المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sab3aawy
فى تخيلى ان الطبقة المتوسطة، هوى الطبقة التى تمثل العمود الفقرى للمجتمع هى الطبقة التى يتميز افرادها بأنهم:
1- حصلوا على تعليم يؤهلهم لأن يكونوا اكثر الأفراد انتاجية فى المجتمع ويؤهلهم ليكى يكونوا قادة لمجموعات صغيرة من العاملين
2- من الناحية المادية يملكون ما يكفيهم على الأقل ، بمعنى ان اسرة الطبقة المتوسطة لابد ان يكون لها مأوى مناسب لا يقل عن مساحة عشرين متر مربع لكل فرد من افراد الأسرة (يعنى لو اسرة من اربعة افراد يبقى اقل مكان معقول لإقامتهم هو شقة 80 متر مربع) بما يسمح بحياه آدمية داخل المنزل ، ولابد ان يكون لديهم دخل يكفل للأسرة غذاء كافى وملبس لائق وتعليم معقول والقليل من الترفيه مثل اجهزة التليفزيون والدش وفرصة لرحلة تصييف صيفا وبعض الرحلات داخل اطار المدينة فى العطلات، وما يمكنهم من التنقل بأسلوب آدمى اما عن طريق استطاعة دفع تكاليف مواصلات مقبولة او امتلاك سيارة ايا كان نوعها او عمرها ، وهو ما اراه يمكن ان يتحقق حاليا بحد ادنى قدره ألف جنيه شهريا لكل فرد من افراد الأسرة (يعنى اسرة اربعة افراد لابد ان يكون مجموع دخول من يعولونها-سواء كان الأب وحده او الأب والأم- هو 4000 جنيه)
3- من الناحية الثقافية لابد ان يكون لديهم الحد الأدنى من الإلمام بكل مجريات واقعهم من الناحية السياسية والدينية والاقتصادية والبيئية والطبية.....الخ
فى كل المجتمعات المتحضرة تمثل هذة الطبقة عصب المجتمع، وفى المجتمعات الأكثر تحضرا -مثال مجتمعات غرب اوروبا- نجد ان الطبقة المتوسطة والتى تبدأ من حملة شهادات المدرسة العليا(ما يقابل ثانويتنا العامة) وصولا الى المديرين التنفيذيين فى الشركات الصغيرة والمتوسطة والكثير من اساتذة الجامعات، هى الطبقة التى تمثل الغالبية الساحقة للنسيج الإجتماعى، فالفقراء والمهمشين من اهل البلد والمقيمين الشرعيين لا يمثلون نسبة كبيرة ، وكذلك الطبقة العليا لاتمثل نسبة عددية كبيرة، ولذلك نجد انه فى ظل ديمقراطية غير مقيدة تكون الطبقة المتوسطة هى الطبقة الأكثر تأثيرا فى مجريات الأمور فى المجتمع، وهذا يدفع ولاه الأمر المنتخبين الى توجيه جل اهتمامهم وخدماتهم وسياساتهم لتحقيق رغبات الطبقة المتوسطة
وكلما ابتعد المجمتع عن سقف التحضر نجد الطبقة المتوسطة تضمحل وتتضائل لحساب كل من الطبقة الفقيرة والطبقة العليا، وهذا يقلل من اهتمام ولاه الأمر باحتياجات الطبقة المتوسطة وتركيز اهتمامهم باهتمامات الطبقات الأكثر سيطة او الأعلى صوتا، فبينما نجد ان مشكلة مثل تدنى مستوى التعليم التى تمثل احتياج هام للطبقة المتوسطة تعامل بحزم فى المجتمعات المتحضرة، فى حين انها قد يتم تهميشها تماما لحساب مشكلات اكثر اولوية تهم الطبقة الفقيرة مثل سعر الخبز الذ يهم الطبقة الفقيرة الأكثر عددا والأعلى صوتا فى المجتمعات الأبعد عن سقف الحضارة
وبينما انه فى المجتمعات المتحضر يكون الإنتقال من طبقات دنيا الى الطبقة المتوسطة سهلا يستلزم بعض الإجتهاد فى التعلم والعمل والسقوط منها صعبا حيث يصعب فقد ما اكتسب من علم، نحد العكس هو الصحيح فى المجتمعات الأقل تحضرا حيث يبقى افراد الطبقة المتوسطة فى المجمعات الأقل تحضرا يجاهدون ويحاربون لكى لا تنزلق اقدامهم لطبقة المعوذين، وهذا الجهاد يستنزفهم، حتى انهم لا يحلمون ابدا بأى انتقال للأعلى، لكن مجرد البقاء فى مكانهم من السلم الإجتماعى يعتبر انجازا فى عصور البعد عن التحضر،