للتوضيح : شهادتي من الأمس (25 فبراير) و اعتصام مجلس الوزراء
السلام عليكم
للتوضيح لا اكثر لأني شايف ان فيه ناس ما راحتش التحرير او راحت و يا دوب حضرت في الكرنفال اللي بيبقى معمول و ما شافوش حاجة تانية
امبارح صليت الجمعة جنب بيتي , و بعدين اخدت بعضي و ركبت مترو الأنفاق على التحرير , و انا رايح لاحظت ان محطة رمسيس اسم مبارك رجع عليها تاني
بعد الوصول , و دخول الميدان بعد الاطلاع على البطاقة و التفتيش بواسطة الشرطة العسكرية و كانوا بأدب جم
أول ما دخلت لقيت الاعداد الحمد لله كبيرة , مش مليونية زي الجمعة اللي فاتت , المكان مش مزدحم اوي زي الجمعة السابقة , لكن الحمد لله الناس كانوا كتير جدا , كنت خايف من تكرار اللي حصل يوم التلات
لاحظت وجود الجو الكرنفالي المعتاد, باعة جائلين كتير جدا و ندائاتهم مستفزة , كارت الثورة بجنيه , شهداء الثورة بجنيه و نص , تي شيرت الثورة , باندانة الثورة ..... شيء مستفز جدا
التقيت بعدها بمجموعة من الأصدقاء كنت مرتب معاهم نلتقي هناك, بعد السلامات و الكلام كان جنبنا بياع من اللي فارشين على الأرض , اثناء فكه لورق بضاعته طبق الورق و رماه على الأرض بعيد عنه , اتدخلت سيدة شافت الحركة دي و وقفت تتكلم مع البياع , و كان واضح ان رده عليها خشن جدا, و بعد كده الكلام بينها و بينه احتد و بدأ اشخاص تانيين يقفوا في صف السيدة و يكلموا البياع ان عليه ان يلم مهملاته في باسكت مخصوص مش على الأرض , و انصرفت السيدة غاضبة
بعد كده بدأنا نتحرك في الميدان و لأن كلنا ما فطرناش اخدنا بعضنا و طلعنا على اقرب محل كشري ناكل , بعد ما اكلنا و رجعنا توجهنا ناحية المجمع تاني و صلينا العصر في حديقة المجمع , بعدها لفت انتباهنا هناك مجموعة من رجال الجيش بيقوموا بحراسة مدخل المجمع , و حصل اكتر من مرة ان الناس وقفت اتكلموا معاهم و اتصوروا معاهم بمنتهى الود
دقايق و ظهرت تظاهرة داخلة شارع القصر العيني بتهتف بسقوط شفيق و حل امن الدولة و محاسبة الفاسدين , رحنا نبص عليهم , المظاهرة وقفها حاجز الجيش اللي على اول شارع القصر العيني, حاولوا يتكلموا مع الظباط و الجنود الواقفين , لكن بدون فايدة , و هنا قرروا التوجه لمجلس الوزرا من ناحية تانية
المهم انضمينا للمظاهرة اللي دخلت من شارع التحرير و قعدنا نلف في شوارع صغيرة , و عدينا قدام كذا مبنى حكومي , كان بالمناسبة بعضهم حرسه مختلط (شرطة عسكرية و أمناء شرطة) و كانوا كلهم ورا الأسوار المكونة من أسياخ معدنية كالمعتاد , الهتافات لحد دلوقت في مجملها ضد شفيق و زمرة الفاسدين اياها و امن الدولة
المظاهرة كانت على هيئة مجموعات متتالية كل مجموعة حوالي 200 مثلا , و كنت انا في اول مجموعة , المهم اننا لما وصلنا بين مجلس الشعب و مجلس الوزرا لقينا نفسنا اول مجموعة بس و المجموعات اللي ورانا اختفوا (بعد كده عرفنا ان اتعمل كردون قفل عليهم و منعهم من المشي ورانا )
وسط المشي و الهتاف التقينا بظابط جيش ناس كتير قعدوا يسلموا عليه و يحيوه بشدة و اخدوه معانا في وسط المظاهرة , الظابط كان ودود جدا و مشي جنبنا و ما شفتش منه اي اشارة وحشة بالمرة
وقفت المجموعة و استمر الهتاف في النقطة دي , و بدأ الجيش يحاصرنا , كردون عساكر من ورانا , و قدامنا كردون تاني من مدرعتين و بينهم عساكر , عدد ظباط كبير موجود في البقعة الصغيرة اللي كنا واقفين فيها
و فجأة لقيت مجموعة بصوا في اتجاه احد السورين اللي يميننا و شمالنا و بدأوا في الهتاف (ارحل .. ارحل) , بصيت لقيت فرد شرطة واقف وسط افراد الشرطة العسكرية و كان واضح انه بيعمل حركات مستفزة ... فجأة لقيت مجموعة بتجري في اتجاه السور ده ... الوضع اتكهرب , بدأ الهتاف (سلمية ... سلمية) , و وقفت مجموعة تانية من المتظاهرين عملوا كردون حال بين المتظاهرين و بين السور الحديدي ...
