مينفعش

**amado ibrahim** · 03-07-2011 03:50 PM

وقف الرجل الذى يبدو عليه علامات الحيرة ينظر الى ذلك المحل من محلات وسط البلد

يبدو على المحل من الخارج علامات القدم

فهذا الطراز الكلاسيكى من المعمار من الخارج

بالاضافة الى اليافطة التى تحتل الواجهة بحروف لاتينية مميزة

يخطو الرجل الى داخل المحل

يبدو السكون بالداخل

يتامل فى الاثاث البسيط فى جنبات المحل

اتفضل

انتبه الرجل من تأمله على هذه العبارة

يلتفت الرجل ليجد رجل مسن لا تستطيع تحديد عمره بسهولة

فهذا الوجه الملىء بالتجاعيد الممزوجة بتلك النظرات الثاقبة

بالاضافة الى علامات الصلابة التى تستشعرها بمجرد مصافحته

تجعلك فى حيرة فى تحديد عمر صاحبه

اقدر اساعد حضرتك

انتبه الرجل من انشغاله فى محاولة تحديد عمر صاحب المحل

اجل اريد منك تفصيل هذه القماشة

يتامله صاحب المحل الرجل بعناية

لكن التصميمات التى لدينا غير منتشرة حاليا

فاعذرنى فى سؤالى كيف استدللت على المحل ام انها المصادفة

الرجل: لا يا سيدى انها ليست مصادفة

انه احد زملائى القدامى

يتامله صاحب المحل مرة اخرى بتلك النظرات العميقة

سيدى اننا نعرف زبائننا بالاسم فمن هو زميلك الذى تقصده

الرجل: ان الامر قديم يعود لعقود طويلة

صاحب المحل: لقد اثرت فضولى يا سيدى فمن هو زميلك

الرجل: الاستاذ فارس هل تذكره

صاحب المحل: تبدو عليه علمات الشرود كمن يحاول ان يستحضر الاسم من ذاكرته

الاستاذ فارس

الاستاذ فارس

اجل تذكرته

انه شخص مميز كما ان تعامله معنا لا ينسى

اعذرنى سيدى على ذاكرتى التى اصابها الوهن

لكن بالفعل انه تعامل يعود لعقود

لا زلت اذكر هذه القماشة التى احضرها

كانت خامة رائعة لم اصادف مثلها

لقد فصلت منها للاستاذ فارس اروع بدلة صنعتها يدى

الرجل: ولهذا السبب انا هنا اليوم

انى اريد ان تكون لى مثل هذه البدلة الرائعة

صاحب المحل: من فضلك دعنى ارى هذه القماشة

يعطيه الرجل القماشة

يتفحص صاحب المحل خامة القماشة بكل دقة

تبدو عليه علامات الامتعاض

صاحب المحل: سيدى ان هذه القماشة المهترئة لا تصلح للتفصيل

الرجل: كيف هذا انها من نوع باهظ الثمن

صاحب المحل: هذه هى الحقيقة ان هذه النوعية لا طائل من تفصيلها

الرجل: و العمل
من فضلك استخدم كل قدراتك لتصنع منها ثوب رائع
ابذل كل جهدك و سأعطيك المبلغ الذى تطلبه
لقد اخبرنى الاستاذ فارس انك الافضل فى مصر

صاحب المحل: سيدى قد اكون الافضل و لكن ما العمل و القماشة مهترئة لا تصلح للتفصيل

الرجل : وهو تبدو عليه علامات اليأس المزوج بالغضب
سأذهب بها الى من هو افضل منك ليستطيع تفصيلها
يجب ان استفيد بهذه القماشة
حتى لو فصلتها ملابس داخلية

صاحب المحل (مبتسما ): صدقنى يا سيدى انها قماشة مهترئة
فهى لا تصلح حتى لستر العورة
فكما يقول اولاد البلد
فالمتغطى بيها عريان

ينظر الرجل الى صاحب المحل ساخطا ثم ينصرف

بينما صاحب المحل يردد ربنا يسامحك يا استاذ فارس

**hobiko** · 03-07-2011 04:21 PM

ممممم ..........

طب نعمل ايه فى القماشة ؟؟؟

**aif** · 03-07-2011 04:45 PM

باقي الحكاية من وجهة نظري المتواضعة
...
وذهب الرجل الى ترزي آخر ... وآخر .... وآخر
ذهب الي جميع الترزية المحترمين في البلد
وكان رأيهم مخالف لرأي الرجل العجوز صاحب المحل
...
وفي النهاية
لقد كانت القماشة جيدة .... لكن الرجل العجوز كان يرى غير ذلك
لقد خانه بصره
كان العيب في بصر الرجل وليس في القماشة
كان يري عكس ما يراه الجميع
ورغم ذلك فقد كان عناده يقوده الى ان يصر على رأيه برغم ان الجميع حوله لا يوافقون عليه
ولما احتكمو الى مجلس الترزية في المقهى الذي يتقابلون فيه ... واتفق الجميع على احترام القرار الذي يصدره المجلس
واتفق الغالبية العظمى منهم على جودة القماش .... باغلبية كاسحة
وبرغم ذلك ظل الرجل العجوز غارقا في احلامه
وبدلا من ان يغير نظارته القديمة التي اصبحت لا تصلح للاستخدام ....اصر على ان باقي الناس هو الذين لا يبصرون
واخذ الزبون القماش الى ترزي آخر مشهود له بالكفاءة وفصل له البدلة على افضل ما يكون
وذهب الرجل وهو يرتدي البدلة الى حفل كبير في احد الفنادق وكان موضع ثناء الجميع بأناقته .... وفجأة لمح الترزي العجوز وهو ما زال يصر ان القماش ردئ .... مافيش فايدة

