رجاءاً يا سادة الالتزام بالاسلوب الهادىء والنقاش الموضوعى وعدم العصبية ، فاختلاف الغير معنا أو حتى تناقضهم لا يعنى أنهم أعداءنا ويجب علينا تسفيههم والسخرية منهم بل وحتى التشفى فيهم فأنا أربأ بأى عضو أن يسلك ذلك السلوك ، ولا بد أن نعرف فى هذه المرحلة الدقيقة من حياة شعبنا وهى مرحلة الانتقال أنه لا يمكن ولا يتصولر أصلاً أن يتفق أى مجتمع فردا فردا على فكرة واحدة ولا على أسلوب واحد للتعامل مع الأفكار المطروحة ، وهذا هو الوضع منذ نشأة المجتمعات الانسانية ومن الكتب السماوية والممارسات الحياتية العامة نجد أن اختلاف البشر على ماهو حق وما هو ضلال موجود ولا ينتهى ونتعلم كيف ندير هذا الاختلاف لا كيف ننهيه لأنه لن ينتهى طالما وجد المجتمع ففى القرآن الكريم مثلاً عندما وردت قصة أصحاب الجنة التى كانت عبارة عن حدائق عامرة وبساتين غناء اتفق أغلب أصحابها ويقال أنهم كانوا إخوة اتفقوا على عدم اعطاء صدقة من ثمر هذه الجنة وقالوا ( لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين ) فنصحهم من قال عنه القرآن أنه ( أوسطهم ) بألا يفعلوا ذلك وأن يتقوا الله لكنهم لم يأخذوا بكلامة فخسف الله بجنتهم . ومن هذا يبدو أن القرآن لم يقل مثلاً أن أوسطهم هذا بعد أن نصحهم ولم بلتفتوا له أنه مثلاً أعلن عليهم الجهاد واستل سيفه ليقتل أعداء الله الذين لم ينتصحوا . وأمثلة أخرى كثيرة من الكتاب والسنة والتاريخ الاسلامى لمن يهتم .
ثم أمثلة أخرى من الكتاب المقدس عند المسيحيين فقد عاش المسيح بين ظهرانى اليهود يدعو دعوته وما أدراك ما اليهود من حيث القدرة على الجدل وكان منهم فى ذاك الوقت من ورد فى الكتاب المقدس أنهم الكتبة والفريسيين وعندما كان الناس يسألون المسيح عن كيف يتعاملون مع هؤلاء كان يرد على الناس بأنهم عليهم أن يفعلوا مثل ما يقول الكتبة والفريسيون ولكن لا يفعلوا أفعالهم ( لأن هؤلاء كما قال المسيح يقولون ما لا يفعلون )
ورغم فساد أفعال هؤلاء لم يقل المسيح لأتباعه أن يشتموا الكتبة والفريسيين أو يقتلوهم .( رغم أن هذا القياس مع الفارق طبعاً) إلا أننا نريد تبيان أن اختلافى معك فى الرأى لا يعنى أن تنشب الحرب بيننا إلا فى حالات محددة ليس مجالها موضوعنا المطروح .
هذا كان بالنسبة للسادة المتدينين أما بالنسب للسادة العلمانيين والأحترام الكامل لهؤلاء وأؤلئك نقول هل تتصورون أن كل الشعب الأمريكى كان متفقاً على وجوب الحرب على العراق أيام بوش الإبن ، وهل كان الشعب البريطانى موافقاً بكامل اتجاهاته لتبعية تونى بلير لبوش فى دخول هذه الحرب بالطبع كانت هناك معارضة كبيرة فى البلدين لكن طالما أننى الشعب انتخب بوش كرئيس ولو بأغلبية غير ساحقة فان الباقين يعلنون معارضتهم دون أن يشتموا أو يسبوا أو يجاهدوا ضد من خالف وكذلك كان الحال فى بريطانيا رغم أن الغالبية مثلاً فى اميركا كانت تؤيد الحرب ولم تتههمهم الأقلية المعارضة بأنهم جهلة سطحيين ضحك عليهم رئيس مهووس بألأفكار يمين متطرف . الخلاصة أن ما يحدث عندنا حالياً هو بسبب أننا فى بداية مرحلة وفترة انتقال تكون فيها الأوضاع فى حالة سيولة تامة تتشكل مع الوقت وما يجب أ نعيه هو أن الاختلاف سيظل موجوداً طالما ظلت الشعوب موجودة لكن المهم هو ليس اتفاق الجميع على فكرة أو أسلوب واحد لأن ذلك مستحيل وانما الواجب تعلم ووضع نظم إدارة هذا الاختلاف . ولعل الديموقراطية هى سبيل مميز لذلك لأننا نتقبل فى المجتمع الديمقراطى عندما يكتمل أن مؤسسات الدولة تعبر عن الشعب ومن ثم نحترم ما تفعله والا فانه يمكنا تغييرها لو حادت عن الصواب وبالسبل الديموقراطية . لكن فى ظل الحكم السابق وأضرابه فى البلاد الأخرى يكون حتى الاختلاف ممتدا لمفهوم مؤسسات الدولة فقد رفض العمال النقابات الموجودة وشكلوا اتحاد عمال مواز ورفض الناس مجلس الشعب المطعون فيه وشكلوا مجلس مواز ......وهكذا إلى أن كانت ستحدث مع الوقت حرب أهليه لان هناك غياب لادارة الاختلاف لذلك نتوسم فى الروح التى وجدت بعد 25 يناير أن تؤدى بنا إلى اكتساب مهارة إدارة الاختلاف طالما الأساسيات متفق عليها من الجميع .
والسلاااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااام
المفضلات