و انتهت الأزمة ...
و استمرت الهتافات , بدأت اعداد من الناس تتجمع برة , كان بيننا و بينها المدرعتين و صف العساكر , لكن منعوا دخولهم لينا , في نفس الوقت كردون العساكر اللي في الجنب التاني بدأ يتحرك علينا , و قعدنا على الأرض , و بدأت محاولات لاقناع الناس بالخروج , بعضها كان مهذب جدا خصوصا من الرتب الصغيرة , و لحد عميد تقريبا , اما اللوائات فحسيت ان انطباعهم مختلف , مش معاملة وحشة بس غير ودودة
الاعداد اللي برة بدأت تزيد لكن تم منعهم من الدخول لينا تماما
فجأة لقينا الشيخ صفوت حجازي في وسطنا , و بيكلم الناس عشان يقنعهم فض الاعتصام , طبعا مع دخوله و كل الناس ممنوعين اصلا , كانت حركة ما عجبتش حد , لكن بعض الناس اقتنعوا و خرجوا من جوة الكردون فعلا , والعدد قل اكتر
الاعداد اللي برة بتزيد اكتر , و مع كل تهليل من برة كان بيصاحبه تهليل من جوة و مطالبات هتافية بفتح الكردون لهم , و مع زيادة الاعداد برة كان ملاحظ ان توتر بعض رجال الجيش بيزيد
خلال الفترة اللي قعدنا صلينا المغرب لما أذن و بعدين العشاء لما أذنت , صلينا على الأسفلت زي ما كنا قاعدين على الأسفلت , اللي كان معاه جرنان ولا اي حاجة شبيهة فرشها ليه و للي جنبه في روح جميلة جدا
كنا ابتدينا نتعب من الجو اللي بقى برد جدا , ده غير اننا في الحصار ده ما معاناش لا اكل ولا شرب ولا طبعا في اي اماكن قضاء الحاجة
و الظريف جدا ان اغلبنا خلال القعدة دارت بيننا و بين الجنود و الظباط احاديث كتير اتسمت كلها بالود , سواء حديث عادي او مناقشات بخصوص الوضع
شوية و بدأت تقع علينا القذائف ........
شيكولاتة و سندوتشات و زجاجات مياه معدنية حدفها علينا المتظاهرين برة
حركة ما حصلتش بصراحة
اتوزعت السندوتشات و عزمنا على العساكر بسندوتشات و مياه رفضوا تماما , كان واضح انها اوامر
لكن مع الوقت كنا بنعزم على الظباط ببسكويت و بعضهم قبل في حرج
احد المواقف الطريفة جدا كان من الجندي اللي كان واقف ورايا على طول و انا قاعد على الأرض , لما اللي قاعد قدامي قام و طلب الجندي مني بود اني اتحرك لقدام شوية , كنت انا عارف اللي فيها و فاهم , لكن كده كده المنطقة الصغيرة اللي كنا فيها كانت مكفيانا و زيادة , اتحركت لقدام و اتحرك الصف كله وراه و طبعا رجع نفس الجندي ورايا على طول تاني , بعدها بشوية لما اللي قدامي برده قام نفس الجندي طلب مني نفس الطلب تاني , و قلت له ضاحكا : انت كده بقى بتضحك عليا , لا خلاص هي كانت مرة واحدة بس , ارجع انت خطوة لورا بقى , و اوعدك اني ما اعملش زيك و اتحرك ناحيتك :w6266d
موقف طريف كمان , زجاجات المياه الغازية المقذوفة من الخارج , البعض واضح انهم كانوا بيحدفوا الزجاجات بحماس , فكانت الزجاجة تنفجر على الأرض لدرجة ان واحد صاحبي غرق مياه , و قعدنا نهتف عشان ما يحدفوش زجاجات المياه بعنف .... ده غير مرة لما كنا واقفين ضهرنا لبرة و لقينا اللي معانا جري فجأة و افتكرنا ان زجاجة مياه هاتيجي فينا و وطينا و جرينا و طلعت شيكولاتة :)))))))))))))
