............. منقول .........................
مِنَوَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ [ ( الزمر : 69 ) .
3- وقوله تعالى : ] وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ [ ( الحديد : 19 ) .
ومعنى الشهيد في الاصطلاح الشرعي : هو من يقتل في سبيل الله من أجل الدفاع عن دينه ورد العدوان عن الإسلام والمسلمين لكي تكون كلمة الله هي عليا . المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً [ ( الأحزاب : 23 ) .
الشهيد لغة : هو الحاضر ومنه الشهادة التي تقابل الغيب كما في قوله تعالى : ] عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ [ ( الرعد : 9 ) ، ومنه الشاهد الذي يشهد بما يرى ويسمع وقد ورد لفظ الشهيد مفرده ومثناه ومجموعة خمسا وخمسين مرة في القرآن الكريم .
وكل المعاني التي وردت فيها اللفظة بالقرآن الكريم معاني لغوية ماعدا ثلاثة مواضع هي :
1- قوله تعالى : ] وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً [ ( النساء : 69 ) .
2- وقوله سبحانه : ] وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الكِتَابُ
الشهيد في القرآن
وردت آيات كثيرة في فضل الشهداء عند الله سبحانه وتعالى نقتطف منها ما يلي :
1- يقول الله سبحانه وتعالى : ] إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقاًّ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ [ ( التوبة : 111 ) .
2- ويقول سبحانه : ] وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المُؤْمِنِينَ [ ( آل عمران : 169-171 ) .
3- ويقول سبحانه : ] وَلاَ تَقُولُوا لِمْن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ [ ( البقرة : 154 ) .
4- ويقول : ] وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ [ ( محمد : 4-6 ) .
الشهيد في السنة النبوية الشريفة
ورد كثير من الأحاديث النبوية الشريفة في فضل الشهادة والشهداء في سبيل الله نذكر منها :
1- قال صلى الله عليه وسلم : " القتلى ثلاثة رجال ، رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقى العدو قاتلهم حتى يقتل ، ذلك الشهيد الممتحن ، في خيمة الله تحت عرشه ، لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة . ورجل مؤمن قرف [2]على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله ، حتى إذا لقى العدو قاتل حتى يقتل ، فتلك مصمصة [3] مسحت ذنوبه وخطاياه ، أن السيف محاء للخطايا ، وأدخل من أبواب الجنة شاء ، فإن لها ثمانية أبواب ، ولجهنم سبعة أبواب وبعضها أسفل بعض . ورجل منافق جاهد بنفسه وماله في سبيل الله ، حتى إذا لقى العدو قاتل حتى يقتل ، فذلك في النار ، إن السيف لا يمحو النفاق " .
2- ذكر الشهيد عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " لا تجف الأرض من دمه حتى تبتدره زوجتاه كأنهما ظئران أضلتا فصيلهما في براح من الأرض بيدا ، وفي يد كل واحدة منهما حلة خير من الدنيا وما فيها " .
3- قال صلى الله عليه وسلم : " ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرها أن ترجع إلى الدنيا ولها الدنيا وما فيها إلا الشهيد ، لما يرى من فضل للشهادة ، فيتمنى أن يرجع فيقتل مرة أخرى " .
4- قال صلى الله عليه وسلم : " لولا أن أشق على أمتي - أو قال : على الناس - لأحببت أن لا أتخلف عن سرية تخرج في سبيل الله ، ولكن لا أجد ما أحملهم عليه ولا يجدون ما يتحملون عليه ، ولشق عليهم أن يتخلفوا بعدى أو نحوه ، ولوددت أني أقاتل في سبيل الله ، فأقتل ثم أحيا فأقتل " .
5- وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وأن له ما على الأرض من شيء إلا الشهيد ، فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرات " .
6- قال صلى الله عليه وسلم : " لما أصيب إخوانكم بأحد ، جعل الله أرواحهم في جواف طير خضر ، ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش ، فلما وجدوا طيب مطعمهم ورأوا حسن منقلبهم ، قالوا : يا ليت إخواننا يعلمون ما أكرمنا الله به ، وما نحن فيه ، لئلا يزهدوا في الجهاد ، ولا ينكلوا عند الحرب . فقال الله : أنا أبلغهم عنكم " ، فأنزل الله تبارك وتعالى : ] وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً [ ( آل عمران : 169 ) .
حكم الشهيد
1- الشهيد لا يغسل لقوله صلى الله عليه وسلم في شهداء أحد : " زملوهم بدمائهم وكلومهم " وقد روى أن زيد بن صومان لما استشهد يوم الجمل قال : لا تغسلوا عني دما ولا تنزعوا عني ثوبا فإني رجل محجاج أحاج يوم القيامة من قتلني وقول عمار بن ياسر عندما استشهد في يوم صفين : ( لا تغسلوا عني دما ولا تنزعوا عني ثوبا فإني ألتقي ومعاوية بالجادة ) .
2- لا يصلى على الشهيد ، فقد ذهب جمهور الفقهاء : الشافعي ومالك وأحمد إلى أن الشهيد لا يصلى عليه ، أما الأحناف فيردون هذا الرأي ويرون الصلاة على الشهيد أما إذا جرح المقاتل ونقل للعلاج ثم مات وهو محمول أو بعد نقله فأنه يغسل أما الشهيد الذي لا يغسل فهو من أجهز عليه في مصرعه ولم يحمل وهو حي إلى مكان آخر .
وأرى أن المقاتل الذي يجرح ثم يحمله زملاؤه معهم في أرض المعركة ثم يموت فلا يغسل لأنه يعتبر أنه مات في المكان الذي أجهز عليه فيه أما إذا كانوا قد حملوه خارج المعركة لنقله إلى المستشفى ثم استشهد فيغسل .
ومن يقتل في غارة من هدم أو متفجرات أو نحوه فهو شهيد ولا يغسل ولا يكفن إلا في ثوبه ولا يصلى عليه في رأي الجمهور ويصلى عليه في رأي الأحناف .. وتلك هي الأحكام الخاصة بالشهيد علاوة على الأحكام الخاصة بمن يموت موتا عاديا من إعتداد زوجه وتقسيم إرثه ونحوه .
فإذا كان للشهيد تلك المنزلة العظيمة فلا يجب علينا أن نحزن أو نجزع لقتل بعض أبنائنا في سبيل الدفاع عن دينهم وأرضهم لأنهم في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار ، إنهم هناك في عرس دائم وأفراح ومسرات مستمرة .
ومن صور الشهداء الذين خلدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه ( حارثة ) فقد " سألت أم حارثة النبي صلى الله عليه وسلم عن ابنها وكان قتل يوم بدر فقالت : يا رسول الله : إن كان ابني في الجنة صبرت ، وإن كان غير ذلك اجتهدت في البكاء عليه . فقال صلى الله عليه وسلم : " يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وأن ابنك أصاب الفردوس الأعلى " .
ولقد رفع الإسلام قدر الشهداء وأعلى مقامهم لأنهم مدافعون عن الحق يقول ربنا تبارك وتعالى : ] وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى القَومِ الكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ [ ( آل عمران : 146-148 ) .
اللهم صبرك لآل الشهداء ، وثبت اللهم بفضلك جنودنا وكن معهم في كل وقت وحين ، واكتب لهم النصر والعزة والسداد يقول الله تعالى : ] إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ [ ( الزمر : 10 ) .
ونختم بالذي هو خير ] رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ المِيعَادَ [ ( آل عمران : 194 ) .
المفضلات