تانية تانى تتحرك

انتبه الطفل الصغير من سرحانه على هذا النداء المزعج

فقد قطع عليه الصوت الاجش للاستاذ شعبان استاذ التربية الرياضية و المسئول عن تنظيم طابور الصباح احلامه الوردية عن عطلة نهاية الاسبوع

بسرعة

كان هذا هو النداء الثانى و لكن بصوت كالرعد

انطلق جميع الطلبة الى فصولهم

يدخل الطفل الصغير الى فصله و يبدء الحديث مع زملائه

يرغى

و يرغى

و يستمر فى الرغى

قبل متيجى مدرسة الفصل و تبتدى المعركة المعهودة

مين اللى معملش الواجب

مين عمل

ايه نكش الفراخ ده

هو الخط نازل يشرب من البحر ليه

و المحصلة المعهودة

علقة محترمة للجميع

الا من رحم ربى من الشاطرين

المنظمين

المنمقين

و يبتدى اليوم الدراسى

ولا يزال الفتى يمارس هوايته المفضلة فى السرحان

ليفيق على صوت المدرسة المترصد

كمل
الطفل: اكمل ايه

المدرسة : كمل بعد اخر كلمة وقف عندها زميلك

الطفل و هو ادرك انه و قع فى الفخ

مش عارف هو وقف فين

المدرسة: عشان تبطل سرحان افتح ايدك

الطفل: لا مش فاتح انا اضربت و انا كنت عامل الواجب فمش هضرب تانى

المدرسة: طب قدامى على ابلة النظرة و هى تشوف شغلها معاك

الطفل مرتعدا: مبلاش ابله الناظرة

المدرسة لا اطلع قدامى

يتغير المشهد و ها هو طفلنا يقف امام الكائن الاسطورى المسمى ابله الناظرة و هى ترمقه بنظرات مرعبه

بينما هى تستمع لحكاية المدرسة عن هذا المشاغب

ابله الناظرة: طب سيبوهولى

الطفل متمسكا بمدرسته :لاااااااااااااااااا بلاش تسيبنى هنا

الناظرة مهددة: تقعد هنا ولا تروح اودة الفيران

الطفل: لا ودينى اودة الفيرا ن احسن

يائسة تحاول المدرسة ان تكتم ضحكتا التى ترتسم على وجهها

بينما الناظرة ترمقها بنظرات نارية

الناظرة مذهولة : انت صحيح عيل مشاغب

الطفل صارخا : مشاغب مشاغب رجعونى فصلى

الناظرة محتوية للموقف: طب اعتذر للمدرسة

الطفل: اعتذر عن ايه

الناظرة: عن سرحانك يا لمض

الطفل محرجا: انا اسف مش هاسرح تانى

المدرسة طب قدامى على الفصل

يعود الطفل مع مدرسته التى لا تزال تضحك منذ خروجها من غرفة الناظرة


ينظر لها الطفل ببراءة: هو حضرتك بتضحكى ليه

المدرسة: مفيش يا غلباوى اسبقنى على الفصل

ينطلق الطفل الى فصله محاولا استثمار فرق الوقت فى مزيد من الرغى

على طريقة شوفتو ايه اللى حصل

بينما تقوم المدرسة بنقل الحوار الذى تم لجميع من فى المدرسة

ترجع المدرسة الى فصلها و تواصل الدرس

تتوالى الحصص

ويعاود الطفل خياله المشوب هذه المرة بالحذر

فهاهو يضع اصبعه على الكلمات كى لاتفاجئه المدرسة مرة اخرى

بينما ذهنه فى عالم اخر

فاليوم الخميس و هو يسافر لقريتهم كل خميس مع اهله

هم من الريف

و هو لا يعرف معنى اللهو الا مع ابناء عمومته

انه يومه المفضل

تاتى الحصة الاخيرة

لكنه ينتبه لهذه الحصة

فالدرس مختلف

درس عن حرب

انه عن الاخ الجندى الذى يعود من الحرب

و يرى اخاه صندوق

انه صندوق مملوء بالصور

صور لدبابات

و طائرات

تقول المدرسة ان الحرب كانت لتحرير الارض المغتصبة

تحكى حكايات
يتمنى الطفل ان لا تنتهى الحصة

فاخيرا يجد ما يجذبه

يقطع جرس المرواح متعته

لأول مرة كان يتمنى الا يدق هذا الجرس لتتوالى الحكايات

و يعود الطفل مسرعا الى منزله

و تنطلق اسرته لتلحق بالقطار

و هو لايزال عقله مشغول

يسأل والده عن هذه الحرب

فيشرد بنظره بعيدا

يعاود الطفل السؤال

هل حاربت يابى

الوالد : نعم حاربت

الطفل : هل حارب اعمامى

الوالد : بل حارب ابناء عمى

الا ترى عمك عيد

الطفل متعجبا و كيف يحارب و هو يمشى بصعوبة

لقد كان يمشى فلا يسبقه احد الا انه اصيب

فاصبح يمشى كما تراه

و طوال الطريق يسأل الطفل اباه عن الحرب

و الاب يجيب

يصلون قريتهم و على عكس العادة ينطلق الطفل لمنازل ابناء عم ابيه بحثا عن مزيد من الحكايات

يذهب لعمه عيد

يفتح كتبه ليريه ماذا اخذ فى المدرسة و ليسمع مزيدا من الحكايات

العم: ماذا فى هذا الدرس

الطفل: انه درس عن الحرب و به صور و حكايات

و اريدك ان تحكى لى المزيد من الحكايات

ينظر العم حزينا الى ساقه

ثم يلتفت الى الطفل

اجل ساحكى لك

فلعلك فى يوم تستطيع التغيير

فما تبقى لنا هو الصور والحكايات