يااه دا الدين يسر طحن !!!!!!
مقالة طويلة بس حلوة ودمها خفيف
...ولو حتتخنق ومش حتقدر تكمل ممكن تقرأ أولها بس لغاية لما تتعب
(محسسك إنك داخل خناقة)
.................................................. ..
الدين يسر طحن
حكي لي أحد الأخوة منذ عدة سنوات أنه كان في اعتكاف مع بعض الشباب من طلبة كلية الطب والذي كان يعتكف لأول مرة في حياته في مسجد بأحد المناطق الراقية بمدينة الإسكندرية و في أول ليلة طلب القائم على الاعتكاف وجبة السحور من أحد مطاعم الوجبات السريعة المشهورة بالمدينة مما أثار دهشة و تعجب أحد هؤلاء الشباب الذي فوجئ بصورة تخالف الصورة الذهنية المتكونة عنده عن المشايخ كما يسميهم فهم ليسوا فقط غير متشددين بل و يأكلون كبقية الناس من هذه المطاعم فكان أن قال بعفوية :
يا ه دا الدين يسر بجد, دا الدين يسر طحن
هذه الصورة المتكونة في عقلية هذا الشاب الذي بحكم دراسته في إحدى كليات القمة يعد من المثقفين لا ممن يسهل خداعهم تدل على حقيقة أليمة و هي أنه من الأشياء القليلة جداً التي أجادها فيها النظام السابق – بما أنه كان مدمناً للفشل – هي صناعة stereotype أو ما يسمى التنميط
فهناك صورة نمطية بالغة السوء في العقل الجمعي لدى كثير من الناس عن الملتزمين بسبب تاريخ طويل من السخرية من المتدينين بدأ منذ أفلام الثلاثينيات سواء في صورة مدرس اللغة العربية مثل أستاذ حمام أو صورة المأذون المثير للضحك بزيه الأزهري و كل ذلك في إطار حملة لتغريب المجتمع و كسر صورة المتدين فيه
و ساهم النظام السابق بشدة أثناء حربه على الجماعات الإسلامية في التسعينيات بدعوى الحرب على الإرهاب في تكريس هذه الصورة السلبية عن طريق قدر هائل المسلسلات الهابطة و الأفلام الساقطة التي كانت تعرض في ذلك الوقت حيث ساد لدى قطاع عريض من الناس إذا ذكر الشيخ أو السلفي أو المتدين فيتبادر للذهن و لأول وهلة عن العبوس المتجهم الغليظ لحيته الشعثاء تتجاوزسرته بقليل والذي لا يهتم بنظافته و هندامه الفاشل في دراسته و عمله و حياته الشخصية , الشهواني النهم للأكل و يساهم في هذا و الحق يقال كثير من السلوكيات الشائنة من الكثير من الملتزمين
حتى بعد زوال النظام مازال نفس الأسلوب يستخدم من قبل الإعلاميين عن طريق إحراج الإسلاميين في البرامج الحوارية بأسئلة في قضايا شائكة و بصورة لا يتاح لهم فيها تبيين الحق للخلق بصورة كاملة أو إما لدفعهم للتخلى عن ثوابت الحق أو لترسيخ هذه الصورة عند الناس ولاحظ أن الإعلاميين المتواجدين على الساحة هم نفس الذين كانوا متواجدين أيام النظام السابق
بدايةً التنميط هو حكم ـ سلبي أو إيجابي ـ بالغ البساطة والتعميم يقترن بفئة من الناس سواء كانوا أفراد قومية، ديانة، جنس، جماعة معينة.. الخ ويصعب تغييره في معظم الأحيان
والفرق بين التنميط والتصنيف يرتكز أساساً على خلو التصنيف من حكم القيمة ، فعندما نقول ألمان أو سودانيين فهذا تصنيف ، لكن بمجرد الانتقال إلى الأحكام القيمية نكون قد انتقلنا إلى التنميط كالقول بأن الألمان أذكياء أو السودانيين كسالى
