دور الأسرة المسلمة في تفعيل قيمة الوسطية (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا).143 البقرة

د. حنان محمد درويش
19/02/2011 13:08:00

مقاس الخط:
مقدمة
لقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالاستقامة والاعتدال ونهاهم عن الغلو والانحلال، و"إن .الدين الإسلامي يعارض التطرف والتعصب، ويحترم التعددية الثقافية والدينية والحضارية وينبذ العنصرية"(1) ،ويدعو للوسطية.
فقد قال الله تعالى:- (يَاأَهْلَ الكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) الآية 171 سورة النساء.
وقال سبحانه وتعالى:(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَةً وسَطَاً لِتَكُونُواْ شهداء على النَّاسِ وَيَكُونَ الرَسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيَداً) الآية 143 سورة البقرة.
قد يفتقد الأبناء الوعي السليم، والقدوة الرشيدة، ويقعوا فرائس الصراعات النفسية بين الحلال والحرام، بين الفطرة ومستجدات العصر، يبحثون عن سبل وأساليب أخرى يجدون فيها تعبيراً عن الرفض للصور غير المقبولة بالمجتمع ويتمردون على واقع يرون أنه لا يعبر عن حاجاتهم ومتطلباتهم؛ كاللجوء إلى شكل من أشكال التطرف أو التكفير وهجرة المجتمع، أو الغلو في العبادة أو التعصب في الأفكار والممارسات،أو حتى التفريط والتهاون في الأصول (2).
وتعد الوسطية في كل الأمور من أهم مزايا المنهج الإسلامي، فأمة الإسلام أمة الوسط والصراط المستقيم بمعنى أنها تستغل جميع طاقاتها وجهودها في البناء والعمران المادي والتربوي والعلمي والثقافي من غير إفراط ولا تفريط، فهي تحقق التوازن بين الفرد والجماعة، وبين الدين والدنيا وبين العقل والقوة وبين المثالية والواقعية وبين الروحانية والمادية وغيرها(3) .

لا شك أن أهم أهداف التربية قديماً وحديثاً،هو إيجاد الفرد الصالح النافع لنفسه وأمته، وإن جنوح الفرد يميناً أو يساراً بالغلو والتطرف،أو اللامبالاة والتهاون، لهو مؤشر خطير يستوجب صحوة كل من يضطلع بمسئولية التربية بالمجتمع لبحث أسباب هذا التطرف وسبل علاجه للجيل الحاضر، وإعداد العدة لوقاية الجيل الجديد من استفحال تلك الظواهر فيه.
ولاشك أن الأسرة أهم المؤسسات التربوية وأولها،حيث تبدأ مشوار التربية بحياة الفرد ،وهي المسئول الأول عن استقامتة أو انحرافه ،لذا عظم دورها مع مستجدات عصر العولمة ومتطلباته ، وما طرأ على المجتمعات الإسلامية من مغريات تستقطب الشباب وتستميلهم ،وهنا تبدأ المغالاة والتطرف أو التهاون والقصور .
و خير وسائل العلاج هي لجوء الأسرة المسلمة لفقه النظرية الوسطية في الحياة.
المحور الأول :تحديد مفاهيم :الدور ،الأسرة المسلمة ، والوسطية
أولاً: الدور:
يشير مصطلح الدور إلى تصور اجتماعي أكثر منه فردي لأنه يرتبط بالبيئة الاجتماعية ،وهو أسلوب للفعل في البناء تحدده معايير المجتمع ،له مضمون من الأغراض والأفعال والتوقعات والالتزامات ،ومكوناته هي مجموعة القيم والعناصر الثقافية والمعايير التي تضفى عليها الصفة المعيارية ،وبهذا يكون أداء الدور ليس عملية آلية ، بل عملية تحكمها مجموعة من المعايير والتوقعات الممكنة(4)
تقصد الباحثة بالدور في الدراسة الحالية : الواجبات والمسئوليات لتحقيق عمل هادف ما ،والإجراءات التي تصاحب المسئول لتحقيق هذا العمل( عمل الأسرة الأول وهو تربية الأولاد).
ثانياً: مفهوم الأسرة المسلمة
الأسرة لغة : أصل كلمة الأسرة مأخوذة من الأَسْر بمعنى الشدّ والعَصْب ، والأسرة بالضم تعنى الدرع الحصينة.
أن الأسرة : هي المجموعة المتناسلة من الأب والأم ، إذ هما الرباط بين هذه المجموعة سواء كبرت أو صغرت ، وهم غالباً (يعيشون تحت سقف واحد وتجمعهم مصالح مشتركة ).(5)

ومن الثابت في الأدبيات الاجتماعية أن الأسرة المسلمة منذ بداياتها الأولى وحتى اليوم كانت لها آثار دينية وخلقية وتربوية فهي التي كانت تضع النظم الخلقية وقواعدها السلوكية وتفصل أحكامها وتوضح مناهجها وتقوم بحراستها، وهي التي كانت تميز الخير من الشر والفضيلة من الرذيلة وترسم مقاييس الأخلاق .(6)
وعلى ماسبق فإن الأسرة مكان بناء الأجيال وإعداد وتنشئة المواطنين الصالحين للمجتمع، فيجب على القائمين عليها (الأبوين) أن يتمتعابثقافة تربوية كافية تعينهما على توجيه أولادهم وإرشادهم ونصحهم، لأن فاقد الشيء لا يعطيه (7)
إذ أن الأسرة هي البيئة الأولى لتدريب الإنسان على المسؤولية التي كلفه الله بها، وهي عمارة الأرض، وهي الميدان العملي الأول الذي يمارس من خلالها مسؤولية قوامته عليها،وهي البيئة الأولى التي تعد الفرد لتحقيق التكافل الاجتماعي (8)
ثالثاً :مفهوم الوسطية
إن الحديث عن الوسطية يستدعي الوقوف لتكوين مفهوم حول الماهية العلمية للوسطية، باعتبارها منهجاً شرعياً بعث به سائر الرسل عليهم الصلاة والسلام أولاً، وباعتبارها قانوناً يمثل أفضل صياغة للمعادلة بين العقل والنفس ثانياً .(9)
وربما كان الاعتراف بصحة مفهوم الوسطية، وتأهيله للتأسيس والصياغة في العلم والعمل، يعد حقيقة مسلمة لا جدال حولها، بما أن "الوسطية هي الميزان والموازنة والتوازن بين الثبات والتغيير بين الحركة والسكون".(10)
والوسطية في العرف الشائع في زمننا تعني الاعتدال في الاعتقاد والموقف والسلوك والنظام والمعاملة والأخلاق، وهذا يعني أن الإسلام دين معتدل غير جانح ولا مفرط في شيء من الحقائق، فليس فيه مغالاة في الدين،ولا تطرف ولا شذوذ في الاعتقاد،ولا استكبار ولا خنوع ولا ذل ولا استسلام ولا خضوع وعبودية لغير الله تعالى،ولا تشدد أو إحراج،ولا تهاون،ولا تقصير،ولا تساهل أو تفريط في حق من حقوق الله تعالى،ولا حقوق الناس،وهو معنى الصلاح والاستقامة .(11)
يدل الصراط المستقيم على الوسطية في مفهومها الشرعي الاصطلاحي فمثلاً في سورة الفاتحة جعله الله طريق خيار الذين أنعم عليهم، وهو بين طريقي المغضوب عليهم والضالين،وفي سورة البقرة ذكره ثم ربطه بالوسطية،
فقال تعالى :- "...... يَهْدِي مَن يَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " الآية 142 سورة البقرة
ولا تخرج معاني الوسطية عن: العدل والفضل والخيرية،والنِّصف والبينية،والتوسط بين طرفين، فقد استقر عند العرب أنهم إذا أطلقوا كلمة (الوسط) ،أرادوا معاني:الخير والعدل،والجودة والرفعة والمكانة العالية.
