طير يا طيار - حكاية عن الظالم
كنت أريد أحكي لكم حكاية عن هذا الظالم عندما كان ضابط مدرس بالكلية الجوية رواها أحد أقاربي رحمه الله عليه قال في أحد الجلسات العائلية انه في يوم شم النسيم كان هو و زملائه بالكلية قاموا بإحضار فسيخ و رنجة و ملوحه بطريقة ما و هذا يعتبر مخالفه شديدة بالكلية و بعد ذلك بدأت المجموعة بتناول الفسيخ بالعنبر و هو مكان المخصص للنوم إلى أن دخل الظالم عليهم و قام بمصادرة الفسيخ و طلب منهم ارتداء ملابسهم العسكرية القتالية كاملة فتوقع الجميع إنهم سيتعرضون لعقاب شديد إلى أن حدث شيء غريب ذهب الظالم بهم إلى مطعم الكلية و هو ما يطلق عليه الميز فوجدوا الفسيخ و الرنجة موضوع على أطباق و معها شوك وسكاكين و أمرهم باستكمال تناول الفسيخ و لا يبقوا شيء منه و ما إن انتهوا من تناول الفسيخ قام الظالم بوضعهم في سيارة جيب و تحرك بهم لمسافة طويل على الطريق السريع و أمرهم بعمل طابور سير بكامل العتاد و السلاح من نقطة إنزالهم على طريق إلى مقر الكلية وهم يحملون كامل عتادهم في عز الحر الشديد وقت الظهيرة فاكتشفوا الخدعة التي وقعوا فيها أن الظالم لم يضع ماء بجانب الفسيخ و لم يعطهم فرصة لشرب الماء طبعا كلنا نعرف كمية الملح الكبيرة المستخدمة في صناعة الفسيخ و الملوحه هذا ما لم يفهموه إلا في وقت متأخر فكانوا أثناء السير على درجة عاليه من الإرهاق و العطش الشديد و كأنه نوع من أنواع التعذيب .
ما أريد أن تستخلصوه من هذه القصة أن هذا الظالم داهية و ما يظهر عكس ما يبطن فكل ما يقال عن الإصلاح نوع من أنواع المناورة و المراوغة
للخلاص من الموقف الذي وضع نفسه فيه بظلمه هو و أعوانه الطواغيت.