها الى غازات مثيرة للسعادة تصل الى اى مدخل من مداخل الميدان العديدة لتجد المصريين فى انتظارك بالغناء والطبل مرددين اهلا اهلا بالثوار , تسرى قشعريرة رائعة فى جسدك وتظن انهم يغنون لكل فرد على حدة وتثار مشاعرك اكثر حين تجد الجميع يربت على كتفيك قائلا " حمد الله على السلامة يا ابطال نورتم الميدان " وكأننا من نزعنا شوكة الحكم ولسنا قادمين من منازلنا بداية يطلب منك الجيش تحقيق شخصيتك فقط لمجرد التأكد من انك مصرى ( مش بتاع اجندة ) مع العلم ان الاجانب والصحافيين يسمح لهم بالدخول بدون مشكلة طالما يحملون جوازات سفرهم او التصريحات الصحفية لديهم ، القوات المسلحة تتعامل بكل ادب واحترام بداية من طلب تحقيق الشخصية ( لو سمحت ممكن اشوف بطاقتك ) وحتى التأكد من هويتك ( متشكر جدا اتفضل ) وهى بالطبع نقطة كان لابد من ذكرها حرصاً على المقارنة مع اسلوب ( ورينى ) و ( يلا امشى ) المتبع من غيرهم . المرحلة الثانية من الدخول وهم شباب لجان الامن الشعبية والمنقسمين الى شباب وفتيات كل على جانب منفصل يتأكدون فقط من عدم حملك اى سلاح قبل دخول الميدان ويبدأون معك الحديث بـ ( هستأذنك اتأكد ان مفيش مع حضرتك سلاح ) ومن ثم ينتهون بعبارة ( متأسف يا اخويا ده علشان امانك وشرفتنا فى الميدان ) ، ياااااااااااااه يا مصريين لما بتضحكوا فى وش بعض احساس رائع والله ولو قعدت احكى عنه سطور وسنين مش هقدر اوصفه وبرغم الهزار المتبادل بين شباب اللجان والثوار القادمين والروح الرائعة بينهم الا ان دفعة اخرى من ثوار الميدان تستقبلك من هنا تحسباً لو كنت لسه زعلان بأفشات هتافية رائعة مثل ( متزعلش من التفتيش دا احنا اخواتك يلا عيش ) ، الان حان الوقت لتنطلق فى قلب الميدان حيث احتشد اليوم ما لا يقل بأى حال من الاحوال عن مئات الالاف من الثوار ولن ابالغ ابداً ان وصفتهم بالاعداد المليونية تماماً كما كنت اقرأ على الجزيرة وغيرها منذ عدة ايام ولا اقتنع . الطابع العام للميدان تظاهرى اجتماعى سلمى ، حول المسرح الرئيسى يحتشد الثوار بالاعلام لترديد الشعارات التى يطلقها الشباب الحر الحامل للمايكروفون وهم بالمناسبة ليسوا تابعين لأى جهة اى من يريد ان يلقى بكلمة ايا كان يملى اسمه ويصعد فى دورة حسب الاسماء المكتوبة بكل نظام وحضارة ليتحدث ، باقى الميدان ينخرط فى مناقشات ودعابات بين الجميع وكأنك تعرف كل من وطئت قدمه الميدان فبمجرد ان تلقى كلمة فى الوسط تجد الجميع يرد عليك بحرارة ردود ساخرة والكل يضحك ويصفق كأخوة ومن القلب يافطات ونكات الاجندات وكنتاكى هى المكتسحة فى الميدان والكل يتابع الاخبار جيداً سواء كان طريق الانترنت على اجهزة اللاب توب او عن طريق الهواتف لمتابعة اخر اخبار الفضائيات والخبر ينتقل فى الميدان بسرعة الضوء ، السيدات لهم اماكنهم الخاصة للتجمع من اجل حرية التحرك مع العلم ان الفتيات والسيدات يتحركن