اخواني: بادروا بالتوبة من الذنوب، واقتفوا آثار التوّابين، واسلكوا مسالك الأوّابين، الذين نالوا التوبة والغفران، وأتعبوا أنفسهم في رضا الرحمن، فلو رأيتهم في ظلم الليالي قائمين، ولكتاب ربهم تالين، بنفوس خائفة، وقلوب واجفة، قد وضعوا جباههم على الثرى ورفعوا حوائجهم لمن يرى ولا يرى:
وأنشدوا:
ألا قف ببابي عند قرع النوائب وثق بي تجدني خير خلّ وصاحب
ولا تلتفت غيري فتصبح نادما ومن يلتفت غيري يعش خائب
(بحر الدموع بن الجوزى)