النهاية المشئومة لثورة 25 يناير – سيناريو مذبحة ميدان السماء
النهاية المشئومة لثورة 25 يناير – سيناريو مذبحة ميدان السماء
أطلق الزعيم الصيني زياوبينغ عام 1978 سلسلة من الاصلاحات الاقتصادية والسياسية، أدت هذه الاصلاحات إلى التحول التدريجي إلى اقتصاد السوق، والمزيد من الانفتاح السياسي الذي حد من تشدد النظام الشيوعي الذي أقامه الزعيم ماو تسي تونج. أدت هذه الاصلاحات في بدايات 1987 إلى مجموعتين من الناس ساخطتين عن النظام.
تضمنت المجموعة الاولى الطلاب والمفكرين، متأثرين بالثورات التي اندلعت في أوروبا الشرقية، الذين اعتقدوا ان الاصلاحات لم تكن كافية. و كانوا منزعجين من السيطرة الاجتماعية والسياسية للحزب الشيوعي الصيني. بينما تضمنت المجموعة الثانية العمال الذين اعتقدوا ان الاصلاحات قد زادت عن حدها. فقد تسبب الانفتاح الاقتصادي في تفاقم مشكلة البطالة والتضخم المالي والفساد السياسي.
اندلعت مظاهرات صغيرة في عام 1987 قادها الطلاب والمفكرون، وبحلول عام 1989 انضم العمال وفئات واسعة من الصينيين إلى الثورة، وعمت المظاهرات المليونية عدد من المدن الصينية.
بدأت المظاهرات والاضرابات في كليات عديدة في مدن اخرى، و سافر العديد من الطلاب لبكين للمشاركة بالمظاهرة. كانت المظاهرات منظمة بشكل عام، مع مسيرات طلابية يومية من مختلف كليات بكين مظهرة تضامنهم و مقاطعتهم للحصص مع تطور في المطالب. وقاموا بالاعتصام في ميدان السماء، وغنى الطلاب اغنية وحدة العمال من خلال العمل الاجتماعي. ثم بدأ اخيراً الاسلوب الرئيسي في الاعتراض و هو الاضراب عن الطعام، من قبل عدد من الطلاب يتراوح بين عدة مئات إلى ما يزيد عن الالف. انتشر الاسلوب بسرعة بين الشعب. و بينما لم تلحظ اعراض جوع شديد بين المضربين عن الطعام، هناك اشاعة صينية تقول ان بعض المضربين ماتوا جوعاً.
توقع اعضاء الحزب المتقاعدون في البداية ان تكون المظاهرات قصيرة الامد، او ان اجراء اصلاحات شكلية سيرضي المتظاهرين. ارادوا تجنب العنف قدر الامكان، و اعتمدوا في البداية على جهازهم الاعلامي الواسع الانتشار لاقناع الطلاب بانهاء المظاهرات و العودة للدراسة. الا ان تنوع مطالب المتظاهرين اعاق ذلك، و لم تستطع الحكومة تحديد من يجب التفاوض معه، او مطالب المتظاهرين.
من بين اعضاء القيادة العليا، فضل الامين العام زاو زيانغ التعامل بلطف مع المتظاهرين، بينما فضل لي بينغ القمع. في النهاية، تم اتخاذ قرار القمع من قبل مجموعة من الاعضاء المتقاعدين، فعلى الرغم من عدم امتلاكهم لمناصب رسمية، كانوا قادرين على التحكم بالجيش، اذ ان دينغ زياوبينغ كان رئيس اللجنة العسكرية المركزية و استطاع اعلان الأحكام العرفية، كما ان يانغ شانغكن كان رئيس جمهورية الصين الشعبية. اعتقد اعضاء الحزب القدامى ان استمرار المظاهرات لمدة طويلة شكل تهديداً لاستقرار البلاد. و اعتُبر المتظاهرون ادوات تحركها ايادي "التحرر البرجوازي".
في يوم 20 مايو، أعلن الجيش الصيني حظر التجول، إلا أن هذا لم يكن كافياً لإنهاء المظاهرات التي استمرت بفضل الدعم الشعبي الواسع. بعد عدة أسابيع، اتُخذ قرار تنظيف الساحة بالقوة من المتظاهرين. قاوم سكان بكين دخول القوات العسكرية، مما أدى إلى اصابات بين الجنود. أعاقت عوائق الطرق الكثيرة التي وضعها سكان المدينة تقدم القوات العسكرية، إلا أن تنظيف الساحة تم في ليلة 4 يونيو. استمرت المعارك على الطرق حول الساحة، حيث كرر الناس تقدمهم باتجاه قوات جيش التحرير الشعبي المسلحة بالاسلحة الثقيلة، التي ردت بنيران الاسلحة الالية. تم انقاذ العديد من الناس من قبل سائقي العربات الصينية الذين دخلوا إلى الارض الواقعة بين الجنود و حشود الناس و حملت المصابين للمشافي. أصدرت السلطات أمرا بقطع الكهرباء والماء ليلا عن الميدان، ومنعت وصول أي امدادات طبية، وقامت الدبابات بسحق المتظاهرين، وأمر الجنود بالتخلص فورا من جثث القتلي، الذين قدر عددهم في هذه الليلة وحدها بسبعة آلاف قتيل، ونحو 50 ألف جريح. لم يكن قمع المظاهرات معتاداً بالنسبة لجيش التحرير الشعبي، و لذلك فقد حدثت الكثير من الإعدامات ضد ضباط وجنود رفضوا التحرك ضد الطلاب، كما تم تصفية قادة المعارضة والطلاب، وظهر الزعيم الصيني زياوبينغ ينعى شهداء الجيش الأحمر الصيني الذين استشهدوا أثناء انقاذ البلاد مما وصفه بالحركة الأقلية المدعومة من الغرب بغرض قلب نظام الحكم والإطاحة بالنظام الشيوعي.