أفكار كثيرة تجول بالعقل مما يحدث الأن من توتر شديد بين عضو –أو أعضاء - المجلس العسكري وبين أحد الحركات الثورية في مصر والتي أزعم –كفرد متعلم من هذا الشعب ولكن لا أعلم ببواطن الأمور كثيرا في هذه البلد- انها شاركت وقادت بالفعل تظاهرات واحتجاجات منذ سنوات عديده ضد النظام الديكتاتوري السابق وكانت سلمية فلم نسمع عن اغتيالات او عمليات مسلحة قامت بها هذه الحركات وأبرزهم حركات كفاية و6 أبريل وربما كانت هذه أول تظاهرات واحتجاجات ضد النظام المصري السابق منذ سنوات طويله جدا وبالفعل كان لها كثير من الفضل في ايقاظ الشباب وفتح الباب لهم في البحث عن حريتهم والمطالبة بالقليل من الحقوق المسحوقة .. المهم


ما حدث ويحدث بين اللواء حسن الرويني ولا أعلم ان كان ممثل عن المجلس العسكري في مسلكه الأخير ضد الحركة- وان كان ذلك أقرب للصحة والا كان المجلس العسكري نفي ما قاله مثلا او تصرف اي تصرف اخري- شئ بالفعل خطير للغاية وهو –بالصدفة - أوضح سلوك ونمط تفكير وتوجه من يقود البلاد الأن في هذه المرحله التاريخيه ..وهذه ليست اهانه كما قد يظن البعض او استعداد للمهاجمه فأنا أريد ان افهم وأحلل الوضع فعلا لنعرف الي اين نحن ذاهبين .
ان نقرأ الوضع من حولنا ونعرف –مرة اخري الي أين نحن ذاهبين- فبالتأكيد أننا الأن لا نريد ان يختار لنا أيا من كان مسارنا او مسار هذه البلد وحده مرة أخري .
يقودني هذا إلي التساؤل المهم هل هذه هي المشكلة الرئيسية الأن وهو ما كنت اقصده بسلوك ونمط التفكير ..هل المشكلة ان المجلس العسكري ببساطه ..عكسري ! مما يعني ان قواعد الديمقراطية المدنية ربما لا تنطبق مع قواعد العسكرية القائمه علي تنفيذ الأوامر فلا ديمقراطية بالمعني الذي نريده في حياة العسكريين .ما فعله الشعب من الثوره ومن بعده الجيش من اختيار حماية هذه الثوره شئ مذهل وما حدث في مصر ربما لم يحدث في اي دولة اخري قام شعبها بثوره علي نظام فاسد وديكتاتوري ..هل وجد المجلس العسكري نفسه مطالب ان يتسع صدره ليلعب دور مدني بحت بعد سقوط النظام –وليس دور عسكري واضح كما حدث بعد انقلاب الجيش في يوليو 56- في حين انه ليس مستعد لذلك علي المستوي الفعلي والعملي ولكنه تحمل المسئولية فضاق صدره من طول الأحداث حتي الأن ولم يتحمل الدور المدني المتوقع ان يتعامل به مع الشعب ؟ هذه هي الجزئيه المذهلة التي كنت اعنيها والتي ربما لم تكون واضحه تماما للكثير .يحكم مصر الأن مجلس عسكري وهو مطالب في نفس الوقت بتأدية دور رئيس مدني كما يتوقع الشعب وذلك نتيجه "عسكره" الدوله لمده ما يقرب من 60 سنه منذ ثوره يوليو 56 وثوره الشعب اخيرا ضد ذلك والمطالبه بنظام مدني يحكم فربما لم يشأ المجلس ان يظهر جانبه العسكري تماما في تناول مطالب الشعب في هذه الفتره الحساسه بعد اسقاط النظام وتوليه هو المسئولية.فهل ضاق صدره اخيرا من ذلك وهو ما جعل احد اعضائه يحاول التأثير النفسي علي الجماهير وتخفيف ضغط المطالب الشعبية – سواء مطالب شعبية فعلا او مطالب الحركات نيابه عن الشعب والتي برزت في قياده الثورة بعد انتهائها- وذلك بأتهام أحد هذه الحركات بالخيانه ؟؟ ربما
