نوارة نجم: ما حدث في فجر 26 فبراير .... شهادتها فيما يخص اليوم
للي عايز يلم الصورة اكتر , ده نفس اليوم اللي انا حكيت عليه , بس دي شهادتها هي , هي وصلت بعدي و فضلت موجودة لحد ما الضرب اشتغل ..... تامر
---------------------------------------------------
ما كنتش ناوية احكي لأن مافيش حاجة تفرح في اللي باحكيه ده، وبعدين حاحكي على الجيش؟ (مثل شعبي يقال بما معنى ان الادانة ستعود على الشخص ذاته)بس بلال قال لي احكي بالظبط لأن بيان الجيش بيقول إن القيادات لم تصدر هذه الأوامر، فلازم يتحكي لهم بالظبط ايه اللي حصل، واتشجعت اكتر لما ناس ابتدت تقول على ناس انهم بلطجية لمجرد إنهم غلابة و"دون المستوى" وشكلهم مش عاجبهم
طيب من اول اليوم، اللي هو يوم الجمعة 25 فبراير والمعاملة سيئة بشكل ما اتعودناهوش من الجيش، الجيش دايما بيبتسم في وشنا، وبيأمنا، ولطيف معانا
اليوم ده أولا الرقابة ما كانتش كبيرة على اللي داخلين، ما كانوش بيشوفوا البطاقات، مكشرين في وشنا، ومتحفزين لنا، وشكلهم زي ما يكون حد شاحنهم علينا اول ما دخلت الميدان الضهر لقيت مجموعة ظباط جيش ماشيين جنبي، فقعدت اكلمهم عادي زي ما باعمل دايما فواحد منهم قال لي: باقولك ايه؟ ما تروحي، اصل هنا فيه تحرشات واغتصاب! قلت له: اغتصاب؟ صعب قوي.. قال لي: خلاص يا ستي انا غلطان حقك عليا.. فيه ناس مندسة هنا بتغتصب البنات واخدوا بنت في محل وجبناها كما ولدتها امها! قصرت معاهم في الكلام ومشيت
على المغرب كده رحت اعتصام المجلس، كان فيه دبابتين قافلين شارع المجلس وناس كانت جوه عددهم قليل، وبقية الناس برة وعمالين يقولوا عايزين ندخل، وموقفين بين الدبابتين عساكر لابسين بدلة عسكري وعلى راسهم خوذات سودا، سألت عسكري جيش قلت له هم دول امن؟ قال لي لا دي قوات خاصة جوة بقى عند مجلس الشعب لقينا واقف مع ظباط الجيش ظابط شرطة واتنين امن دولة، الناس قعدت تشتم بتوع امن الدولة من الحديد وتقول للجيش انتوا ليه واقفين مع دول قعدوا يقولوا عايزين ندخل عايزين ندخل
كان فيه ظابط جيش هناك، الراجل ده هو اللي كان معانا في اعتصام مجلس الشعب ليلة خطاب المخلوع الاخير وهو ده اللي قال لنا يوميها: لو انتوا قتلتوا مننا العشرات عمرنا ما نمد ايدينا عليكم والناس قعدت تعيط وتقول له احنا نفديكم بارواحنا يوم 25 فبراير بقى هو كان متحفز لنا كده من غير سبب، قلت له: هو انتوا مش بتدخلونا الشارع ليه؟ هو هنا فارق عن جوة؟ قال لي: قولوا لنفسكم، ما انتوا قاعدين هنا!
