الموضوع: حوار بين الروح والجسد

قال العبد الفقير

خرجت روحي من الجسد .. وتحدثت
قالت
ليتها ما قالت .... قست
قالت لئن لم تنته عن فعل أعمال مشينة .
قالت لئن لم ترتدع وأكون مأواك الأمينة
قالت لئن لم ترتفع عن صوت رغبات دفينة
لأتركنك في المتاهة وسط أيام لعينة .
سكت الجسد .. وترحرح
في جلسة .. وتربع
قال : اخرجي ... فلطالما عذبتني
ولطالما أسكت نفسي عن ملذات جميلة .

قالت : لتذهب ولآراك بعد ساعات قليلة .
لم أعد أخاف عليك أي أنواع الرذيلة
تالله لتعودن إلي منكسراً ذليلاً .

ومضى الجسد
لم يعد يتلفت
لم تعد حركاته ذات خطوات ثقيلة
لم يعد يشعر بلذة الحرمان والعصيان ويلعن أزماناً بخيلة
قال الجسد .
يومي كيوم الأمس أو كالغد .ما باليد .. حيلة
أين التدني والترفع
أين أيامي الطويلة
أين المعاني والأماني
أين أيام الفضيلة
ومضى يجر عذابه وشتاته
بل لا عذاب ولا شتات ولا دموع أو وسيلة

عاد إلى البيت حال الليل يسري
الوقت يجري
والروح لا زالت تنام
والأيام ..تسترق الوعودا
برزت الروح من الشباك وتطلعت
قال الجسد
عودي إلى أو انزلي لن أستطيع صمودا
قالت بل اصعد . قال : كلا .. لن أستطيع صعودا
وضعت ساقاً على ساق وقالت :
الأرض أرضك كن فيها كما تشاء
أما أنا فلسوف أسكن في السماء