إيه إلي بيحصل في البلد دلوقتي ...... ؟؟؟؟
فتنة الاستفتاء كانت الطلقة الأولي في معركة فرق تسد بين القوي السياسية وإفساح المجال للتيار الديني بالظهور القوي وتسليط الضوء عليها للتخويف منها وهو ماخلق حالة الاستقطاب الحادة في المجتمع وأثار مايشبه حرب أهلية سياسية ثقافية للعودة إلي حالة التخندق الأيدلوجي ليعود كل إلي معاركه وأولوياته بعيداً عن أولويات الوطن
الكل أنشغل بمعارك وهمية وبعمل الأحزاب وافتتاح مقرات وإعلان برامج بل الاختلاف علي مرشحين الرئاسة و علي موعد الانتخابات لتصبح الساحة خالية لمن يرتب الأوراق ويعدها لإنتاج النظام القديم مع بعض التعديلات
ضحكوا علينا بفزاعة الدعوة للسكون وتجريم الاعتصامات الفئوية والتقليل من الجمع المليونية لعودة السياحة والاستثمار في حين لم يشغلوا أنفسهم بعودة الأمن والشرطة بصورة فعالة
أرتضي الشعب لنفسه أن يقوم بدور المغفل وأنه غير منتبه لما يحدث .. عندما تم فرض أربعة وزراء من النظام البائد علي حكومة عصام شرف وعليهم فوق البيعة الدكتور يحيي الجمل كذلك عندما شاهد حركة محافظين تقسم بكوته للجيش وكوته للشرطة وكوته لرجال النظام البائد
مازال المواطن المصري يحمي نفسه بنفسه ولننظر باهتمام لما كشفه أفراد ائتلاف ضباط الشرطة في عدد جريدة الشروق يوم16 مايو بأوامر لهم بعدم النزول للشارع
يصرخ الجميع ويتحدث عن الغياب الأمني والفوضي التي تسود الشارع والتركيز الإعلامي علي إبراز الحوادث التي تؤكد ذلك والمواطن البسيط يسأل ماذا عليه أن يفعل أليست هذه مهمة الأمن ومنع الفوضي هي مهمة الحكومة والمجلس العسكري أليس من وسائل الاستقرار التي تشجع علي الاستثمار هي سرعة البت في المحاكمات بدلاً من التطويل والمط والضبابية
ننظر إلي 1200 مصنع مغلق في المحلة من الذي أغلقهم ومن الذي لم يوفر القطن قصير التيلة لهم !!ومن الذي منع أصحابها من الاستيراد ولماذا لم يطمئنهم المجلس العسكري والحكومة ويصدر وزير المالية القرارات اللازمة لتشغيل المصانع …!
إذن فمن يصنع الكارثة الاقتصادية هم من يصرخون في وجوهنا ليل نهار بالتبشير بها وهم سببها بتقاعسهم عن إحداث الاستقرار اللازم المطلوب والذي ليس للمواطن البسيط دور فيه فهو صابر متحمل في حضارية ورغبة في إنجاح الثورة ولكن هناك من يدفعه للخروج عن شعوره وصبره حتي تتحقق الغاية وهي الانقلاب علي الثورة
إن السيناريو الأخطر ليس هو الفتنة الطائفية بل الفتنة الاقتصادية بجميع أجزائها الأمنية والإعلامية والسياسية بالتقاعس عن إصدار القرارات المطمئنة واتخاذ الإجراءات المطلوبة بدل من الندب والعويل وكأن المجلس العسكري يتحدث عن دولة أخري ليس هو من يديرها ووزير مالية ما هو دوره إلا لم يكن دوره الإبداع والتفكير في حل أزماتنا والقيام بمهامه التي ليس منها بالتأكيد التبشير بالخراب القادم ..!!
بعد أكثر من مائة يوم من الثورة تحت الضغط الجماهيري كل ما تم فعله مع رموز النظام الفاسد هو مساءلات حول الكسب غير المشروع مع من أبدي استعداده للكشف عن حسابه السري أو من سيتنازل عن أملاكه لتديرها الدولة أو غيرها من الحيل القانونية ..سيفرج عنه تباعاً ولا مانع من قضاء البعض بعض الوقت في بورتو طره معززاً مكرماً لا ينقصه سوي حمام جاكوزي بالسجن ..
ولتعلوا الأصوات بضرورة عودة هيبة الشرطة ولهذا تم الضرب بحق شباب الحركات السياسية بل ومازالت البلطجية أحد أسلحة وزارة الداخلية لتحقيق أهدافها إذن سيناريو حبيب العادلي الذي حاول تنفيذه بغشومية ينفذه الآن العيسوي بنعومة وتدريج وبهدوء وتناغم لا تخطئة العين مع الجهاز الإعلامي بصحفه وقنواته فالكل يعزف بعزف نغمة واحدة
الناشط الحقوقى / هيثم أبو خليل