بالنسبة لموضوع ان القرآن سيحفظ اللغة العربية فهذا هو السبب اننى قلت انها لن تندثر ولكن ستلحق باللاتينية
ثانيا انها فى المرحلة الحالية تستخدم للكتابة فقط ولكن فى مراحل سابقة كانت هى لغة التحدث والكتابة فى عاصمة دولة الخلافة الإسلامية ولكنها بالفعل كفت عن ان تكون لغة للحديث فى اى مكان فى العالم سوى فى نشرات الأخبار والخطابات الرسمية، وحتى كلغة كتابة فأنها اصبحت تعتبر اسلوب راقى جدا للكتابة يستطيع البعض فهمه ولا يستطيع الكثيرون فهمه ، ومن يستطيعون استخدامه للكتابة اقل ممن يستطيعون فهمه، وهو بالضبط ما مرت به اللاتينية منذ خمسة قرون مضت ، وان لم تحدث معجزة تغير مجرى حياه الكون فالعربية ماضية باصرار فى نفس الطريق ، وقد تعمدت الاشارة الى ان الغالبية الساحقة من المسلمين لا تعرف العربية للأشارة الى ان كون اللغة العربية باقية للأبد باعتبارها الوعاء اللغوى للقرآن الكريم لا يعنى بقاءها للأبد كلغة للتفاهم بين البشر فبقاء الإسلام لا يستلزم بالضرورة بقاء العرب كفكرة قومية ، وحتى الفكر القومى العربى الذى كان سائدا فى الستينات اندثر الآن لصالح فكرتين متنازعتين احدهما تقوم على الهوية الأيديولوجية او الهوية الوطنيه، يعنى لو سألت واحد من عامة المصريين النهاردة انت انتماءك ايه، ام هيقول لك انا مصرى او هيقول لك انا مسلم، لكن مفيش واحد هيقول انا عربى، وبالتالى من الجائز جدا تحت اى ظروف ان تندثر نهائيا فكرة الإنتماء العربى-الهشة جدا حاليا- ومعها فكرة التمسك بالحديث باللغة العربية ولا علاقة للإنتماء الإسلامى بذلك، فكما ذكرنا ان الغالبية الساحقة من مسلمى العالم اليوم لا تعرف العربية ولا يرون فى عدم معرفتها نقصانا لدينهم، وبالتالى لو انهدم الحجر الأخير فى فكرة الأنتماء العربى المتهاوية فستلحق العربية باللاتينية كوعاء فكرى لحفظ العلوم والنصوص السماوية غير مستخدم فى الحياه اليومية
من حقنا بالطبع ان تميل عواطفنا ناحية لغتنا الأم وان انتصور انها قادرة بذاتها على تحقيق المعجزات، لكن الله تعالى خلق الكون وخلق له نظامه الذى يسير به، ومن ضمن نواميس الكون التى تعلمناها من حركة التاريخ ان اللغة وعاء فكرى لا يتوقف عن التطور ، يقوى ويفرض نفسه بقوه اصحابه ويندثر باندثارهم او تبعيتهم لغيرهم ، ستبقى العربية ما بقى القرآن الكريم ، لكن بمسارها الحالى فبالفعل ستخرج من اطار التعاملات اليومية نهائيا فيما لا يزيد عن قرنين من الزمان
المفضلات