تنتشر الأن مقولة أن الإخوان تحالفوا مع السلفيين لتحقيق مكاسب سياسية وطبعا اللى بيقول كده ينطبق عليه المثل اللى بيقول "اللى ما يعرفش يقول عدس" فمن كانت له صلة وثيقة بالفئتين يعرف وبمنتهى البساطة انهم مبيقبلوش بعض !!! و قد أزكت الحكومة السابقة روح الفتنة بين الفئتين فقد أفسحت الطريق تماما للسلفيين وأنصار السنة لممارسة الدعوة فى الفضائيات والمساجد لضرب الإخوان بهم وذلك ليسحبوا المرجعية الدينية من الإخوان ليلقوا بها الى السلفيين المحافظين والذين لم تكن لهم أطماع سياسية واضحة بل كانوا ينأون بأنفسهم تماما عن السياسة ويبتعدون عن الصدام بالدولة والأمن وموقفهم فى أول الثورة هو خير دليل فبعدما انطلق الإخوان لتأييد الثورة كان السلفيين على الجانب المقابل فى الاتجاه العكسى.
من يعرف كلتا الفئتين يعلم جيدا أنهما أيضا ينتميان الى مذاهب فقهية مختلفة وشيوخ أجلاء مختلفين وهناك اختلاف ليس بالبسيط فى فقه كل فئة عن الأخرى.
كل فئة ترى فى نفسها المرجعية الدينية السلفيين بأصوليتهم وتمسكهم بأعمال السلف الصالح وهو ما يطلق عليه التشدد من بعض الأطياف أما الإخوان فترى فى نفسها الوسطية ويأكدون انهم يمثلون التطور الصحى للفقه الاسلامى لمعاصرة العصر الحديث ويميلون للفقه المبنى على الإجتهاد والقياس بدون النقل الحرفى للتعاليم وهم يتهمون السلفيين بالجمود وعدم القدرة على التكيف مع متغيرات الزمن وتوقف عقولهم وفقههم عند السنوات المائة الاولى بعد الهجرة.
من الصعب أو لنكون اكثر دقة من المستحيل التحالف بين الفئتين . طيب السؤال لماذا يأخذون نفس الموقف الأن؟ السبب هوا المثل اللى بيقول " أنا وأخويا على إبن عمى وأنا و ابن عمى على الغريب" والغريب هنا فى نظر الفئتين هم العلمانيين والذين يتدثروا برداء الليبرالية وكذا الأقباط. الرافضين لأسلمة التشريعات المصرية فكل من الإخوان والسلفيين ورغم اختلافهم فى أشياء كثيرة الا انهم متفقين على أن تبقى مصر دولة اسلامية بل وان تطبق الشريعة الاسلامية و هم يرون أن فى تأخير فترة انتقال الحكم فرصة كبيرة لينشر الليبراليين أفكارهم ويزيدوا من قوتهم مما قد يعنى فى النهاية تحول مصر الى العلمانية على طريقة مصطفى اتاتورك وهذه مصيبة كبرى أن تفقد ثانى اهم دولة عربية اسلامية بعد السعودية هويتها الاسلامية ولذلك هم يرون أن الحل الوسط هو الانتقال الى الديموقراطية على نظام شبيه لطريقة رجب طيب أردوغان.
ان تحالف او اتفاق الاخوان والسلفيين غير وارد على الاطلاق لا سياسيا ولا فقهيا ولكنهم يسلكون نفس الدرب لأنهم لهم غاية واحدة وهى الدولة الاسلامية ولكن كل على طريقته.
المفضلات