**sharpen** · 03-07-2011 05:12 PM

**amado ibrahim** · 03-07-2011 06:36 PM

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aif

باقي الحكاية من وجهة نظري المتواضعة
...
وذهب الرجل الى ترزي آخر ... وآخر .... وآخر
ذهب الي جميع الترزية المحترمين في البلد
وكان رأيهم مخالف لرأي الرجل العجوز صاحب المحل
...
وفي النهاية
لقد كانت القماشة جيدة .... لكن الرجل العجوز كان يرى غير ذلك
لقد خانه بصره
كان العيب في بصر الرجل وليس في القماشة
كان يري عكس ما يراه الجميع
ورغم ذلك فقد كان عناده يقوده الى ان يصر على رأيه برغم ان الجميع حوله لا يوافقون عليه
ولما احتكمو الى مجلس الترزية في المقهى الذي يتقابلون فيه ... واتفق الجميع على احترام القرار الذي يصدره المجلس
واتفق الغالبية العظمى منهم على جودة القماش .... باغلبية كاسحة
وبرغم ذلك ظل الرجل العجوز غارقا في احلامه
وبدلا من ان يغير نظارته القديمة التي اصبحت لا تصلح للاستخدام ....اصر على ان باقي الناس هو الذين لا يبصرون
واخذ الزبون القماش الى ترزي آخر مشهود له بالكفاءة وفصل له البدلة على افضل ما يكون
وذهب الرجل وهو يرتدي البدلة الى حفل كبير في احد الفنادق وكان موضع ثناء الجميع بأناقته .... وفجأة لمح الترزي العجوز وهو ما زال يصر ان القماش ردئ .... مافيش فايدة

شرحت وجهة نظر حضرتك لصاحب المحل فاخبرنى بالقصة التالية

هناك قصة أوروبية قديمة عن طفل برىء لم يمنعه اتفاق المجتمع عن قول رأيه بصراحة مدوية ..

قصة تبدأ بخياط ماكر عرض على السلطان خياطة ثوب عجيب غريب لا يراه غير المخلصين من وزرائه والأوفياء من شعبه ..

وعلى الفور أعجب السلطان بالفكرة كونه لن يلبس فقط ثوبا مميزا ، بل وسيحصل على (أداة استخباراتية) تكشف عن العملاء والخونة حوله.

غير أن الموعد اقترب ولم يسمع شيئا من الخياط فأرسل حاجبه ليطمئن على ثوبه الخفي ..

وحين طرق الباب فتحت زوجته وأخبرته أن زوجها منهمك في إضافة اللمسات الأخيرة على الثوب .

وحين شعر الخياط بحضور الحاجب جلس على كرسيه وتظاهر بإمساك قماش خفي يتناقله بين يديه ويدخل فيه إبرة وخيطا يموجهما في الهواء !!

ولإضفاء تأثير أقوى أخذت الزوجه تبدي ملاحظاتها على الثوب وتسأل الحاجب عن رأيه .. وبطبيعة الحال لم ير الحاجب شيئا

ولكنه خشي من عدم امتلاكه "للولاء الكافي" فبدأ بمجاراة الزوجة والإطراء على جمال القماش ودقة الخياطة وجمال النقشة ووو ...!

وحين أخبر السلطان بما رأى زاد تعلقه بالثوب فأمر وزيره الأول (الذي سمع رأي الحاجب) بالذهاب بنفسه ليرى الثوب ويبدي رأيه فيه ..

وكما حصل مع الحاجب خشي الوزير من تهمة الخيانة (ناهيك عن وضع نفسه في موضع أقل من الحاجب ) فعاد إلى السلطان مؤكدا على جمال الثوب وكيف أصبح تحفة فنية لا تليق بغير جلالته ...

وشيئا فشيئا انتشر الخبر في بلاط السلطان فأصبح الوزراء يتسللون خفية لرؤية الثوب ويعود كل منهم بكلمات أكثر مبالغة وإطراء - وفي داخل كل منهم خوف من الاتهام بالخيانة لعدم رؤيته.

وعندما حان الوقت - لعرض الثوب على السلطان شخصيا - حضر الجميع لسماع رأيه ومجاراته فيما سيقول ..

وبكل فخر دخل الخياط متبخترا ورافعا يديه في الهواء (وكأنه يرفع الثوب عن الأرض) في حين أخذت زوجته تحرك يديها من الأسفل للأعلى (وكأنها ترفع ما انسدل منه) والشعب منهمك في التصفيق ...

وبطبيعة الحال لم ير السلطان شيئا ؛ ولكن كافة العيون كانت متوجهة إليه فشك في نفسه وكذب عينيه وقال بعد صمت طويل : "جميل" ..

وهكذا حصل الثوب على "شهادة" بالحضور والتواجد في العالم المادي - وكل من ينكر هذه "الحقيقة" يتهم بالخيانة وعدم الولاء !!

... وفي موعد الاحتفال المقرر خرج السلطان على شرفة القصر لتحية الشعب وهو عار تماما فحياه الشعب بالمثل وفي داخل كل منهم خوف من إخباره - أو حتى إخبار من بجانبه - بالحقيقة ..

وما فاقم لديهم حالة الشك أن وزراء السلطان أنفسهم كانوا - بين الحين والآخر - يتصنعون ترتيب أطراف الثوب وإزالة ما علق عليه من تراب وأوساخ ..

وحين رفع السلطان يديه ليتحدث صمت الجميع - وساد هدوء تام -

لدرجة لم يبق سوى صوت طفل كان يصرخ منذ البداية : يا سيدي أنت لا تلبس شيئا على الإطلاق !!

تقبل تحياتى و احترامى لشخصكم الكريم