ولا يصح إطلاق مصطلح (الوسطية) على أمر إلا إذا توفرت فيه الملامح التالية (12):-
1- الخيرية: وهي تحقيق الإيمان الشامل، يحوطه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
2- الاستقامة:وهي لزوم المنهج المستقيم بلا انحراف، فالوسطية لا تعني التنازل أو التميع أبداً.
3- البينية: وذلك واضح في كل أبواب الدين، فالصراط المستقيم بين صراطي المغضوب عليهم والضالين.
4- اليسر،ورفع الحرج: وهي سمة لازمة للوسطية.
5- العدل والحكمة: وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الوسط بالعدل(13)، وذلك هو معنى الخيار؛ وذلك لأن خيار الناس: عدولهم.
وقد قال الله تعالى:- ((إنَّ اللَّهَ يَاًمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ)) الآية 90 سورة النحل
فالتوازن في الشريعة الإسلامية، النظر في كل الجوانب، وعدم طغيان جانب على آخر، وذلك باجتناب الغلو والجفاء.
وهكذا، فإن الوسطية سمة ثابتة بارزة في كل باب من أبواب الإسلام،في الاعتقاد، والتشريع، والتكليف، والعبادة، والشهادة والحكم،والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،والجهاد في سبيل الله،والأخلاق والمعاملة، وكسب المال وإنفاقه، ومطالب النفس وشهواتها.(14)
وبهذا المعني فإن الوسطية تفترض وجود الإفراط والتفريط، التحلل والتزمت. الإسراف والتقتير الخ... ولا يمكن تصور وسطية حيوية بدون تعددية، وإلا تصبح هي الوسطية الرياضية التي تعنى التوسط بين نقطتين أو أنها تتجمد في قالب واحد وتأخذ طابعاً ثبوتيا، وهو ما يتنافى مع حيوية ودينامية الإسلام .(15)
فالحياة لاتعدو أن تكون واحدة من حالات ثلاث:إفراط في شيء،أي مبالغة فيه،أو تفريط في شيء،أي تقصير فيه،وحالة بين بين، وهي ما نسمِّيه بالاعتدال، فالمغالاة انحراف، كما أنّ الإجحاف انحراف و خير الأمور أوسطها .
فتؤدي الوسطية إلى نقاء النفس من الأدران الأخلاقية، والأحقاد القلبية وكل ما من شأنه إيقاد نار العداوة والبغضاء، وتؤدي إلى نظافة المجتمع من آفات الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق، وأمراض الأثرة والأنانية وحب الذات ولها غير ذلك فوائد كثيرة ينعم بها كل مجتمع هيمنت عليه الوسطية، وكانت سمته البارزة في تعامله وفي سلوكه وحياته.(16)
المحور الثاني : الغلو والتفريط في مجتمع الشباب
أولاً : الغلو والتطرف في مجتمع الشباب
الغلو في لغة العرب:" مجاوزة الحد "،وكل من غلا فقد تجاوز الحد،والمعنى الاصطلاحي للغلو كما عبّرعنه كثير من العلماء:"المبالغة في الشيء والتشدد فيه بتجاوز الحد".(17)
ويقال غلا فلان في الدين غلوًّا، تشدد وتصلب حتى جاوز الحد .(18)
يقال: غلا القدر إذا ارتفع ماؤه وفار بسبب شدة الحرارة، ويقال: غلا السعر إذا ارتفع عن الحد المعروف، فالغلو شرعاً: هو مجاوزة الحد بأن يزاد في الشيء في حمده أو ذمه على ما يستحق.
وقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من الغلو فقال:((إنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين))(19) .
أما التطرف في اللغة معناه الوقوف، أو الجلوس في الطرف،وأصل الكلمة في الماديات، ثم انتقل إلى المعنويات، كالتطرف في الدين،أو الفكر أو السلوك،وبهذا المعنى فإنه بعيد عن الوسط،وبالتالي أكثر تعرضاً للخطر والهلاك، وأبعد ما يكون عن الحماية والأمان، وهو يعني الغلو والتشدد والتنطع .(20)
أي أن التطرف هو:" طلب نهاية الحد أي طرفه الأقصى والأبعد، وهو قريب من معنى الغلو في هذا.
فكل من تجاوز حد الاعتدال وغلا، يصح لغوياً تسميته بالمتطرف،جاء في المعجم الوسيط في معنى تطرف:(تجاوز حد الاعتدال ولم يتوسط)(21)،كذلك التنطع والتشدد، وترك الرفق واستخدام العنف.
قال ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((هلك المتنطعون)) قالها ثلاثاً (22).
فيشير مفهوم التطرف"إلى حالة من التعصب للرأي تعصباً لا يعترف معه بوجود الآخرين، وجمود الشخص على فهمه جموداً لا يسمح له برؤية واضحة لمصالح الخلق، ولا مقاصد الشرع، ولا ظروف العصر، ولا بفتح نافذة للحوار مع الآخرين، وموازنة ما عنده بما عندهم، والأخذ بما يراه بعد ذلك أنصع برهاناً، وأرجح ميزاناً (23).
وقد قال تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "الآية 125 سورة النحل.
ومن مظاهر التطرف في المجتمعات الحديثة وأبرزها استخدام أساليب العنف بالمجتمعات الإسلامية وظهور الإرهاب المسلح الناتج عن التعصب الفكري، وترويع الآمنين بدعوى حراسة الدين، و"التعصب بصفة عامة هو حالة نفسية غير سوية وغشاوة فكرية"(24)، ينتج عنه سلوكيات تضر بالمحيطين وبالمتعصب،وقد يرتبط التعصب بمرحلة الشباب بحياة الأفراد.
أسباب الغلو
وللغلو دوافع وأسباب، منها (25) :-
1ـ البيئة المغالية،أو المستخدمة للـشـدة والضغط والإكراه والتي ينتج عنها ومنها: التكوين النفسي والفكري لبعض المغالين، والفراغ وعدم البصيرة بالأولويات، والاعتماد على النفس من أول الأمر في تحصيل العلم أو المعرفة،أو التلقي عن الجاهلين، مع خلو الساحة من العلماء الذين يضبطون الفكر والتصور والسلوك، والتصدر للفتوى والاجتهاد قبل الاستواء والنضج.
2ـ الرغبة في الطاعة مع الجهل.
3ـ وقد يحدث الغلو في مجتمع شهد المغالون فيه تعطيل شرع الله في الأرض، و"العلمنة الصريحة، وإعراض أكثر المسلمين عن دينهم، متمثلاً في: كثرة البدع والعقائد الفاسدة، والإعراض عن منهج السلف، وشيوع الفساد، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،أو التقصير في القيام بذلك، وشيوع الظلم، وتحكم الكافرين في مصالح المسلمين،ومحاربة التمسك بالدين،والجفوة بين العلماء والشباب،والخلل في مناهج التعليم"(26)،كل هذا مع وجود قوة العاطفة والرغبة الأكيدة في حب الله وطاعته من قبل المغالين إلا أنهم ضلوا السبيل بالتشدد والتعصب الأعمى.
"وليس دائما سبب الغلو فساد الأوضاع؛بل تغير الشيء،قد يكون التغير صحيحا في نفسه لم يفقهه الذي غلا فغلا "(27)
أنواع الغلو وبعض مظاهره
تقسم الباحثة أنواع الغلو إلى نوعين هما : الغلو في الدين والغلو في الحياة الاجتماعيةوالاقتصادية
(ا) الغلو في الدين
فالإسلام ينفر أشد النفور من الغلو في الدين، ويحذر منه حيث يقول الحق سبحانه وتعالى:
"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ" الآية 77 سورة المائدة.
وإن الله سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم الرؤوف بعباده، وقد يسر على الإنسان في أمور العبادة ولم يقضي بشقائه فقال جل وعلا: " ..مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى"الآية 2 سورة طه.
كما قال سبحانه وتعالى ".... وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى.." الآية 8 سورة الأعلى.
وقال تعالى "..رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ.." الآية 286 سورة البقرة.
وقد روى عن أنس بن مالك:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:(( لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم، فإن قوماً شددوا على أنفسهم، فشدد عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ))سنن أبي داوود.
ومن أنواع الغلو في الدين:-
1-الغلو فيما يتصل بالعقيدة
فمن الناس من غلا في حبه وتعظيمه ببعض بني آدم،غلا بعضهم في الأنبياء والمرسلين،
فجعلوا لهم بعض صفات الإلهية، كما غلا النصارى في عيسى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه سلم ، «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ولكن قولوا عبد الله ورسوله» رواه البخاري.
كما غلا بعض هذه الأمة في محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أنه عليه الصلاة والسلام يملك أن يغيث من استغاث به بعد مماته، يملك أن يجير من استجار به بعد مماته، وهكذا، كما فعل بعض المغالين هذا مع الصحابة وأهل البيت والأولياء الصالحين فيما بعد.
2- الغلو فيما يتصل بالعبادة
أبى الإسلام أن يغلو الإنسان في العبادة فالأصل في التكليف هو طاقة النفس البشرية، فقد قال الله تعالى:-
"لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ......" الآية 286 سورة البقرة.
وقد ‏جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ‏فلما أخبروا ،قالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم‏ ‏قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ،قال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا فجاء رسول الله‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إليهم فقال ‏ ‏أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني ‏ ‏لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد ،وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني) رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
وقد يحدث غلو الإنسان حتى في وضوئه،وطهارته فبدلا من أن يستن غسل كل عضو ثلاث مرات،ربما يغسل كل عضو عشر مرات، وهكذا يغلو في طهارته غلوا خرج به عن المشروع.
3- الغلو في الحكم على أصحاب الذنوب الكبائر التي هي دون الشرك بالكفر والخروج من الملة كما فعلت الخوارج من هذه الأمة فكفروا أصحاب الكبائر.
(ب) الغلو في الحياة الاجتماعية والاقتصادية وبعض مظاهره
1-الغلو في أساليب التربية
قد يتمثل الغلو في أسلوب التربية بالقهر والقسوة ،وتسلط الأباء على الأبناء والغاء حرياتهم ، الأمر الذي يفسد التربية "فمن كان مرباه العسف والقهر، سطا به القهر وضيق عن النفس في انبساطها وذهب بنشاطها ودعاه إلى الكسل وحمل على الكذب والخبث؛وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة لذلك وصارت له هذه عادة وخلقاً وفسدت معاني الإنسانية التي له من حيث الاجتماع والتمرن وهي الحمية والمدافعة عن نفسه ومنزله، وصار عيالا على غيره"(28).
وبذلك تستهدف القسوة سلب إرادة الشاب وجعله عاجزاً عن إلجام نفسه بنفسه، وتكون مشفوعة بمجموعة من الانفعالات والأحقاد العمياء، فلا تعرف القسوة حدوداً لها، ولا تحقق سوى فقدان الإحساس بالمسئولية وعدم تبلور الشخصية، فالقسوة لا تعرف إلا القهر وقمع كل ما ينم عن الخروج على الخط المرسوم من جانب الأب، فتجعل الشاب بذلك غريباً عن المجتمع غير متكيف مع الحياة الاجتماعية.

وتنال القسوة السخط والاحتقار من المجتمعات و الأفراد المحيطين(29).
فليجعل كل مرب ولده شريكاً له في التربية،لا يسلبه بالقهر إرادته، وليتخير أنسب الأوقات التي يكون فيها الشاب موثوقاً به ،وفي قدرته على إدارة شئون حياته ،ويبدأ في فطامه النفسي وتحلله من تبعية قرارات الوالدين ،حتى لا يجعل منه فرداً تابعاً في كافة مراحل عمره ، اتكالياً لا يستطيع اتخاذ القرارات في حياته ،وتدور دورة الحياة ويصبح الشاب أباً ،وعندئذ تكون المعضلة أكبر مما كانت، وليكن الأب أيضاً رفيقاً رحيماً .
فعن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لم يعطي على العنف " رواه مسلم .
2-الغلو في الحياة الاقتصادية
(أ) الإسراف (الإنفاق ببذخ)
• قال تعالى " يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" الآية31 سورة الأعراف.
وقد أمر الله تعالى بالتوسط في الإنفاق، فلا إسراف ولا تقتير، ولا إمساك ولا تبذير، بل قصد وتدبير، وإنفاق بحساب وتقدير، ومع الوسطية تتحقق الخيرية والأفضلية، ودون ذلك التخبط والتطرف أو الخمود والتفريط (30):-
فقال تعالى" وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا" الآية 29 سورة الإسراء.
ولأن الاعتدال في الإنفاق من التدبير الذي دعت إليه الأخلاق السليمة والفطرة البشرية، لأنه توسط بين طرفين مذمومين هما البخل والتبذير، فقد وصف الله عباده المؤمنين الذين استقاموا على الطريقة، واهتدوا للوسطية بقوله تعالى:-
"وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا" الآية 67 سورة الفرقان.
ففي الاعتدال في المأكل والملبس مثلاً أثر اقتصادي على المجتمع بأسره حيث يقلل من النفقات غير الضرورية، ويوفر على المجتمع مالاً يمكن إنفاقه في مشروعات أخرى تعود عليه بالنفع، فهو من الناحية الاقتصادية دعامة لدفع عملية التنمية والبناء، وعليه يتوقف رافد أساسي في ضبط إهدار المال وصرفه في غير فائدة ،في حين تعيش مجتمعات بأكملها تعاني الفقر والمجاعات في الوقت الذي تلقي فيه الأطعمة في النفايات أو للحيوانات في كثير من الدول الغنية التي لا تشعر بحاجة الفقراء وضرورة مواساتهم.
وعلى ما سبق فإن الوسطية ينشدها كل مجتمع في سلوك أبنائه، لينعم بحياة مستقرة بعيدة عن المنغصات التي تنتج عن الغلو والإفراط والتفريط
فقال تعالى"..وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ.." سورة الإسراء.
(ب) الغلو في المعاملات المالية
وهو التشديد بتحريم كل شيء، وقابل هذا التشدد تساهل ؛ من قال: يحل كل شيء ينمي المال والاقتصاد حتى الربا والغش، والوسط أن يقال بحل المعاملات المبنية على العدل وهي ما جاءت بها النصوص من الكتاب والسنة (31).
(3)الغلو في الممارسات الحياتية
* غلاء المهور
يؤدي غلاء المهور بأي مجتمع إلى أزمات اجتماعية يصعب حلها نتيجة لعزوف الشباب عن الزواج أو تأخر سن الزواج بشكل عام، أو لجوء الشباب بأجنبيات ،وقد يكون زواج غير موثق رسمياً أو غير معترف به من قبل الدولة مما يينتج مشاكل خاصة بالأبناء والجنسية وأمور أخرى كثيرة نتيجة لعدم استقرار الأسرة التي أقامها الشاب على غير أساس ، وغالبا ماتنتهي بالفشل وتترك وراءها مشكلات ،وغالبا ما تتعلق تلك المشكلات بإختلاف التكوين والعادات بين الزوج والزوجة.
وليس أفضل من سنة الله في خلقه وتحقيق الاستقرار العائلي والنفسي،إذ أن زواج الشاب والفتاة في سن متأخرة يعرض حياتهما في الغالب للفشل،وإن أحد أسباب هذا الفشل اعتياد كل منهما ولفترة طويلة على حياة مستقلة يصعب التغير بعدها، كما أن تأخير سن الزواج يقلل من عدد المواليد في الغالب، فالتوسط في المهور أمر لابد له من توعية مجتمعية .
* المبالغات
يتبع بعض الأشخاص أسلوب المبالغة بشكل عام في الحياة، مما يجعلهم صورة مثيرة للسخرية، ذلك أنها نوع من الكذب المرضي الذي يصور لصاحبه أنه يملك من البلاغة واللعب بعقول الآخرين ما يمكنه من إقناعهم بأفكاره أو خواطره أو هواجسه، وهي دليل أيضاً على عدم النضج النفسي والفكري الذي يفقد الفرد قدرته على عرض الأفكار بموضوعية منطقية وهدوء ورزانة (32).
ومن صور المبالغات:-
1- في الجدال والحوار
إن " موضوع الحوار والعلم بتفاصيله والتسلح بالحجج والبراهين المؤيدة له سلاح فعال في يد المحاور الناجح، يمكنه من الوقوف على أرض ثابتة وليس على رمال متحركة، وحق الاعتراض والتصدي للمحاورة والجدال لا يتأتى لجاهل في مواجهة عالم،بل ولا يقبل منه، ومن لا يعلم لا يصح له أن يتصدى لمن يعلم،فلا بد أن يكون المحاور صادقاً مع نفسه ومع أفكاره التي يدعو إليها "(33) حتى لا يصبح جداله العقيم مجرد غلو في الحديث لا معنى له.
وإن الحوار هو الوجه الحضاري المضيء في مقابل التعصب والانغلاق والاستبداد والإقصاء، وعليه تقوم قاعدة التواصل والاحترام الفكري المتبادل، وتبرز روح (التسامح)والقدرة على استيعاب أفكار الآخرين والتعامل معها.
وقد يببالغ الشاب في الحوار بحيث يصبح ثرثرة لا نفع منها ، أو تصبح جدال ينقلب لمشاحنة .
2- في التهور مقابل الجبن
يجب على المسلم أن يتسم بالشجاعة والجرأة و الإقدام ومع العقل والحكمة والمبادرة و هي فضيلة بين التهور و الجبن و هي تتولد من الفزع و الغضب إذا كانا متوسطين، والمبالغة في الشجاعة تهور والتهاون والتساهل فيها جبن.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه ولسلم (شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع) رواه أبو داوود.
فلابد أن يتسم الشاب بالشجاعة ليحتمي به أهله ،ليحمي عرضه وماله وقتما احتاجوا له.
3- في الكلام والصمت
"إن التزايد في الكلمات والمبالغة، تستبدل البلاغة بالمبالغة التي لا تعني سوى استخدام العبارات الطنانة والنبرات الرنانة، والألفاظ ذات الجرس الفخيم، والتركيز على أفعال التفضيل للإيحاء بأنه ليس في الإمكان أكثر بلاغة مما كان، وقد تدل المبالغة على عدم ثقة المتحدث بنفسه في مجال إقناع الآخرين"(34).
« عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏‏ قال‏‏" ‏‏ ثَكِلَتْكَ ‏‏ أُمُّكَ وَهَلْ ‏‏ يَكُبُّ ‏‏ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ إِلا‏ ‏حَصَائِدُ ‏ ‏أَلْسِنَتِهِمْ " مسند أحمد
ومن الملاحظ في مجتمعات الشباب أنهم يتكلمون كثيرا ويضحكون كثيرا بلا داعي وبلا هدف ، ويبالغون في هذا بشكل مثير للتساؤل ،ولا يلتزمون الصمت طالما يجلسون في مجتمع يضمهم أو في جلسة خاصة ،سواء في المدرسة أو الجامعة أو الشارع أو الأماكن العامة أو البيوت ، فقد أصبح الكلام بلا هدف والصمت أفضل منه في أحيان كثيرة .
4- في اللباس والزينة
ومن صور المبالغات أيضا التي تظهر بالمجتمع الإسلامي المبالغات في اللباس والزينة فيبحث الفرد عن أغلى الثياب،وأرقى الماركات، وأحدث الصيحات، ويكثرون من اقتناء الثياب وأدوات الزينة بما يزيد ويفيض عن حاجته.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا إسراف فإن الله يحب أن يرى نعمته على عبده ). أخرجه البخاري في اللباس.
بالإضافة إلى ما يحدث في مجتمع النساء من اقتناء أغلى المجوهرات والملابس والمبالغة في أدوات الزينة والعطورات ، والتباهي والتنافس في هذا .
5- في اللهو واللعب
•قال علي بن أبي طالب رضي الله عن : "روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت"(35).
إن النفس مؤثرة للهوى جانحة إلى اللهو أمارة بالسوء مستوطئة للعجز طالبة للراحة نافرة عن العمل فإن أكرهتها أضنيتها وإن أهملتها أرديتها‏.
لقد منحنا الإسلام حق الترويح عن أنفسنا وقلوبنا بوسطية، لكن المبالغة فيه صورة من صور إهدار أوقات المجتمع الإسلامي حيث يقضون ساعات طويلة في اللهو واللعب أمام شاشات التلفاز والحاسب الآلي، وبالمقاهي وجلسات الرفاق غير الهادفة.
6- الغلو في العادات والتقاليد
وفيه يكون التشدد في التمسك بالعادات القديمة ولو كان غيرها خير منها، أما إذا لم يكن غيرها خيراً منها أوكان مساوياً لها في المصالح فالبقاء عليها خيراً من الانتقال والتحول إلى العادات الوافدة .(36)
وقد يرتبط هذا النوع من الغلو بالأعمار الأكبر بالمجتمع وقد ينتقل للشباب الذين تربوا على التقليدية والتمسك القاسي بالنظام الموروث أياً كان صالحا أم طالح .
ومما سبق رأينا أن المبالغات قد تؤدي بالإنسان للتفريط في حق من حقوق الله، وحقوق المجتمع، وحقوق النفس أيضاً فالتفريط هو: التضييع، والتقصير، والترك، ومنشؤه التساهل والتهاون.
فالتساهل في أمور الدين لايقل خطورة عن الغلو بل هو شر منه، فالمتساهلون يصفون المتمسكين بالدين والوسطية بأنهم متشددون وغلاة ومتطرفون ويرون الإباحية والتحلل من الدين والأخلاق تقدما ورقيا وحضارة ويقولون إن التمسك بالدين فيه كبت للحريات وعائق عن الانطلاق مع الحضارة العالمية(37)
ثانياً : التفريط في مجتمع الشباب
وتتمثل بعض مظاهر التفريط أيضاً ما يلي:-
1-التفريط في العبادات
•تأخير الصلاة عن أوقاتها
•عدم الالتزام بالنوافل والسنن
•عدم الاكتراث بحساب الزكاة المستحقة على اختلاف أنواعها بالتمام والكمال.
•عدم حساب ما يجب قضاؤه من أيام الصيام والصلاة لمن أفطروا بعذر أو غير عذر، أو فاتهم بعض الصلوات سهوا أو عمداً.
2-التفريط في التربية
حينما يخل المربي بدوره ومسئوليته فيختل توازن النظام ،وتبدو مظاهره على جيل كامل ،
فمن مظاهر اعتلال أخلاقية المسئولية الاجتماعية عند الفرد؛ التهاون: أي تأدية العمل على غير الوجه الذي ينبغي أن يكون عليه من الدقة والتمام والإجادة والإتقان.. واللامبالاة، وهي برود يعتري الجهاز التوقعي التحسبي عند الإنسان كما يصيب سائر الأجهزة النفسية بما يشبه التجمد، والعزلة النفسية: وهي تعبير عن ضعف الثقة بالجماعة، وضعف الرجاء في حاضرها ومستقبلها (38).
ومن تلك المظاهر ما يلي :-
* إهمال الآباء لتربية الأبناء وإطلاق حريتهم
إن إطلاق الدعوة لحرية الأبناء أيضاً له عواقب غير مرضية،فلا ينبغي على الآباء أن يرفعوا أيديهم عن الأبناء، لأن الحرية في التربية يجب ألا تفهم بأنها التسيب والانفلات من كل قيد.. فالحرية وظيفة تربوية يجب أن يكون لها أهداف واضحة، وألا تكون غاية في حد ذاتها (39).
ومع أهمية وجود الحرية لتربية الأبناء، والتخلي عن القهر والتسلط، لا يجب أن تلغي سلطة الأب الجبرية في أمور كثيرة ومواقف لا تتطلب إلا الحزم مهما كان الأب ديموقراطياً، فيجب ألا يفقد الأب دوره الرقابي التخويفي التأديبي الحازم داخل الأسرة بوسطية وعدم مغالاة أو قسوة، لأنها في معظم الأحيان تشكل وقاية وحماية من شرور كثيرة قد يتعرض لها الأبناء.
فينبغي على"الوالد في ولده أن لا يستبد عليه في التأديب "(40) ،وفي ذات الوقت لا يلين ولا يفقد الزمام، فالحرية ليست الانحلال والفوضى، إنما هي تحرير الطاقات الإبداعية، متمثلة في العقل والوجدان، لا انفلات السلوك وحرية التقليد الأعمى.

*إهمال الطلاب لمتابعة دروسهم وعدم الحرص على حسن تحصيلها.
3- بعض مظاهر التفريط في الحياة الاجتماعية
*سلبية الأفراد تجاه الاهتمام بواقع المسلمين.
*التقريع واللاّمبالاة
كما يتضح ذلك في عدم محافظة بعض الشباب على المال العام، وفي التهور في قيادة السيارات.
•عدم الولاء والانتماء والوفاء للوطن، وولاة الأمر.
•عدم تقدير قيمة الوقت .
•قضاء الأوقات في السمر والحفلات وأمام الفضائيات والسهرات الغنائية.
