الموضوع: الطنبور بين الهزيمه والعبور .

قصه قصيره تدور احداثها فى احدى قرى ارياف المنصوره ( بلده القاعده ) فى عام 1967
================================================== =======
فى وقت المغيب وعندما كانت الشمس تلقى باشعتها الذهبيه على سطح المياه وقف يحي (ابن العمده ) وجميله بجوار الطنبور تحت الجميزه .
جميله : تفتكر يا يحى ابوك هيوافق على جوازنا بعد كل الى بيحصل بينه وبين ابويا بسبب الطنابير
يحى: ان شاء الله ياجميله انا هكلمه واقول لامى تكلمه كمان وان كان ولابد هروح لعمتى سيسبان المنصوره واخليها تيجى تكلمه هيه ليها كلمه عليه.
جميله : والله انا منا عارفه ابوك بيعمل كده ليه مع اهالى البلد هوه يعنى ناقصه فلوس .
يحى : ربنا يهديه والله انا منا عارف اذا كانت الفلوس دى حرام ولا حلال . بقلك ايه يا جميله يلا بينه احسن حد يستعوقك ويدوروا عليك .

فى صباح اليوم التالى وفى دوار العمده حرفوش وفى اثناء تناوله للفطور يصيح احد الفلاحين قائلا
انا عاوز اقابل العمده ومش ماشى لما اقابله انشله السنه الى جايه .
يدخله الغفير والعمده حرفوش مازال يتناول فطوره ويصيح فيه قائلا
هوه فيه ايه ياولا جاك خابط تكنش الحرب قامت وانا معرفش
يرد الفلاح : هونه برده بفهم فى الحاجات دى يا عمده
حرفوش : امال عايز ايه
الفلاح : الطنبور يا عمده اجيب اجرته منين بس منته عارف البير وغطاه
حرفوش : امال يعنى عايز تاخد الطنبور ببلاش . الى ممعوش ميلزموش
الفلاح : والارض يا عمده تموت
حرفوش : متموت يا خويا وانا مالى . وان مكانش عاجبك السعر شوفلك طنبور فى حته تانيه
الفلاح : فين بس يا عمده منته عارف ان مفيش طنابير فى الزمام كله الا الطنابير بتاعتك
حرفوش : يبقه خلاص تدفع وانته زى الجزمه انا مش فاتحها تكيه .
هنا يرد يحى : خلاص يا ابه هيدفع زيه زى غيره . ويعطى اشاره للفلاح بالخروج ويخرج وراءه ثم يقول
معلهش يا عم الحاج انته عارف ابويا وان شاء الله الطنبور هيجيلك وادفع وقت متحب بس بينى وبينك
الفلاح : ربنا يبلرك فيك يابن انا مش عارف من غيرك انا كنت هعمل ايه
صوت حرفوش ياتى من الدوار مناديا على يحى
حرفوش : اسمع يا يحى النهارده تقول لاهل البلد ان سعر ايجار الطنابير بقه الضعف
يحى : ايوه يابا بس كده يبقه حرام هيه الناس هتجيب منين
حرفوش : حرمت عليك عيشتك انته معايا ولا معاهم
يحى : انا مع الحق ودول مهما كان اهلنا والطنابير دى لولا همه مش هتشتغل
حرفوش : انته تسمع الى بقلهولك من النهارده السعر بقه الضعف
يعلم اهل لقريه بالخبر فيقررون الاجتماع فى مسجد القريه
شيخ الجامع صائحا : اللهم اهدم طنابيره . اللهم افسد طنابيره . اللهم احرق طنابيره . والكل يامن من خلفه
احد الفلاحين : يا جماعه المشكله مش هتتحل بالدعاء بس لازم نشوف حل .
يرد اخر : واحنا يعن هنعمل ايه
صوت من اخر المسجد : يعنى ايه نعمل ايه احنه هنفضل سكتين كده لامته لحد ميبعونا فى سوق العبيد بسبب الطنابير
يرد اخر : وانته يعنى شايف نعمل ايه
يرد : احنا نطلع كلنا النهارده على الغيط ونسقى الارض بالطنابير وان حد اتعرض لنا يبقه امه داعيه عليه ولا ايه يا رجاله
يصيح الجميع : واحنا معاك كلنا يلا بينا يارجاله
يخرج الجميع فى اتجاه الحقل . ويعلم العمده حرفوش بذلك فيجمع الغفر ويذهب الى الحقل ايضا حتى التقى باهل القريه
ويصيح بهم : الى هيجى ناحيه الطنابير انا هضربه بالنار
احد الفلاحين : اياك فاهم يعنى ان احنا هنسيب الارض تموت عشان الطنابير بتاعتك
حرفوش : الى معاه يدفع هياخد الطنبور والى ممعهش مفيش طنبور
احد الفلاحين : احنا هنسقى غصبن عنك انته وغفرك وطنابيرك . يلا بينا يا رجاله
يذهب الجميع ناحيه الطنابير ويصيح حرفوش فى غفره : اضرب نار ياوله انته وهوه

فى هذه اللحظه يفيق الجميع على صوت دوى انفجار هائل فى ناحيه القريه ويصيح احدهم
اابلد بتتحرق يارجاله
ويصيح اخر : لا دى الطيارات بتضربها سامعين صوتها
اخر اكيد بيضربه القاعده الى عندنا . يادى النصيبه يلا بينا يارجاله نشوف البلد
يهرول الجميع الى البلده وقد اكلتها النيران عن بكره ابيها ذهب كل شىء الزرع والبيوت حتى الحيوانات .
يطمئن الفلاحين على ذويهم. قتل احد عشر رجلا وثمانيه نساء وسته اطفال بينهم جميله واخو يحى الصغير.
يشيع جثمان الشهداء فى موكب مهيب وبعده يتنادى شباب القريه فيما بينهم ويصممون على الاخذ بالثار ممن قتل اولادهم ورمل نساءهم وحرق زرعهم وهدم بيوتهم.
يذهب يحى الى والده ليخبره بالخبر فيجده منهارا يبكى بكاء حارا.
يحى : انا مسافر يابا
حرفوش : على فين يابنى
يحى : رايح انا وكل شباب البلد ناخد بطار اخويا وجميله وكل اهل البلد.
حرفوش : ربنا معاكه يابنى بس عايز اقلك حاجه لو منتصرتوش مترجعوش
يحى : ان شاء الله يابا بس انا عايز منك طلب قبل مسافر
حرفوش : خير يابنى
يحى : الطنابير يابا الى كانت سبب فى زعل كل اهل البلد منك تسيبهالهم لحد منبنى البلد من جديد وبعين يحلها ربنا
حرفوش : خلاص يابنى وربنا شهيد عليه ان انا متبرع بكل طنابيرى للبلد لحد متقف على رجليه تانى .
يسافر شباب القريه الى الجبهه ويبدا اهالى البلد فى بناء ماتهدم وزراعه ماحرق وبار وقاموا بتوزيع الطنابير على الاهالى كل واحد فى دوره تحت رعايه العمده حرفوش .
حتى جاءت اللحظه التى قام فيها الابطال باخذ الثار لكل الشهداء واعادوا الارض والعرض وعاد منهم من عاد واستشهد من استشهد .
واقامت البلده الافراح للعائدين وكان المكان هو دوار العمده حرفوش وفى وسط الشربات والزغاريد قال
حرفوش : انا كده عملت الى عليه يابلد وعليز طنابيرى
صاح الجميع فى صوت واحد : طنابير
تمت
السلطان ابو النجا الاول

ربنا يبارك فيك يا محمد باشا شكرا على المجامله يا باشا .

السلطان ابو النجا الاول