أعتقد أنا وغيري كثيرون أن إرهاصات الثورة المصرية بدأت منذ 2005 مع نشأة حركة كفايه، ثم كان إضراب 6أبريل 2008 بروفة ضخمة لها، ثم أتي البرادعي في فبراير 2010 ليصيغ نظريتها ويقدم الإلهام لآلاف الشباب المصريين بأن التغيير عن طريق العصيان المدني هو الحل الوحيد أمام تعنت النظام في الاستجابة لمطالب الشعب، وكانت حملة توكيلات البرادعي ثم تفويضه بالمطالب السبعة البيان الأول للثورة خلال العام الماضي، وكانت مطالبة البرادعي للأحزاب بمقاطعة الانتخابات ثم تأكد ما حذر منه بعد ذلك من تزوير فاضح الدليل العملي على أن نظريته في التغيير بالتظاهر السلمي والعصيان المدني هي الحل الوحيد، وبالتالي عندما اندلعت الشعلة الأولى للثورة في 25 يناير كان البرادعي هو من نفخ في الجمر المتقد في نفوس المصريين لكي تشتعل، ووجوده خارج البلاد في اليوم الأول لا ينفي عنه أنه كان صاحب أجرأ دعوة للتغير ضد مبارك ومشروع التوريث. من ينكر كل هذا إما أنه لم يكن متابعا للحياة السياسية في مصر أو أنه يأخذ من الرجل موقفا شخصيا غير مبرر.
المفضلات