•متابعة الصيحات الحديثة والحرص عليها ورفض توجيه الكبار والسخرية منهم.
كثيرا ما نرى مواعيد بعض الناس تكون غير محددة، كأن يقول الشخص للآخر نتقابل بعد صلاة العشاء أو بعد صلاة الجمعة،دون ضبط محدد لموعد المقابلة ودون تقدير لقيمة الوقت، ويفقد الأفراد إمكانية التعود على ضبط المواعيد، كما أنه يؤثر أيضاً على أداء الصلاة في أوقاتها.
4- التفريط في الصحة
•السهر
إن طول السهر الليلي في السمر وأمام شاشات التلفاز، كما أنه مرتبط بالانضباط فهو مرتبط أيضاً بالصحة العامة والحيوية، مستويات الإنتاج.
فالأصل أن النهار للعمل واللي للنوم فقد قال تعالى:
" وجعلنا الليل لباساً (10)،وجعلنا النهار معاشاً (11)"سورة النبأ.
•إهمال الطهارة والنظافة
قال اللـه تعالى: {إِنَّ اللـه يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} الآية 222 سورة البقرة.
الاهتمام بالنظافة العامة من الأمور الهامة التي تحافظ على صحة الإنسان، فاهتمام الإنسان بنظافة جسده ونفسه وبيئته من الأمور التي لا يجب التفريط فيها، لأن إهمالها يصيب الإنسان بالأمراض ويعرضه للأخطار.
وقد يكون سبب التفريط الجهل، أو الكسل، وقد يكون السبب في التفريط: الاستجابة لضغط الواقع، أو الهروب من تهمة التطرف والغلو.
فأما الكسل: فما أكثر ما استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من العجز والكسل؛ الكسل الناتج من إيثار العاجلة، ونسيان الآخرة، وهو نوع من الظلم.
وأما الجهل: فداء عضال، وأَقْبِحْ باتصاف الداعية به، خاصة إذا كان الإخلال بالقدر الواجب من العلم.
.. والتفريط عامة هو انحراف في المنهج، ومظهراً من مظاهر الانحراف في الفهم (41).
المحور الثالث : دور الأسرة في تفعيل الوسطية كمنهج حياة للشباب
لاشك أن الوسطية منهج حياة وسمة في الإسلام في كل الأحوال،في السراء والضراء، في السلم والحرب،في معاملة الأحباء ومعاملة البغضاء لا يتغير ذلك كما هي الصفة اللازمة الدائمة، وكما كان سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ودعاؤه أن يرزقه الله-سبحانه وتعالى- العدل في الرضا والغضب،والقصد في الغنى والفقر.
إن الوسطية في الإسلام تعني العدل والتوازن والحكمة ووضع الشيء في موضعه في حين انه حذر من كل ما يخالف الوسطية من مفاهيم خاطئة كالإلحاد والشرك والفواحش والتهور والإسراف كما حذر من الرهبنة والبخل واللامسؤولية أو تجاوز الحد مما يهدد الأمن الاجتماعي أو الفكري والبيئي والسياسي والاقتصادي، وهي تعفي من جملة الأسباب التي تؤدي إلى ظاهرة الإرهاب والتي منها انتشار الجهل وروح التعصب وتفشي الفقر والجوع والظلم والاستبداد والقهر وفقدان الوازع المعنوي.
وترصد كثير من الأدبيات الأسباب التربوية لغلو الشباب وتطرفهم وانحرافاتهم عن الوسطية، وقد توصلت الباحثة إلى أن أهم أسباب الابتعاد عن الوسطية في منهج الحياة الاجتماعية هي قصور التربية المنزلية ؛ حيث تضاؤل دور الأسرة في التوعية الدينية وعدم الحرص على حث الأبناء وتحريضهم على أداء الشعائر الدينية بانتظام، الأمر الذي يجعل الشاب يتخاذل بسند قوي،ألا وهو علم أسرته بعدم صلاته أو صيامه وعدم اعتراضها،بل وعدم معاقبته بأي شكل من العقوبات.
الأمر الذي يجعله يعتقد أن تأدية الفرائض والالتزام بالسلوك الديني السليم، أمر اختياري يرجع لإرادته واختياره أو اقتناعه فمنهم من يختار الجنوح بالتفريط والتساهل،ومنهم من يقع فريسة لمن يستقطبونهم ليرغبوهم في الالتزام بالشعائر الدينية ثم يحدث النفور من المجتمع والأسرة لأنهم يرون أنها محضن غير آمن وغير موجه وغير ملتزم.
يجب على كل مسئول من أفراد الأسرة سواء كان الأب أو الأم أو الجد أو الجدة ؛ الوعي بضوابط الوسطية الإسلامية:الموازنة العادلة بين الثوابت والمتغيرات(42) في الإسلام،وتحديد ذلك بوضوح حتى يحدد كل راع بالأسرة مسئوليته تجاه أولاده ،أما الثوابت فتتمثل أولا في: (العقائد) التي تمثل نظرة الإسلام الكلية عن الألوهية والعبودية ،وتتمثل الثوابت كذلك في (العبادات) التي فرضها الله على عباده؛ الصلاة والزكاة والصيام والحج،وما يكملها من نوافل المرء من ربه وتزيد من رصيده عنده،وما يلحق بها من عبادات أخرى مثل الذكر والدعاء وتلاوة القرآن.
ومن الثوابت كذلك؛القيم الأخلاقية العليا،وأمهات الأخلاق العملية التي تحدد علاقة الإنسان بربه كالإخلاص له، والرجاء في رحمته، والخشية من عقابه،وأيضا التي تحدد علاقته بنفسه مثل: النظافة، والعفة، والحياء، والصبر،والشجاعة، والعزة ومحاسبة النفس ،وتحدد علاقته بأسرته مثل: الرعاية لحقوق الزوجة، وحقوق البنوة وبر الوالدين، وصلة الرحم، وتحدد علاقته بالمجتمع مثل: قول الصدق،وإنجاز الوعد، والوفاء بالعهد،ورعاية الأمانة، ورحمة الصغير، وتوقير الكبير، والعدل مع الصديق والعدو، والبر بالناس، وفعل الخير للجميع وغير ذلك من مكارم الأخلاق التي بعث النبي(صلى الله عليه وسلم) ليتممها.
ومن الثوابت أيضاً: (الأحكام القطعية) في شؤون الفرد والأسرة والمجتمع، والحكم والعلاقات الدولية، التي ثبتت بالنصوص المحكمة القطعية في ثوابتها ودلالتها. وأجمعت عليها الأمة، واستقر عليها الفقه والعمل.
فهذا النوع من الأحكام:هو الذي يمثل (الوحدة الفكرية والشعورية والسلوكية) للأمة، ويجسد (ثوابتها) على اختلاف البيئات والأقطار، وتغير الأعراف والأعصار.
