فراج إسماعيل | 09-03-2011


لم أكن راغبا في كتابة هذا الكلام وتوقفت عنه في الأيام الماضية عسى أن يتدخل الأباء والكهنة لايقاف المؤامرة التي تقوم بها وتمولها فلول أمن الدولة والحزب الوطني ورجال أعمال، ويتم الانفاق عليها ببذخ، خصوصا أنها تحقق نجاحا ملحوظا في اجهاض ثورة الشباب المصري التي تمكنت بمسلميها ومسيحييها من اقتلاع أسوأ أنظمة الاستبداد والقهر في تاريخ الدولة المصرية.

ما يقوم به مسيحيون الآن بقيادة كهنة وقساوسة أمام مبنى ماسبيرو وقطع الشرايين الحيوية لطرق القاهرة والقليوبية والجيزة و6 اكتوبر، يتم للأسف الشديد بعلم قيادات دينية كبيرة في الكنيسة الأرثوذكسية، ويتركون لهم الحبل على الغارب كمحاولة أخيرة لاعادة نظام جمال وسوزان وزكريا عزمي، أو على الأقل تعطيل النقلة الدستورية والبرلمانية إلى الدولة الديمقراطية الحرة.

وللأسف الشديد قام التلفزيون الرسمي في برنامج أداره خيري رمضان وزميله الجديد صاحب سلسلة الرقبة وهو مسيحي الديانة، بافساح المجال لقمص من القيادات المنفذة للمؤامرة القذرة التي تستهدف ثورة شعبنا الواحد التي ما كانت لتنجح لولا تكاتف غير مسبوق بين مسلميه ومسيحييه الذين وضعوا مصلحة الوطن قبل أي شيء آخر.

تقوم المؤامرة على الاستمرار في التظاهر والاعتصام لاستفزاز الأغلبية المسلمة والدخول في حرب أهلية معها، فيما يتم ارسال سيارات كبيرة إلى مناطق الصعيد وبحري لنقل المزيد من المسيحيين بغرض الوصول إلى مليوني أو ثلاثة ملايين متظاهر في المنطقة الممتدة من ميدان التحرير إلى ماسبيرو.

وأعلن المتظاهرون بالفعل أنهم في انتظار تلك الملايين، وضح ارتباكهم في التعبير عن المطالب، لأن ما دفعهم للتظاهر ليس حرق كنيسة اطفيح التي تقوم القوات المسلحة ببنائها في مكانها، ولا بسبب خلافات مع محافظ حلوان الذي عامله القمص المشارك في المؤامرة بعنف لفظي وقلة ذوق متناهية خلال اتصاله الهاتفي ببرنامج "مصر النهارده"، والذي ظهر فيه المذيع أبو سلسلة كأنه يُملي على المحافظ أوامره وشروطه في تعال لا يتناسب مع اللياقة الإعلامية ولا مع متطلبات المهنة.

كان المحافظ صبورا إلى أقصى درجة وهو يعلن ضمانته لحماية المسيحيين في أطفيح. وكان القمص متعجرفا وقليل الذوق وهو يرد بأنه لا يثق فيه!

لقد استجاب الجيش لطلب الافراج عن القس المزور رغم أنه مسجون بجريمة جنائية ثابتة يعاقب عليها القانون، وتعهد رسميا ببناء الكنيسة في مكانها وهو ما بدأ فعليا صباح أمس الثلاثاء، لكن المؤامرة يراد لها أن تستمر إلى النهاية لخراب مصر أو عودة نظام الطغاة.

وتجسد ذلك في زيادة أعداد المتظاهرين أمام ماسبيرو حيث انضم اليهم بالفعل من جاءوا من الصعيد ومن البحيرة والإسكندرية.

ورفعوا مطالب جديدة، مثل الافراج عن الراهبة مريم وبناء مطرانية مغاغة وإعادة تعديل المواد الدستورية التي تم تعديلها ويطالبون لذلك بأفراد محايدين على حد قولهم، ومحاكمة مسئولي التلفزيون الذين تجاهلوا مظاهراتهم واعتصاماتهم.

قام أحد رجال الأعمال من الحزب الوطني ببث إذاعة داخلية لهم تطالبهم بالاستمرار وتذيع عليهم نداءات التحميس والتأييد، فيما تقوم سيارات بتوزيع المواد الغذائية والعصائر والمياه التي تكفل بها رجال أعمال آخرون.

نطالب الجيش بالتدخل الفاعل لاعمال القانون ووأد المؤامرة والحفاظ على شعبنا الواحد، عبر تأمين عودة أهالي أطفيح المسيحيين إليها وحمايتهم من أي اعتداءات قد يقوم بها البلطجية المدسوسون، وبعضهم متداخل مع المتظاهرين.

الكهنة والقساوسة الذين يقودون هذه المظاهرات بلا مطالب واضحة سوى الرغبة في خلق حرب أهلية، يجب تقديمهم لمحاكمة عاجلة وفقا للقانون وبعدالة ونزاهة، وندعو كل مسلم إلى الابتعاد تماما عن المناطق التي يجري تحميل المسيحيين إليها، وذلك لحرمان المتآمرين من تحقيق هدفهم.



إنا لله وإنا إليه راجعون
أدعو كل مسلم الإبتعاد تماماً عن تظاهرات النصارى وعدم الإشتباك معهم مهما كان السبب وذلك لحرمان المتآمرين من تحقيق هدفهم.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن