الموضوع: "فلما ءاسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين" سورة الزخرف آيه 55

يقول الله تعالى فى سورة الزخرف : وَ نَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَ هَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَ لَا يَكَادُ يُبِينُ فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ فَلَمَّا ءَاسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَ مَثَلًا لِلْآخِرِينَ ) سورة الزخرف ، الآيات 51-56 ]


تفسير سورة الزخرف ، الآيات 51- 56 من تفسير ابن كثير


يقول تعالى مخبرا عن فرعون وتمرده وعتوه وكفره وعناده أنه جمع قومه فنادى فيهم متبجحاً مفتخراً بملك مصر وتصرفه فيها (أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي؟) قال قتادة قد كانت لهم جنات وأنهار ماء (أفلا تبصرون) أي أفلا ترون ما أنا فيه من العظمة والملك يعني وموسى وأتباعه فقراء


وقوله (أم أنا خير من هذا الذي هو مهين) : بل أنا خير من هذا الذي هو مهين . فإنما يعني فرعون لعنه الله بذلك أنه خير من موسى عليه الصلاة والسلام وقد كذب في قوله هذا كذباً بيناً واضحاً فعليه لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة، ويعني بقوله مهين : ضعيف وقال ابن جرير يعني لا ملك له ولا سلطان ولا مال (ولا يكاد يبين) يعني لا يكاد يفصح عن كلامه فهو عيي اللسان .


(فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب) وهي ما يجعل في الأيدي من الحلي قاله ابن عباس رضي الله عنهما (أو جاء معه الملائكة مقترنين) أي يكنفونه خدمة له ويشهدون بتصديقه


(فاستخف قومه فأطاعوه) أي استخف عقولهم فدعاهم إلى الضلالة فاستجابوا له (إنهم كانوا قوما فاسقين)


(فلما ءاسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين) ءاسفونا: أسخطونا
و عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا رأيت الله تبارك وتعالى يعطي العبد ما يشاء وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك استدراج منه له)) ثم تلا صلى الله عليه وسلم (فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وجدت النقمة مع الغفلة يعني قوله تبارك وتعالى (فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين)

وقوله سبحانه وتعالى (فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين ) سلفاً: لمثل من عمل بعملهم ومثلاً أي عبرة لمن بعدهم والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب





و الموضوع للعظة و العبرة من التكبر و الطغيان




تم تعديل الآية
مشرف ب2

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shikh_khaled

جزاك الله خيرا يادكتور

سبحان الله الآيات المذكورة , صليت بها الفجر بالأمس , وبدأت اليوم صلاة الفجر بالآية فلما ءاسفونا انتقمنا منهم

وكلمة ءاسفونا تكتب في الرسم العثماني ( رسم المصحف الشريف ) بالهمزة على السطر هكذا ءاسفونا

ولاتكتب آسفونا بعلامة المد

وجزاك الله خيرا

بارك الله فيك يا شيخ خالد و الآيات انا نسختها من برنامج للتفسير و مخدتش بالى من موضوع الهمزه ....
جزاك الله خيرا و جعل القرآن ربيع قلوبنا


و نعوذ بالله من الغفلة و التمادى فى الذنوب لاستحقاق سخط الله

(لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما)
صحيح صحيح الجامع 7691

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ehab_mansour

جزاك الله خيرا يا دكتور لعلها تكون عبرة وعظة للجميع

جزاك الله خيرا يا بشمهندس

اللهم انتقم من المفسدين و هيء لهذه لأمة أمر رشد