وظابط على الدبابة باقوله انتوا مش بتدخلونا ليه؟ قال لي ما ينفعش.. الناس فضلت تقول له ما احنا كنا معتصمين جوة لا كسرنا ولا حرقنا ولا عملنا حاجة، انتوا ليه المرة دي مش عايزين تدخلونا؟ وهم ابدا
عرفنا بعد شوية ان تامر السعيد خرج بعد ما انضرب علقة موت جوة مجلس الشعب وخارج وشه مشلفط، ومع ذلك حتى اصحابه قالوا: يا جماعة مش عايزين نعمل مشكلة مع الجيش، ما هو برضه كتر في الكلام معاهم، كان ممكن يتفادى الموضوع ده.. معلش معلش.. الصبر فضلنا قاعدين، وكل شوية عربية اسعاف تعدي علينا في الاعتصام رايح جاي، الدبابات اللي في القصر العيني تعديها في الرايح والجاي، كل تلات دقايق عربية اسعاف تعدي، بالظبط كده، رايح جاي
فيه ملحوظة مهمة: احمد فيصل قال كان فيه ناس مندسة بتضايق الجيش واحنا كنا بنهتف ضدهم
واحب اوضح ان مافيش دليل على انهم ناس مندسة ده اولا، ثانيا هم ما عملوش حاجة، هم قعدوا يهتفوا عسكر عسكر عسكر ليه احنا في سجن ولا ايه؟ وعددهم كان قليل اللي كانوا بيرددوا الهتاف ده، واول ما يهتفوا كده الناس كلها تقاطعهم: الجيش والشعب ايد واحدة
كان فيه مجموعة شباب حاولوا يعدوا من وسط القوات الخاصة بنفسهم فالناس كلها قعدت تزعق لهم وتتخانق معاهم، بس ده مش معناه انهم مندسين
واغلب الهتافات كانت الجيش والشعب ايد واحدة، يا مشير يا مشير احنا ولادك في التحرير، يا جيشنا يا رجالة طهرونا من الزبالة
وبعدين فوجئنا ان شخص ما في الدور الرابع في مجلس الوزرا طافي النور في الاودة وعمال يفتح الستارة ويفتح الشباك كأنه بيستفزنا فالناس قعدت تشاور عليه وتقول: الجيش المصري فيييين الحرامية اهم
وظابط الجيش اللي على الدبابة قعد يشاور له عشان يدخل ويبطل اللي بيعمله ده وهو مصمم يفضل يفتح الستارة ويقفلها ويفتح الشباك ويقفله فالناس قالت لازم ندخل ونعتصم جوة، وقعدت تهتف: واحد اتنين الجيش بيحمي مين؟ ودول برضه كان عددهم قليل راحت الاغلبية مغطية عليهم: الجيش والشعب ايد واحدة
فجأة لقينا عربية اسعاف دخلت شارع مجلس الشعب اللي هو اصلا ممنوع حد يدخل فيه، ودخلت بالسرينة، ووقفت شوية، وبعدين راحت لافة وراجعة، ده غير بقى عربية الاسعاف اللي رايحة جاية الغريبة بقى ان كمان بعض من عساكر الجيش وبعض من الظباط غير انهم مكشرين في وشنا قعدوا يقولوا لنا: احنا زهقنا بقى، احنا مش بننام... فنضحك في وشهم ونقول لهم: طب كلموا المجلس الاعلى خليه يمشي لنا شفيق واحنا نمشي على فكرة الجيش عمره ما كلمنا بالطريقة دي ابدا بعد شوية جات عربية فيها حد من الشرطة العسكرية رتبة كبيرة، مش عارفة باين بيقولوا رئيس الشرطة العسكرية ولا ايه، مش عارفة هو مين بالظبط، بس حد مهم، ونزل وسط الناس وراح شاخط فيهم وهو مكشر وقال لهم: امشوا... بس كده، ما قالش غير كده
لناس برضه قعدت تبوس فيه وتحايل فيه عشان يسيبهم يقعدوا بعد شوية جات عدت عربية الاسعاف اياها تاني، رحت انا رايحة وقلت لهم هي ايه حكاية الاسعاف اللي رايحة جاية دي، لقيت واحد بيقول: الحقوا الحقوا فيه بلطجية في ميدان التحرير.. روحوا لهم.. روحوا لهم.. ده فيه اصابات. فقلت لهم ماحدش يمشي، دول بيقولوا لكم كده عشان يمشوكم، وواحد قال: يا جماعة العدد في التحرير اضعافنا احنا حنروح ننقذ اللي في التحرير وهم عددهم قدنا عشر مرات؟
المهم الناس فضلت قاعدة وانا مشيت ناحية التحرير اشوف حكاية البلطجية دي، وكان فيه ناس جاية منه فسألتهم: فيه بلطجية صحيح في الميدان؟ قالوا لي: ولا فيه اي حاجة..