وفي الجانب السلبي: أمهات الرذائل التي حذر الإسلام منها أشد التحذير، مثل القتل، والسرقة، والزنى، والشذوذ الجنسي،وشرب الخمر،وأكل الربا،وأكل مال اليتيم، وشهادة الزور، والكذب والغيبة، والنميمة،والخيانة، وسوء الظن، والغدر، والشح، والظلم،فكل هذه حرام، بل من أكبر المحرمات عند الله.
وفيما عدا هذه الثوابت الراسيات نجد جل أحكام الشريعة قابلة للاجتهاد وتعدد الأفهام.
وهناك بعد ذلك شؤون الحياة المتغيرة: من زراعة وصناعة، وطب وهندسة،وما إلى ذلك مما يتعلق بالعلوم التجريبية وتطبيقاتها في الحياة اليومية، فهذه ونحوها: متروكة لعقول البشر وتجاربهم وممارساتهم - ليس عليهم إلا أن يحكموا فيها منطق العقل والعلم والتجربة، وهي التي ورد في مثلها الحديث الصحيح: "أنتم أعلم بأمر دنياكم" رواه مسلم في صحيحه .
والإسلام بهذا التوازن: يجمع بين الثبات والتطور،أو الثبات والمرونة في تناسق بديع. إنه الثبات على الأهداف والغايات، والمرونة في الوسائل والأساليب .
والخطر كل الخطر على الحياة الإسلامية: أن نثبِّت ما من شأنه المرونة والتطور،أو نطوّر ما من شأنه الثبات والخلود، فتضطرب الحياة، وتختل الموازين .
وعلى ماسبق فإن أهم مقاصد الشريعة وغاياتها الأساسية الكبرى التي يجب أن تنهل منها الأسرة المسلمة في رعاية أبنائها ، وهي ؛حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسب أو العرض، والمال، لتحقيق مصلحة الفرد والجماعة والأمة،وإيجاد التوازن والاعتدال الذي به تدوم الأوضاع والأحوال على منهج حسن ووضع مستقر، فالتوسط في الأمور ينسجم مع إمكانات البشر وقدراتهم وعطاءاتهم،وبه ينعم الناس في مظلة الحرية،ومتابعة الفعاليات والإنجازات،فيتحقق الأمن النفسي والاجتماعي والصحي والمعيشي،ويتجنب الناس كل ألوان الخوف والقلق واليأس والإحباط،ومن خلاله تنتعش الأحوال الاقتصادية، ويعم الاستقرار والوئام،ومن ثم ويقبل الأفراد والجماعات على التنمية وزيادة الإنتاج،وتوفير الثروة(43)
وعلى الأم بادئة بنفسها وقدوة لأبنائها وراعية لمالها ولمال زوجها أن تعتدل وتتوسط في كافة أمور حياتها فيتعود أبناؤها وتصبح العادة سلوكاً قويماً يكون قيمة توجه سلوكياتهم الاقتصادية.
ودور المرأة في تفعيل قيمة الوسطية عظيم، فالمرأة متهمة دائماً بأنها مصدر الإنفاق والتبذير لسهولة التأثير عليها وإغرائها بالسلع والأسواق، ومع تحديات العولمة وزحف الفقر وظهور الطبقية لابد من تفعيل المرأة لقيمة الوسطية، لتبصر الأجيال الجديدة بحقائق واقعة نظراً لطبيعة تغيرات العصر، وتبين لهم أصول الاقتصاد الإسلامي.
وما البذخ في إقامة الحفلات والولائم بأي أسرة إلا حباً للمفاخرة بين الناس، وقد يكون لصاحب الوليمة أو من كانت الحفلة له أقارب في أمس الحاجة للعون والمساعدة، فلو توسط في حفلته أو مأدبته وساعد من هو بحاجة لكان ذلك من الكمال لأن التكلف والمبالغة في الولائم والحفلات مذموم فهو يرهق صاحب الدعوة وربما يقترض المال من أجل هذه المظاهر التي سرعان ما تزول ولا تترك أثراً إلا الرياء وحب الثناء والأمة التي تبتلى بالتبذير والإسراف يستغل أغنياؤها فقراءها وينحصر المال في أيد قليلة يقابلها كثرة فقيرة فيقوم الشقاق بينهم، ولو ترك مكان للعدالة ومساحة للوسطية والاعتدال لما نتج انهيار المجتمع.(44)
فيجب على الوالدين أن يعودا أولادهما على الاقتصاد في كافة جوانب الحياة وخاصة الإنفاق والاعتدال في المأكل والمشرب والملبس حتى يشبوا معتدلين غير مبذرين ولا مسرفين.
في الحديث " ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ صلى الله عليه وسلم ‏كُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلا مَخِيلَةٍ " سنن النسائي.
والاعتدال في الطعام والشراب بحيث لا يكون هناك نقص غذائي يؤدي إلى الضعف ولا يكون هناك إسراف وإفراط يؤدي إلى تخمة وبدانة وسمنة.
كما يجب على الأباء ترسيخ قيمة القناعة والرضا بما قسمه الله تعالى بالأسرة، والتخلي عن الطمع والنظر لأرزاق العباد، إذ أنّ القناعة تعني عدم اللجوء إلى الأساليب المنحرفة والملتوية لتحصيل ما نتمنّى، فإذا عاقت الموانع من بلوغ الأماني، فلا توسل بالوسائل الرخيصة أو المذلّة أو العوجاء لبلوغها، وإنّما نحاول أن تتذرع بالقناعة كلون من ألوان الصبر والتهدئة النفسية، وليس كحالة من حالات التجميد للطاقات العقلية أو البدنية.
على الصعيد الاجتماعي يجب أن يبصر الأبناء بأن الإسلام قد نظم العلاقة بين الآباء والأبناء والأزواج والزوجات، وكذلك بين الأهل والأقارب،والعلاقات الاجتماعية بني البشر من الجيران والأصدقاء(45) باعتدال متناهي لا يجب التجاوز فيه.
•يجب تبصير الأبناء بأن الإسلام وضع نظاماً دقيقاً للصدقات والزكاة لتؤخذ من الأغنياء فترد على الفقراء ليخلق ذلك التكافل والتكامل الاقتصادي الذي يجعل من المجتمع الإسلامي مجتمعا يتحقق فيه الاكتفاء الذاتي ويرقى بالإنسان المسلم عن الذل والاضطهاد في سبيل الحصول على لقمة العيش .. كما نظم العلاقة في معاملات البيع والشراء والرهن والدين وتوزيع المواريث.(46)

•كما يجب تربية الأبناء على العلاقات الاجتماعية القائمة على منهج الإسلام من تراحم وتعاون وعفو وإغاثة الملهوف والتفريج على أهل الكروب .