أياً كان دافع من يرى هذه الصورة عن الملتزمين وبغض النظر عن أن هذا التنميط يفتقر إلى العدالة من حيث التعميم كمن يقول مثلاً أن كل ملتحي هو فاشل دراسياً متجاهلاً الفروق الفردية بين الملتحين فهم شأنهم كشأن أي فئة في المجتمع فيهم المتفوق و الفاشل أو يفتقر إلى المنطقية كمن يدعي أن كل منقبة إنما هي تداري قبحها و كأن كل المنقبات يقمن قبل ارتدائهن النقاب بتسجيل بياناتهن عنده و يعرفهن شخصياً واحدة و احدة إلا أننا في جميع الأحوال نحتاج إلى أن نغير هذه الصورة البسيطة
البعض قد يفر من مأزق التنميط بأن يقلب الأمر بسخرية مثل الرد على إشاعة قطع الأذن بموضوع فتح الخط الإسلامي الساخن لخطف الناس و صفحة أنا سلفي و مش حأخطف حد النهاردة و هذه طريقة ذكية لحبس الرياح عن شراعك عند اشتداد الهجوم عليك
البعض الآخر يتجه إلى إبراز أن الملتزم شخص عادي يساير الناس في حياتهم و يحيا كما يحيون –جامدين وروشين طحن اخر حاجة - و ربما تعمد أن يكثر من المزاح مع أصدقائه لتحويل هذه الصورة ولكن يعيب هذه الطريقة أنها تحتاج لانضباط كبير لصاحبها بحيث يدرك متى يستعملها و متى يتوقف لأنها إذا زادت على حدها ربما تفقد فاعلها شخصيته و تأثيره وسط الناس
لاشك أنها طريقة فعالة إلا أن الأكثر فعالية في تغيير الصورة النمطية هي أن تلتزم جدياً و نغير من سلوكياتنا وسط الناس فيكون الملتزم هاشاً باشاً ساعياً في حاجة الناس نظيفاً متفوقاً لأن الناس حتى و إن استشعرت وحشة من الملتزم لأول وهلة فإنها بالاحتكاك سوف تدرك أن ما يشاع عن الملتزمين هو محض افتراء
على صفحة الشيخ أحمد السيسي قرأت هذه المشاركة و أحببت أن أنقلها لكم في الختام كما هي بدون تصرف مني حيث يقول صاحبها
شيخنا الفاضل لى صديق أكبر منى سناً له فى خدمة أبناء بلده باع طويل مارس السياسة منذ كان صغيراً اختلطت بلحمه ودمه كان قومياً وناصرياً وما زال مسلم يصلى ويصوم ويخدم الجميع لا يرد أحداً أتى إليه صاحب عداء شديد لجميع التيارات الاسلامية وخاصة التيار السلفى خاض معهم مناقشات كثيرة امتدت لساعات
وكتب لى منذ قليل أنه غير رأيه فى السلفيين فقلت له ما السبب قال لى
أنه فى أزمة الغاز حضر لبلدتنا سيارة تحمل أنابيب الغاز واحتشد الناس حول السيارة وكادوا أن يقتتلوا فلما رأى ذلك انسحب بالسيارة ليذهب بها الى منطقة أخرى وإذا بشاب سلفى يقول له ماذا تفعل اترك لى الامر
فقام الشاب السلفى ومجموعة من اخوانه بتهدئة الناس ونظموا صفاً يبدأ بكبار السن ثم النساء ثم الشباب ووزعوا الأنابيب على الناس ورضى الناس جميعا من أخذ ومن لم يأخذ وانهالت الدعوات على صاحب السيارة والشباب السلفيين من كبار السن والنساء
فقلت له موقف مثل هذا غير فكرتك ونحن نجادلك منذ سنوات ولم نغير شيئا
فقال لى: اقول لك بصراحة إننى أحب هذه البلد وأعرف أنكم جميعا محقين فيما تقولونه عن شمولية الاسلام وأنه جاء لصلاح الدنيا ولكن لم أرى منكم غير الكلام وعندما وجدت الفعل غيرت وجهة نظرى تلقائياً
منقول