لقيت مالك جاي في وشي فرجعت معاه تاني للمجلس بعدين مالك قال لي انا رايح اجيب البطانية من التحرير، فقلت له اجي معاك عشان اجيب البالطو بتاعي من العربية، خرجنا من المجلس متوجهين للتحرير وسمعنا واحنا رايحين انهم بيقبضوا على الناس او حيقبضوا عليهم او ضربوهم او بيضربوهم مش فاكرة بالظبط، المهم سمعنا اخبار مقلقة وبعدين قبل ما ندخل التحرير لقينا باص كل اللي فيه شرطة عسكرية فرجعنا بسرعة للمجلس عشان لو حصل للناس حاجة نبقى معاهم
فضلنا قاعدين شوية وفجأة على الساعة اتناشر الا تلت كده الجيش والشرطة العسكرية عملوا علينا كوردون وقالوا لنا اصل ده عشان حظر التجول، قعدنا نقولهم احنا كده مش بنخرق حظر التجول لاننا مش متظاهرين، احنا معتصمين والاعتصام مش خرق لحظر التجول، المهم فضلوا يضيقوا علينا، وواحد انفعل وقعد يقول انتوا بتعملوا معانا زي الشرطة ليه؟ فقعدنا نسكته، وبعد شوية فكوا الكورودون من علينا في نفس الوقت اللي التليفونات ابتدت تجيلنا من ميدان التحرير يقولوا لنا ان الشرطة العسكرية بتضربهم وبتعتقل ناس منهم، كل واحد جاله التليفون وما رضيش يحكي للي جنبه
بعد شوية جه ناس من ناحية القصر العيني وكان منهم شادي الغزالي حرب عايزين يدخلوا لنا والجيش مش عايز يدخلهم والناس بتقول دخلوهم دخلوهم وسمعت شادي بيقولهم: انتوا بتحموا الثورة مش مفروض تعملوا معانا كده.. ما اعرفش بقى اتقبض عليه ساعتها ولا بعد شوية لاني رجعت اقعد في الاعتصام
بعدين دخلت عربيتين تاكسي ابيض، فواحد وقف اول تاكسي وقال له: ايه اللي بيحصل في التحرير، فالجيش زعقوا له عشان يسيب التاكسي يمشي، والظابط اللي واقف قال قدامنا: اللي بيسأل عن التحرير.. بعد شوية حتعرف ايه اللي حصل في التحرير فواحد سأله: يعني ايه؟ حتعملوا فينا ايه؟ احنا سمعنا كلام... بس مش ممكن نصدقه ابدا فالظابط شاور عليا وقال له: لو دي المدام خدها وروح احسن.. دي نصيحة فهو قال له: ما احنا سمعنا انكم ضربتوهم في التحرير.. بس احنا مش ممكن نصدق حاجة زي دي ابدا فقال له: لا طبعا.. ما ضربناش حد.. بس فيه ناس اتقبض عليها لخرق حظر التجول، واللي بيتقبض عليه بيروح النيابة العسكرية المهم الناس اتلمت عليه وقعدوا يتكلموا وهو كل كلامه: انا مش باقول لحد يروح، بس فيه ناس اتقبض عليها، واحنا ما ضربناش حد، اللي بيقولوا انهم انضربوا دول اللي كان بيتقبض عليه فبيقاوم!
بعد شوية جه ظابط شعره ابيض، عارفاه انا برضه من ايام الاعتصام الاولاني، قال في الميكروفون: انتوا عارفيني لو سمحتوا اسمعوا كلامي وامشوا دلوقت احنا حنستضيفكم من الساعة ستة الصبح للساعة اتناشر، امشوا دلوقت وتعالوا بكرة!
رحت لمالك وقلت له: الناس دي يا مالك لازم تمشي.. العدد قليل وحيتعجنوا، اللي سمعته من التحرير انهم ما بيعملوش حاجة للستات، بس حيبهدلوا الرجالة، لازم يمشوا، قال لي انا مقتنع بكلامك بس ما اقدرش اقولهم كده، انت شايفة هم متمسكين بالاعتصام ازاي
المهم الناس فضلت تقول للظابط: احنا مش بنخرق حظر التجول ده اعتصام.. اعتصاااااام.. الاعتصام مش خرق لحظر التجول، احنا مش في مظاهرة احنا في اعتصااااااااااااام... المهم الظابط قال لهم انا قلت لكم وبعدين وهو بيدخل تاني شارع مجلس الشعب واحد منا الجيش قبض عليه، فالناس قعدت تقول سيبه سيبه سيبه، راح الظابط ده وقف وقال لهم خلاص، هاته يابني، تعالى.. وراحوا مرجعينه فالناس صقفت وقعدت تقول الجيش والشعب ايد واحدة..
(الناس غلابة قوي.. مش كده؟)
--------------------
يتبع في المشاركة التالية