يقودني هذا الي تساؤل أخر مهم وهو هل يلعب المجلس العسكري هذا الدور الأن عن وعي رغم قصر –وأهميه- دوره في الحكم الفعلي للبلاد وهو محاوله التأثير النفسي علي جموع الشعب لصالح التهدئه وتوجيهنا نحو رفض دعم هذه الحركات شعبيا ومحاوله انهاء جو الثوره والعوده للجو الطبيعي للحياه ؟؟..لو كان ذلك صحيح فالمشكله انه يرسم منهج عام وله ابعاد ويرسي قواعد مره اخري حتي لو بصورة مؤقته وحتي لو كان منهج نفسي أكثر منه منهج مدعوم بقوانين رسمية–وهذا يعتمد علي القادمين هل سينقادوا لهذا المنهج او سينسفوه من أساسه- يعتمد ذلك علي المجالس النيابيه في الأنتخابات القادمة –لا علي الرئيس القادم فدورها اشد خطوره في الحقيقة- فهي في دورها الطبيعي حصن الشعوب ضد انحراف الحكم وممثلي الشعوب في صياغيه القوانين والجهات التي لها مساءلة الحكومه والرئيس ومحاسبتهم واسقاطهم قانونيا ان لزم الأمر ..تخيل كان ذلك دور مجلس الشعب برئاسه فتحي سرور والشوري برئاسه صفوت الشريف !! والله ان قامت الثورة فقط لاجل تغيير هذين المجلسين فذلك يكفي لأن تقوم .
يلزم ايضا معرفة حقيقه واستيعاب ما يتهم به اللواء حسن الرويني شباب حركه 6 أبريل –مع احترامي للأثنين فلا يجوز ان نسقط من نظرنا احد-
الاتهام –كما قرأنا- ان شباب حركه 6 أبريل او بعضهم علي الأقل تدرب في صربيا –علي بد حركه طلابيه اسقطت نظام ديكتاتوري أخر- علي كيفيه الثوره السلمية الغير عنيفه وتدربوا علي قياده الجماهير اثناء التوره الخ ..المثير ان يأتي هذا الأتهام الأن بعد نجاح الثوره في اسقاط النظام الفاسد وبعد حمايه الجيش للثوره ..بالفعل توقيت عجيب جدا ويدل في وجهه نظري علي انه سقطه عنيفه في توقيت الأتهام نفسه وهذه السقطه وحدها –بغض النظر عن حقيقه الأتهام كفيله بنسفه بمنتهي القوه- ..سياده اللواء من يـأبه الأن ان كانوا تدربوا في صربيا او في كفر الشيخ ؟والأغرب انهم علي ماذا تدربوا ؟الثوره بشكل سلمي غير عنيف علي ديكتاتور مزمن وقياده الجماهير اثناء الثوره؟؟ والله لو كان كورس متاح لتقدمت للألتحاق بدراسته. أهذا اتهام فعلا يمكن ان يدخل العقل ويجعل الكثير من الشعب يخفف دعمه لهؤلاء الشباب ؟ سيدي الثوره نجحت فعلا في اسقاط النظام الدكتاتوري الذي انت نفسك احد اعضاء المجلس الذي قام بحمايه الثوره واحد ابرز اسباب نجاحها بالفعل ..نعلم انه لو كنتم فاسدين لتم سحق الثوره .
هذا الأتهام لو كان تم توجيه في عهد حسني مبارك لكان طبيعي تماما ان يتم "نفخ" هولاء الشباب ثم تقديمهم للمحاكمه بتهمه الخيانه واعدامهم بشكل قانوني كعقوبه قصوي التخلص من صداع في رأس النظام ولكن المشكله –في رأيي- انه اتهام قانونيا لا يرقي الي مستوي خيانه الدوله والعماله لدوله او منظمه اخري ولذلك لم يستطع اذناب حسني مبارك شيئا في حينها ..علي ذلك يكون العجب كل العجب ان يتم توجيه هذا الأتهام الأن بعد نجاح اسقاط حسني مبارك والكثير من عصابته .. وهذا ما يجعلني اقول ان المجلس او احد اعضائه قد ضاق صدره العسكري ويريد من الشعب تنفيذ الأوامر بالتهدئه "وخلاص" فساق هذه المعلومات و الأتهامات عن شباب الحركه كمحاوله لتخفيف التضامن الشعبي معهم والخطوره انه غامر بكميه كبيره من الثقه بين متعلمي الشعب ومثقفيه وبين المجلس العسكري ..اعتقد انها مغامره غير محسوبه النتائج صدرت مثل كبوه لجواد كما يقال .. كل ذلك بالفعل مع احترامي للواء حسن فما قاموا به كمجلس عسكري اتصور انه 50% من نجاح الثوره وال50% الأخري لقيام الثوره نفسها .لكن المشكله ان يكون المجلس العسكري وطني فعلا ولكن للأسف ليس له قدره سياسيه الأن علي الأداره والحكم في هذه المرحله نظرا لان اذرعه السياسيه واجهزه الحكم مبتور تواصلها مع الشعب تماما مثل المحافظين والمجالس المحليه واجهزه الحكم الأخري التي هي من تتواصل فعليا مع الشعب في الحياه اليوميه . الأن هو مجلس ليس له تواصل حقيقي مع الشعب عبر تقديم الخدمات الطبيعية نظرا للظروف الحاليه . انها حقا تركه ثقيله للغايه –قد لا نتصور مدي ثقلها الحقيقي- علي عدد من الأفراد هم اعضاء المجلس لابد ان نقر بذلك ايضا .
