الموضوع: الدلدول الصغنون-

يتفق معى الكثيرين او يختلفوا انها نماذج موجودة فى الحياة واحجامهم صغيرة قياسا بغيرهم-لان غيرهم اصحاب مبداء يعرفون متى ولماذا تكون ال ( لا )

الدلاديل !!!







كل إنسان ألغي من قاموسه الخاص كلمة ( لا ) !! ومشي في طول البلاد وعرضها يعلن قبول كل شئ !! والرضا عن أي شئ !! والسير وراء كل شئ !! يُقنع نفسه بالخطأ واللا شئ !! طمعا في أي شئ !! وحتي يدفع عن نفسه أي شئ ..... وقد حصر بلاغة اللغة في ( نعم ) و ( حاضر ) و ( تحت أمرك !! ) هو في حقيقة أمره ليس أكثر من ( دلدول ) كما تصفه بذلك العامية المصرية !! ولعلها اقتبسته من العربية الفصحي وهو قريب من الدُّلْدُل الذي هو ذكر القنفذ وسُمي بذلك لأَنه أكثر ما يظهر بالليل ولأَنه يُخْفِي رأْسه في جسده ما استطاع !!! وهو من ( دَلْدَل ) في الأَرض أي ذَهَب. ومَرَّ يُدَلْدِل ويَتَدَلْدَل في مشيه إِذا اضطرب !! وهكذا ( الدلدول ) يخفي رأسه دائما إما لإحساسه بالذلة والصغار وإما لضعف حجته وسوء فعله !! وهو في كل أحواله مضطرب متأرجح !! ولا يجد مخرجا لهذا الحال إلا أن يطبع حياته بكلمات ( نعم – تحت أمرك ) هربا من رجولته المفقودة والتي تشعره دائما بوخز الضمير !! كلما وجد حوله أناسا يقولون لكل قبيح : لا ؛ ولكل ظالم : لا !! . بينما يأخذ الزمان في كل يوم يمر به قطعة من كرامته ورجولته !! ويزداد الآخرون هيبة وقوة ووقارا !!.



وإن سألتُك أجبتني !!



ولعل توني بلير هو النموذج الأكثر فجاجة للدلدول الدولي !! والذي ترك نفسه للغول الأمريكي يصنع به ما يشاء !! فانقلب منظرا للسياسة الأمريكية ومبررا لأفعالها !! ومجملا لقبح نتاجها !! بل وسفيرا فوق العادة لسياسة الذبح والانتقام الأمريكي !! وهو ما دفع ثمنه غاليا بسقوط هيبته أمام شعبه حتي صار مثلا لضعف الشخصية ودناءة الغاية !! وفاز بلا منازع بلقب ( الدلدول ) الذي لم يتجرأ يوما أن يقول ( لا ) لأسياده ؛ فأصبح عبدا لا كرامة له حتي ملَّه شعبُه !! ...



وعندنا دلاديل كُثُر !!

لا يقولون ( لا ) أبداً !!



وإلا فبأي حال تصف هذا الرجل الذي يملأ الدنيا ضجيجا حتي يجمل وجه الظالم !! بل ويبالغ في غيه ويذكره بما وصف به التاريخُ عمرَ وثلة العادلين !! وكأن هذا ( الدلدول ) لا يري الظلم وقد أحاط بكل الناس من جميع جوانبهم !! ؛ ولكن كيف يري المظلومين مَن حَكَمَ كل قضاة مصر بأنه مُزَوِر ومقعده النيابي مدنس وملطخ بالعار !!..

وكيف تصف آخر من المتخصصين في الدستور والقانون !! ثم يخُط بيديه جريمة دستورية نكراء تضع البلاد والعباد في مأزق وضيق !! وكل هذا من أجل فرد واحد !! وحلم رجل واحد !! طمعا في الحفاظ علي جاهه وبحر العطايا !! ؛ ونسي هذا ( الدلدول ) أن تهمة إهدار كرامة الشعوب لا تسقط بالتقادم !! وأنه علي بُعد خطوة أو خطوتين من حساب شديد !! .

أو كالذي خرج علينا في زينته !! وقد صار ذا بأس بعدما احتكر الحديد وصناعته !! وقال كسلفه القديم " إنما أوتيته علي علم عندي !! " ينفق المال بالأذرع والأمتار ! حتي لا يسقط الفكر القديم والجديد فتضيع الأحلام !! ...

وهذا وهذا وذاك !! بل هؤلاء وأولئك !! كلهم دلاديل إن عرفت اللغة هذه اللفظة وكان لها ( جمع ) كالذي ذكرناه !! ...



فمن يقول لا :



ومما أتذكره أن الراحل مصطفي أمين قد كتب روايته الشهيرة ( لا ) ليقول في نهايتها ما خرج به من عبرة الزمن والسنين في كون كلمة ( لا ) هي أغلي مفردات اللغة العربية لأنها قد تكلف صاحبها حياته !! ولكنها تشعره بإنسانيته وكرامته عندما يفجر بها بركان الغضب الكامن علي صدره !! .؛ بل هي الكلمة التي سماها العبقري مصطفي صادق الرافعي بـ ( عقدة حبل المشنقة ) !! وهي كذلك !! وتحدثك سير أهل المقاومة والجهاد والرفض بصدق توصيف الرجل وعمق معانيه !

ومهما اختلفتَ مع أمل دنقل وأشعاره فإنك ستجد كلمة ( لا ) هي أجمل كلماته لما قال :

من قال " لا " في وجه من قالوا " نعم "
من علم الإنسان تمزيق العدم
من قال " لا " فلم يمت ،
وظل روحا عبقرية الألم ...



إن كلمة ( لا ) هي مشروع ثقافي مقاوِم بحد ذاتها !! ولو نجحنا في تعميق جذورها في شعوبنا فستسترد الكثير من هيبتها المفقودة وكرامتها المهدرة ! وسيقل حجم وعدد ( الدلاديل ) القابعين فوق صدورنا والذين لم نر منهم غير المهانة و ( قلة القيمة ) .

إنها ثقافة عُمَرية أصيلة لما قال : ( يعجبني الرجل إذا سيم الخسف أن يقول بملء فيه ( فمه ) : لا )

فمتي نقولها .........( هذا الموضوع منقول ولا اقصد ابدا احدا بعينة)............ يرحمكم الله !!