التوصيات
أولاً: توصي الباحثة بضرورة التأكيد على دور المؤسسات المجتمعية التربوية المختلفة في التضافر مع الأسرة لتفعيل قيمة الوسطية بحياة الشباب.
1-حيث لابد من الاهتمام بتفعيل مناهج ومقررات التربية الإسلامية في المؤسسات التعليمية، والتخلي عن كونها مجرد نشاط لزيادة المعلومات الدينية، فلابد من توجيه المقررات للتأكيد على دور الأسرة بحياة الفرد وأهميتة توجيه الأب والأم وطاعتهما ،حيث لامصلحة لهما إلا نفع الإبناء .

2-التأكيد على دور المدارس والمعاهد والجامعات في ترسيخ قيمة الوسطية وذلك بتوافر المعلمين والمعلمات المعتدلين سلوكيا وفكريا وعقائديا، وبتوافر المناهج التي تبعد عن الغلو والتطرف والتعصب،وإتاحة مزيد من الحرية للطلاب في التعبير عن أنفسهم ،والإجابة عن استفساراتهم في المسائل الفقهية والدينية بتوافر العالم الذي يستطيع تقديم إجابات علمية وافية شافية لتوص لفقه النظرية الوسطية في التوفيق بين: العلم،والعبادة،والدعوة،وا لجهاد وبين كافة الأمور الحياتية الأخرى .
3-التأكيد على دور المساجد في توجيه أفراد المجتمع، لارتباطهم بأسرهم ، وفي هذا يجب تحقيق الأمور التالية:-
ا- تأكيد دور الدعاة في القيام بواجب الدعوة والتوجيه والوعية بضرورة إنتماء الفرد لأسرته ،وتأكيده بأنها الحصن الحصين، وبأن صلاح الفرد يرجع لصلاح أسرته وأن فساد الفرد يضر بعائلته كلها ،والتأكيد على قيمة الوسطية وكيفيه ترسيخها في نفوس الشباب في أحاديث موجهة للآباء والأمهات بالمساجد .
ب- ربط الأنشطة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها بالمساجد فتصبح أماكن تربية وتوجيه وتثقيف وإرشاد، وتكون مؤسسات اجتماعية للمناسبات المختلفة في حياة الناس آباء كانوا أو أبناء ، لتوعية الكبار ، ولتأكيد القيم والسلوكيات المتعلقة بالوسطية في أمور الحياة التي تلقاها الشاب بالأسرة ولآقتناعه بها وترسيخه لها في نفسه .
ج- التأكيد على دور العلماء الأجلاء بالمساجد لمعالجة موضوعات مهمة مثل:التعصب الديني، التعصب المذهبي والتأكيد على أن الإسلام قد حث على طلب العلم واحترام العلماء والمسارعة إلى أعمال الخير، ولم يهمل الإنسان في نفسه، فقد أمره بالصلاة وكان مفتاح الصلاة الوضوء، وهيكل الوضوء الطهارة في الجسم والملبس والمكان لتتحقق النظافة مظهراً أو مخبراً، كما حثه على التداوي وطلب الأسباب،وأمر بأكل الطيبات واجتناب الخبائث.
4- تفعيل دور المؤسسات المجتمعية الأخرى ،وقد تكون وسائل الإعلام على اختلافها سواء كانت مسموعة أو مرئية،وقد تكون الأندية الثقافية أو الأدبية، وقد تكون نوادي الشباب ومراكزهم ،أو المؤسسات المعنية بالصحة في المجتمع لتوعية الشباب من حيث عدم التفريط في الصحة والاهتمام بالنظافة وعدم الإفراط في الطعام، وكلها تطبيقات للمنهج الإسلامي الوسطي.
ثانياً: توصي الباحثة باستخدام الأسرة لأسلوب العقل والحوار في معالجة الغلو والتطرف والتخلي عن العنف "فالضغط والإرهاب والتعسف لا يزيد الغلو إلا مضاء وقوة وإصراراً، وهذا الضغط يعتبر من أكبر المسوغات لأولئك الغلاة" ، فينبغي إقامة الحوار البناء مع الأبناء الغلاة، على أسس شرعية، ولابد من ضوابط لهذا الحوار مع الأبناء هي :_
أ- أن يكون مبنياً على الثقة، فيكون العالم المناقش والمحاور محل ثقة المتهمين بالغلو.
ب- أن يعامل المتهمون بالغلو على أنهم متهمون، لا أنهم مدانون يقفون في ساحة محكمة.
جـ- أن يتوفر للطرفين حرية الحوار، فلا يملى على العالم جوانب الحوار، ولا يكون حوار المتهمين بالغلو في ظل القوة والعنف.
د- أن يكون القصد من الحوار البحث عن الحق، وليس جمع أدلة لإدانة المتهمين بالغلو .
ثالثا: كما توصي بأن يضطلع كل فرد بدوره بدلا من ضياع المسئولية، فالأم تبدأ بنفسها ،والأب يبدأ بنفسه والمعلم والداعية والمدرب وكل في موقعه، ليتعرف كل فرد على دوره التربوي في ترسيخ تلك القيمة حيث أن القدوة هي خير السبل لترسيخ القيم الحميدة.
رابعاً : توصي الباحثة بتوعية الأمهات بمراكز محو الأمية وتعليم الكبار بأسلوب الإنفاق وترشيد الاستهلاك، حيث تجهل الكثيرات أسلوب التطبيق العملي في التوسط في الإنفاق والاستهلاك.
خامساً : توصي الباحثة بتقديم منهج تربية الأولاد في الإسلام لطالبات الكليات على اختلاف أنواعها وتخصصاتها لتقديم المنهج الوسطي في تربية الأولاد للتخلي عن أسلوب القهر والاستبداد في التربية وأيضا التخلي عن إطلاق حرية الأبناء على الغارب.



رابط الموضوع : ط¯ظˆط± ط§ظ„ط£ط³ط±ط© ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ط© ظپظٹ طھظپط¹ظٹظ„ ظ‚ظٹظ…ط© ط§ظ„ظˆط³ط·ظٹط© (ظˆظژظƒظژط°ظژظ„ظگظƒظژ ط¬ظژط¹ظژظ„ظ’ظ†ظژط§ظƒظڈظ ظ’ ط£ظڈظ…ظ‘ظژط©ظ‹ ظˆظژط³ظژط·ظ‹ط§).143 ط§ظ„ط¨ظ‚ط±ط© - ط§ظ„ط³ظƒظٹظ†ط©