لو كسرت الاشارة هتاخد مخالفة و لو مكسرتهاش هتاخد مكافئة !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنبة لقانون المرور كما هو معلوم
فان الذى يقوم بكسر اشارة متعمدا يعاقب بمخالفة مادية جزاءا له على الاخلال بالنظام و تعريض حياته و حياة الاخرين للخطر
طب اللى يفكر ربنا بيعامله ازاى قلبة هيتفتت ويدوب من حب الله
لو كلنا فكرنا ربنا بيعاملنا ازاى و احنا بنعصيه ......
ربنا ارسل الينا الرسل و الانبياء لنعرفه و انزل الملائكة لحفظنا من الشياطين
و كل يوم لما بنعصيه بيبعت لنا رسائل خاصة لموعظتنا و تذكيرنا
و بعد كل دا كان المتوقع ان اللى يعصى ربنا يتنسف و ياخد سيئات
كتير ............تفاجأ بأن المعصية بسيئة واحدة !!!!
طيب يا رب اللى يطيعك خلاص ملوش حاجة بقى هو يعنى اشارة المرور لما بكسرها مش باخد غرامة طيب لو عديتها و مكسرتهاش و التزمت بقانون المرور بيدوا لكل واحد الف جنية مكافئة !!
تخيل بقى اللى يطيع ربنا المفروض ملوش حاجة .. و ربنا بيعطى له حسنات !! سبحان الله
و الاكتر من كدا انك لو تبت من المعصية يتمسح لك السيئة و تبدل حسنات !!
"الا من تاب و ءامن و عمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات و كان الله غفورا رحيما "
سورة الفرقان اية 70
ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح "
سبحان الله ... وما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين حيث قال :
\" وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي , وأمه خلفه تطرده حتى خرج , فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا , فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه , ولا من يؤويه غير والدته , فرجع مكسور القلب حزينا . فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام , وخرجت أمه , فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه , والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي , أين تذهب عني ؟ ومن يؤويك سواي ؟
ألم اقل لك لا تخالفني , ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك . وارادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت .
فتأمل قول الأم : لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة .
وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم \" الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها \" وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟
فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه , فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به .
فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها .
حين تقع في المعصية وتلم بها فبادر بالتوبة وسارع إليها , وإياك والتسويف والتأجيل فالأعمار بيد الله عز وجل , وما يدريك لو دعيت للرحيل وودعت الدنيا وقدمت على مولاك مذنبا عاصي ,ثم أن التسويف والتأجيل قد يكون مدعاة لاستمراء الذنب والرضا بالمعصية , ولئن كنت الآن تملك الدافع للتوبة وتحمل الوازع عن المعصية فقد يأتيك وقت تبحث فيه عن هذا الدافع وتستحث هذا الوازع فلا يجيبك .