كمان كانت ملحوظة مهمة رفض المتظاهرين تماما اي رمي ورق في الأرض , لدرجة ان ورق الشيكولاتة و اكياس الاكل كانت كلها ملمومة في باسكت على جانب الطريق
الحديث مع الظباط و الجنود كان كله ودي جدا , بعضهم كان فاهم بطريقة عجبتني اوي , و البعض و اظنهم اقل بكتير كانوا مش فاهمين حاجة (احدهم و كان ظابطا شابا صغير السن كان بيقول لي طالما عايز تشيل النظام يبقى تشيل الجيش كمان و تشيلني ما انا جزء من النظام , قعدت احاول افهمه لكن مافيش فايدة , بالنسبة له الحياة الكويسة انه يعيش آمن و ياكل و يشرب و بس على حد قوله بس احنا مش عاجبنا حالنا , و حاول احد اصدقائي افهامه بلا فائدة برده , لكن اشهد ان ده ما كانش القاعدة
من النقط اللي اثارت اهتمامي ضيق اغلب الضباط من الفساد عموما بصورة عجبتني جدا , و اثناء الحديث مع بعضهم اثرنا نقطة معاملة الشرطة للشعب و ابدوا عدم رضاهم و ضيقهم من ذلك
احد الرتب الكبيرة في الحديث معه طالبنا بالتمسك بالتصويت في الانتخابات و عدم التكاسل , و حذرنا من ان تخدعنا الجهات المنظمة ... للأسف هو لسه فاكر ان الاخوان ضاحكين علينا , و للأسف فاكرنا مش فاهمين
نرجع تاني للأحداث , العدد اللي برة كان عمال يزيد , و توتر بعض ظباط الجيش كان بيزيد برده , لدرجة انهم جلبوا فرقة جيش كمان كانوا لابسين خوذات شبه خوذات الامن المركزي , و دعموا بيها الحاجز اللي قافل على المظاهرة اللي برة اللي كانت بقت آلاف رغم اننا ما كناش شايفينهم لكن كنا عارفين من صوت الهتافات
بعض الظباط كانوا بيقولوا لنا ان اللي برة فاكريننا معتقلين , و احنا طبعا كنا متأكدين ان اللي برة مش فاكرين كده خالص , لكن مش عارف الظباط دول كانوا مقتنعين بكده فعلا ولا لأ
احدى اللحظات الحرجة , المجموعات اللي برة حاولت تزق عساكر الجيش اللي واقفين بيننا و بينهم عشان يدخلوا في المكان اللي احنا فيه , و كادا ان يفعلوها .... ما عجبنيش ده
بعد شوية المجموعة اللي انا فيها اغلبها تشاوروا على الخروج و كان واضح ان الاغلب كانوا مع قرار الخروج بدعوى العودة مرة تانية للاعتصام الكامل في حالة عدم تنفيذ المطالب , انا كمان كنت مع القرار ده خشية ان المجموعات اللي برة تزق العساكر و تدخل فعلا و ساعتها كان العساكر دول هايتداسوا تحت الرجلين و كان الوضع هايبقى مصادمات بين المتظاهرين و الجيش , اظن دي كانت وجهة نظر اغلب الناس
و خرجنا و كانت الساعة حوالي 9 , و من المفارقات الظريفة اننا خرجنا بنظام , و رغم كده كردون العساكر اللي كان ورانا فضل يضيق ورانا برده و احنا خارجين مش عارف ليه
و رغم كده كان الظباط و احنا خارجين مبتهجين جدا (كأنه هم و انزاح :)) ) و سلمنا عليهم بود شديد و بادلونا ذلك
انضم الجمع كله للمظاهرة الاكبر اللي في الخارج , لقينا الناس متضايقين اننا استسلمنا و خرجنا , انا اجبت ان الهدف اتقاء حدوث مصادمات مع الجيش (للاسف ما كنتش اعرف انها هاتيجي منهم بالليل زي ما حصل :( )
بعدها رحلت انا و اصدقائي , اتجهنا للتحرير و وجدناه ممتليء بالناس اكثر بكثير مما تركناه , لكن احنا مشينا لأننا كنا جبنا اخرنا من التعب
و لما روحت البيت عرفت الاخبار اللي كلكم عرفتوها