فى وسط الجمع الكبير وعلى مدار ساعات لم ارى نظرة واحدة تدل على مضايقة من اى من المتواجدين للفتيات ولم ارى شاب واحد يعاكس او حتى ينظر لفتاة فى الميدان بشكل ملفت الكل قد تغيرت طباعهم بشكل جذرى للأفضل بالطبع لم اكن اريد النزول للوقوف فى الميدان وكنت ابحث عن المناطق الساخنة حتى سمعنا فى مكبرات الصوت ان مجموعة من الثوار الان امام مجلس الشعب ويريدون دعما ، تحرك الكثير من الشباب بإتجاه مجلس الشعب وبدء الجيش بالتضييق على الخارجين من تلك الجهة فى محاولة لإعادة الناس الى الميدان لكن اندفاع الجميع ارغم الجيش على فتح الطريق وتحرك الافراد متفرقون عشرات نحو مجلس الشعب لنجد مظاهرة قادمة من وسط الشارع عددها حوالى 500 متظاهر انضم اليها الشباب من الميدان وبدأ الجميع فى الهتاف امام مجلس الشعب ولم تمضى دقائق عديدة حتى انضمت مظاهرة اخرى ضخمة الى تلك المظاهرة ليقتطع اذان العصر هتاف الثوار ويتيمم الجميع لأداء الفريضة غالقين الشارع بشكل كامل وفى مظهر رائع يدمع العينين وسط حراسة الاخوة الاقباط لنا من الامام والخلف اثناء الصلاة وفرضهم كردون لمنع السيارات من دخول الشارع انتهينا من الصلاة بعد الدعاء بفك الكرب وصلاح حال البلاد وبدأ الجيش فى الانتشار على جانبى المظاهرة ومن ثم قام احد الظباط بدعوة المتظاهرين فى المايكروفون الى العودة الى ميدان التحرير وانه من غير المصرح التظاهر هنا مما قوبل بجلوس الجميع فى الارض وبدأ هتافات معتصمين معتصمين والتى فهمها الجيش جيداً وتخلى عن فكرة اجلاء الجميع مرة اخرى الى الميدان ، اثناء استكمال التظاهر ظلت الاعداد تتزايد بشكل كبير لدرجة ان عينيك لا ترى نهاية الثوار من كلا الجانبين وفرضت اللجان الشعبية الحواجز على مدخلى المظاهرة للتأكد من هوية الراغبين فى المشاركة وتفتيشهم لمنع دخول اى سلاح فى نفس الوقت الذى انشغلت فيه قنوات العربية والـ BBC بتغطية المظاهرة الضخمة بعد قليل انضم الى المظاهرة مظاهرة كبيرة جدا بقيادة الدكتور صفوت حجازى واشتعل الهتاف اكثر واكثر لدرجة ان صوت الهتاف كان يصم الاذان ويسمع صداه عالياً جداً فى المنطقة خاصة فى الهتاف بإسم مصر وهو ما اثار الرعب فى رجال الشرطة المتواجدين داخل ساحة المجلس والموظفين بمجلس الوزراء والذين حبسوا جميعاً فى اماكنهم خوفاً من فتح الابواب للعودة الى ديارهم حيث وصلت الاعداد فى الشارع الى ما لم يروه من قبل حسب وصف الاخوة معنا ممن شاركوا فى الايام الماضية حيث تعتبر تلك المظاهرة هى الاكبر من بين مظاهرات مجلس الشعب 4 ساعات كاملة قضيتها داخل تلك المظاهرة لم اشعر بها على الاطلاق قبل ان اعود الى ميدان التحرير والذى صادف وانا فى طريقى اليه موقف لن انساه ، فى خلف المظاهرة ظهرت سيارة BMW 740i وامامها التشريفة لتنطلق نحو الحواجز الشعبية بكل غطرسة مطلقة سارينة النجدة ومحاولة الدخول الى الشارع ، الكل فى البداية ظن انه وزير او عضو مجلس شعب وبدأ جزء من المتظاهرين يتجه نحو السيارة مردداً " ارحل ، ارحل " ، بالطبع ادرك امن السيدة المسؤول ان اى محاولة منهم لإثارة الرعب فى الناس كما اعتادوا ستقابل بغضب لا قبل لهم به خاصة مع بقاء الجيش على جانب الموقف بدون اى تدخل مع مواصلة الناس للهتاف مطالبين برحيل تلك السيارة ايا كان من فيها ومن ثم بدأت السيارة فى التحرك الى الامام مرة اخرى مستفزة المتظاهرين ليردوا عليها باصوات ايديهم على الكبوت والسقف مثيرين الذعر فى ايا من كان فيها لتدور وتنطلق مسرعة ومن خلفها الحراسة وسط محاولات الشباب لتهدئة المتظاهرين مرددين " سلمية . سلمية " الان وبعد ان عدت سمعت ان من كان امامى ومنع المتظاهرين سيارته من دخول الشارع كان الفريق احمد شفيق رئيس الوزراء يحاول الوصول الى مكتبه وعلمت ان وزراء عدة محتجزين الان داخل رئاسة الوزراء يخافون الخروج من المتظاهرين عودة الى الميدان حيث كروت الشحن تباع بـ 10 ونص ، والمياة المعدنية والبطاطين توزع مجاناً ، وكميات كبيرة جداً من الاطعمة توزع فى الميدان مجاناً بل ويطلب منك الناس بإلحاح ان تأكل وتأخذ من الاطعمة التى يقدمونها من مالهم الخاص الى اخوانهم المتظاهرين مجاناً ، فمشهد الشاب او الفتاة التى تحمل كيس يحتوى على مخبوزات او علب كشرى وتوزع على المتظاهرين والكل يخبرها انه شبعان وملوش نفس جعلنى اقف متسمراً على مشهد كان يتكرر يومياً ملايين المرات للتدافع على اى شئ مجانى وكأن من فى الميدان وبينهم فقراء كثيرون اصبحوا اشخاص اخرون اكثر ايجابية ووطنية بعد ساعات قررت الرحيل وكلى حزن على انى سأترك هذا المكان الرائع والذى اشعر فيه بالحرية والوطنية والفخر وبأن كل من فيه اخوتى لاصادف اخر موقف ايجابى من المصريين على كوبرى قصر النيل حيث ازدحمت الجهة المتجهة الى التحرير بالعربيات مما دفع عربجية الحنطور الى الانطلاق فى الجهة المعاكسة مسرعين غير مبالين بالمارة ليوقف المارة الحنطور عنوة ويتوجهوا بالتوبيخ الحاد للعربجى على عدم مراعاته للذوق وتعريض حياة الناس للخطر ويرغموه على العودة الى الاتجاه الصحيح ومن خلفه كل من حاول الانطلاق مخالفاً لإتجاه السير ربنا يحميكم وينصركم يا مصريين يا ابطال يا متحضرين يا طيبين يا كرماء يا جدعان يا وطنيين يا اجمل شعب فى العالم ويحميكى يا مصر يا امى يا اغلى وطن دول فيديوهين من قلب المظاهرة واعذرونى على سوء الجودة YouTube - protests in front of the Egyptian parliament ط§ظ„ظ…ط¸ط§ظ‡ط±ط§طھ ط§ظ„ط´ط¹ط¨ظٹط© ط§ظ…ط§ظ… ظ…ط¬ظ„ط³ ط§ظ„ط´ط¹ط¨ YouTube - protests in front of the Egyptian parliament 2 وده فيديو لعرببه رئيس الوزراء بس للأسف مش من اول الموقف ده يادوب وهو لف وبيجرى الموبايل وقف منى وانا بحاول اصور YouTube - ‫ظ…ظ†ط¹ ط±ط¦ظٹط³ ط§ظ„ظˆط²ط±ط§ط، ظ…ظ† ط¯ط®ظˆظ„ ظ…ظƒطھط¨ظ‡‬‎