شرف يوقع مع الوليد بن طلال عقد أرض توشكى بعد استرداد الدولة 75 ألف فدان
منقول من الدستور الأصلى.
.................................................. ......................................*
شهد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء اليوم مراسم التوقيع النهائى بين وزارة الزراعة وشركة المملكة التى يرأسها الامير الوليد بن طلال بشأن أرض توشكى.
ووقع الاتفاق عن الجانب المصرى وزير الزراعة ايمن فريد ابو حديد وعن شركة المملكة الامير الوليد بن طلال.
وقد وضعت الاتفاقية الجديدة بين وزارة الزراعة وشركة "المملكة" للتنمية الزراعية التي يرأسها الأمير الوليد بن طلال بالتراضي حلا للخلاف بين الطرفين بعد إلغاء العقد القديم الذي وقع في ظل النظام السابق وبمقتضاه تم تخيصيص 100 ألف فدان للشركة السعودية، حيث أبدى مجلس الدولة العديد من الملاحظات عليه لتضمنه شروطا مجحفة بحق مصر.
ووفقا لتلك الاتفاقية الجديدة يخصص للشركة 25 ألف فدان من المساحة السابقة منها 10 آلاف فدان مزروعة حاليا و15 ألفا كحق انتفاع تؤول للشركة بعد إتمام زراعتها مع استرداد الدولة لمساحة 75 ألف فدان.
ووصف الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء ـ في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الأمير الوليد بن طلال عقب التوقيع على العقد النهائي ـ الاتفاقية بأنها تعبر عن اهتمام الحكومة وحرصها أولا على تصحيح الأخطاءالمرتبطة بالعقود والمعاملات التجارية والاستثمارية التي أبرمتها حكومات النظام السابق من أجل تلافي ما يمكن أن تتضمنه من إجحاف بحقوق مصر، وثانيا إعطاء دفعة قوية للاستثمار في مجال الزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر من الحبوب والمواد الغذائية.
وأثنى رئيس الوزراء على تفهم الأمير بن طلال أحد أكبر المستثمرين في العالم لوجهة النظر المصرية وحرصه على حل المشكلة بالطرق الودية بعيدا عن اللجوء إلى التحكيم الدولي، وذلك تقديرا منه لمكانة مصر وطبيعة الظروف التي تمر بها حاليا.
وأكد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء أن توقيع عقد توشكى يمثل صياغة تعاقدية قانونية تعبر عن نهج الحكومة لتشجيع الاستثمارات العربية والاجنبية.
وقال شرف ـ خلال المؤتمر الصحفي ـ "إن هذا يأتي من خلال اتباع آليات التفاوض الودي للوصول إلى حلول مرضية للطرفين بما يتفق مع قوانين الدولة، ويعد نموذحا يمكن وضعه في الاعتبار كحل قانوني مما يجعله مثالا يحتذى به لحل أي قضية أخرى معلقة بما يخدم المصلحة العليا للدولة ومصلحة المستثمر.
وأضاف أن التسوية الودية جاءت كثمرة أولى للجنة التسويات التي تم تشكيلها بموجب قرار من مجلس الوزراء، وسوف تتيح آليه لأي مستثمر الوسيلة الفعالة التي تحفظ حقوق المستثمرين، وحقوق الدولة وتنشأ علاقة مستدامة قائمة على أساس تشجيع الاستثمار، ودعم الاقتصاد الوطني وتوطيد العلاقات مع الأشقاء، وتأتي على رأسها المملكة العربية السعودية.
وأكد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء أن من أهم الأهداف ما بعد ثورة 25 يناير هو جذب الاستثمارات العربية على أساس من الشفافية ووفقا لقواعد القانون المصري.
وفي هذا الصدد، قال شرف "أتوجه إلى كافة المستثمرين برسالة ثقة سوف أرعاها شخصيا ويرعاها مجلس الوزراء بكافة هيئاته وتذليل كافة العقبات التي يواجهونها".
كما توجه برسالة موازية لرجال الأعمال المصريين والأجانب بوقوف مجلس الوزراء معهم لتحقيق الأهداف المشتركة من أجل النهوض بالاقتصاد الوطني .. مشيرا إلى أن كافة المؤشرات الاقتصاد المصري وأركانه تبين سلامته وأظهرت قدرته على الصعود وتحقيق أهدافه.
وأضاف رئيس الوزراء أن التعاقد الذي تم اليوم بخصوص توشكى يؤكد حرص الاستثمار العربي على التفاعل الإيجابي مع مقتضيات ما بعد الثورة المصرية وحرصه على نجاحها وتحقيق أهدافها الاقتصادية وإصرارها على التواجد بالسوق المصرية.
من جانبه، قال الأمير الوليد بن طلال رئيس شركة "المملكة" للتنمية الزراعية إنه وقع على عقد جديد خاص بتوشكى بعد الجدل الذي استمر لعدة شهور .. موضحا أنه تم فتح صفحة جديدة مع الحكومة المصرية بعد توقيع العقد الجديد.
وأضاف أنه سيتم استصلاح 25 ألف فدان تم الاتفاق عليها في العقد الجديد .. مشيرا إلى أنه تم التوقيع على العقد في إطار توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والأمير طلال بن عبدالعزيز، حيث إنهما يحثان على الاستثمار في مصر من خلال الاستثمار الفندقي والمصرفي والإعلامي والزارعي.
ودعا طلال كافة المستثمرين العرب والأجانب إلى العودة للاستثمار في مصر مرة أخرى، لاسيما وأن مصر بعد ثورة 25 يناير واستقرار الأمن بها هي أرض واعدة كما كانت في السابق.
كما رحب رجل الأعمال السعودي بجهود المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بالإضافة إلى الوزراء المعنيين كل في اختصاصه من أجل النهوض بمصر، لاسيما بعد الثورة.
وأكد الأمير الوليد بن طلال استعداد شركة المملكة لتقديم أي دعم لمصر طبقا لتوجيهات الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والأمير طلال بن عبدالعزيز.
وردا على سؤال حول تفاصيل التعاقد الذي تم بين وزارة الزراعة وشركة "المملكة" للتنمية الزراعية، قال الأمير الوليد بن طلال "تنازلت بصدر رحب عن 75 ألف فدان لمصر ولشعب الثورة" .. مشددا على أنه ما هو موجود لدى شعب الثورة كأنه موجود لدى شركة المملكة.
وأضاف أن كافة التفاصيل ستعلن غدا الأربعاء من خلال شركة المملكة بالقاهرة لإعلان كافة البنود والتفاصيل .. مؤكدا أنه حضر توقيع العقد بعد اللغط الكبير الذي حدث خلال الفترة الماضية .. مشيرا إلى حرصه وحرص الحكومة السعودية والأشقاء العرب على الاستثمار بمصر في كافة المجالات السياحية والفندقية والمصرفية والإعلامية.
ودعا رئيس شركة "المملكة" للتنمية الزراعية المستثمرين العرب والأجانب للاستثمار بمصر في أسرع وقت ممكن .. مؤكدا استعداده لتقديم الدعم الكامل لمصر التي تشهد نهضة حقيقة الآن، ومشيدا بالقيادة الحكيمة للمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء.
