http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=57045



أشرف فوزي | 26-04-2011 00:48

من يرصد ( بوعي وبدقة ) الحوارات التي يتم الدعوة إليها ،من قبل أعضاء أومؤسسات تنتمي إلي الجماعة الليبرالية العلمانية المصرية؛لا يخالجه شك ان هذه الحوارات هي «حوارات!» وفق الدلالة المبتذلة و المتداولة بين جماعات «اللصوص»و«النصابين»وليست وفق الدلالة الراقية والتي تستند إلى الشروط والقيم الأخلاقية والحضارية المعتبرة .

ومن المعروف أن للحوار شروط منها : شمولية التمثيل بحيث يشمل الحوار كافة الفصائل والقوي السياسية، والاستماع ،والاستعداد للتوافـق ، وعدم المصادرة ،إلى آخر الشروط التي تضمن حوارًا حقيقيـًا لا مُزيّفـًا .

وأيضا للحوار قيم منها : الحق في التمثيل, العدالة في التمثيل بحيث يمثل كل فصيل بنسبة ما يمثله من جماهيرية ، والثقة المتبادلة بين المتحاورين ،والأهلية والقدرة ( الفكرية والإنسانة والفنية ) علي الدخول في حوار،والاعتراف المتبادل بين كافة الفصائل بأهليتها وقدرتها على الدخول في حوار .. إلى آخر ضمانات الحوارات الفعّالة والمُنتجة .

هذه الشروط والقيم والمباديء وغيرها موضوعة ( كلها أو أكثرها ) تحت أقدام الجماعة الليبرالية العلمانية المصرية (باسثناء يثبت القاعدة ) خاصة عندما تتعامل مع التيار الإسلامي.

بدءًا بحوارات برامج «التوك شو»، مرورا بحورات «العلماني اليوم» وانتهاءًا بالحوارات الوطنية ،الرسمية منها ،وغير الرسمية ،والتي تهيمن عليها الجماعة الليبرالية العلمانية ؛لايُمثـّل التيار الإسلامي بكافة أطيافه ,والذي يُمثـِّل بدوره أكثر من (80%) من الشعب المصري..لايُمثـّـل هذا التيار بأكثر من (20%) من إجمالي المتحاورين ، في حين تـُمثـّل القوي السياسيّة مجتمعة خلاف التيار الإسلامي والتي لا تتجاوز شعبيتها نسبة (20%) المائة على أحسن تقدير بأكثر من (80%) !.

ويلاحظ هنا أن نسبة ( 80/20) تنطبق على نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية حيث قال مايقرب من (80% ) «نعـم» وقال مايقرب من( 20% )«لا» ،وفي حين ميّز التوجه الإسلامي اختيار «نعم » نجد أن التوجه الليبرالي العلماني ميّز اختيار « لا » .

ونستطيع أن نلاحظ أيضا سيطرة النخبة الليبرالية العلمانية على أكثر من (80%) من المؤسسات والوسائل الإعلامية والثقافية الرسمية وغير الرسمية .

وكأنّ الجماعة الليبرالية العلمانية المصرية تطبق مبدأ «باريتو» أو مبدأ «80/20» وهو( باختصار) مبدأ من مباديء الجودة الذي يبحث عن (20% ) من الأسباب التي تحقق (80% ) من النتائج ،والذي سمي باسم عالم الاقتصاد الإيطالي « فيلفريدوباريتو» الذي لاحظ أن (80%) من الثروة في إيطاليا يمتلكها (20% ) من السكان ! .



هذا المبدأ حولته الجماعة الليبرالية العلمانية إلى مبدأ من مباديء جودة « الخداع »و«اللصوصية» لسرقة مصر والشعب المصري ،بعد «تزييف » كل من الخرائط الروحية والثقافية والاجتماعية ومن ثم السياسية والقيادية لمصر.

لكن ( الحق يقال ) هذا المبدأ لا يُطبّق في كل الحالات , فهو لم يطبق مثلا في اختيار أعضاء المجلس «العلماني» لحقوق الإنسان ، والذي تم اختيار أعضاءه بمعرفة رموز ليبرالية علمانية (عتيدة ).

فمبدأ «باريتو» هنا لم يشبع «نهم» الضمير الليبرالي العلماني ( البلاستيك)، وتم تطويره إلى مبدأ ( 100 / 0) ، حيث لا تتجاوزنسبة حضور التيار الإسلامي صاحب الأرقام القياسية في التأييد الشعبي ،والذي طاله النصيب الأعظم من المظالم والانتهاكات والاعتقالات ، لم تتجاوز نسبة حضور «الإنسان» (التي انتهكت حقوقه )في مجلس حقوق «الإنسان» نسبة ( 0 % ) ، في حين بلغت نسبة حضور التيار الليبرالي العلماني نسبة ( 100% ) بعضهم كان شريكا متضامنا في عزبة النظام السابق !، وهو بلا شك سلوك ديمقراطي حضاري منقطع النظير !، ويتناسب تماما مع كون المجلس هو مجلس « يحمــوم !» الإنسان الليبرالي العلماني فقط !.وكأن من اختاروا أعضاء مجلس الحقوق أرادو أن يضربوا لنا مثلا في إهدارها !.

وفي حين قامت دنيا الليبراليين والعلمانين شجبا وطعنا ؛ لأن لجنة التعديلات الدستورية تغشتها رائحة التيار الإسلامي ، لم نسمع للأحرار! همسًا (ولو حياءًا) لتلاشي تلك الرائحة في مجلس « جمل البابا » الليبرالي العلماني .

شخصيا يمكنني أن أثق وأن أتواصل وأن أتحاور مع من يحترم الحد الأدني من الشروط والقيم والمعايير العادلة المتعارف عليها للتواصل أو الحوار ، لكن لا أعرف كيف أثق أو أتحاور مع ذوي الضمائر الواسعة والأفواه الكبيرة والأذن الضيقة .