المشكله ايضا في جهل نسبه كبيره جدا من الشعب واقصد الجهل التعليمي الذي افزره النظام الديكتاتوري الغبي السابق والذي أدي الي انحصار دور اغلب أفراد الشعب في الحياه علي المراحل الأولي للمتطلبات البشريه من مأكل ومشرب ومسكن الخ . بالأضافه الي ذلك أدي التركيع والقهر الممنهج لمده طويله جدا الي تكوين سلوكيات سلبيه للغايه عند كل فئات الشعب الفقيرة والمتوسطه والغنيه مع اختلاف التاثيرات السلبيه طبعا علي كل فئه .. لابد ان نعترف أن منا نسبه كبيره جدا لا تفكر في غير نفسها ومنهجها "اخطف واجري"ولا تعنيها الثوره من الأساس المهم اكل وشرب اليوم– هم ضحايا النظام السابق بكل تأكيد
لابد لنا ان نخرج من هذا النفق الطويل الضيق سريعا ولا اقول نحل كل المشاكل فقط أريد الخروج الي الضوء معا حتي نري جيدا . والتالي نقاط قصيره لتصور يمكن ان يكون الطريق لذلك :
1- لابد من عقد جلسات أخري بين القوي السياسيه وبين المجلس العسكري لدراسه أين نحن الأن والأستمرار في الحوار بدون تبادل أدني اتهام .ولا ستفشل هذه الجلسات كما سبق ان فشلت عندما كانت برعايه الدكتور يحيي الجمل .
2- لنجاح هذه الجلسات لابد من التحضير الجيد جدا لها والتركيز في دعوه الشخصيات التي ستحضر فلابد ان تكون بلا اجندات خاصه حتي لو أدي ذلك الي عدم دعوة 80% ممن هم علي الساحه الأن . نريد الشخصيات الوطنيه فعلا حتي لو كانت مغموره التي هدفها هذه البلاد وهذا الشعب فقط لا غير وتحمل أفكار جيده و متطوره للمستقبل.فما حدث من قبل كان قمه العشوائيه والتخبط فلا مشكله ان نتعلم ونتلافي ما حدث
3- لابد ان يظهر الناطق للمجلس العسكري في حديث مع الشعب ...حديث من القلب وليس كلام نظري مكتوب لسد مساحه الوقت مثل كل خطب المسئولين السابقين..الشعب يريد ان يطمئن ويفهم .. اين نحن وماذا يحدث وما الخطط التي نسير عليها والي اين نذهب بناء علي هذه الخطط .. مجهود ليس كبير جدا ولكنه في منتهي الفاعليه ان كان المجلس يريد تخفيف الضغط الشعبي فعلا وان تهدأ الناس فلابد ان يتكلم مع الناس ليس مره واحد ولكن مرات علي فترات محدده بحيث ينتظر الناس الحديث لمتابعه ما يجري .ولكن التعتيم سواء بقصد او عن عدم قصد يجعل احساس الناس دائما ان لا شئ يجري بينما فعليا قد يكون يحدث الكثير من الأنجاز مثلا فما الضرر من عرضه دوريا ؟
4- نجد المطالب الفئويه تحدث من موظفين الحكومه..لابد من الحديث في هذه الموضوع بشكل جدي وتوضيح ان مصر الأن دوله فقيره وقد تركها النظام السابق كذلك ومن المستحيل زياده المرتبات لكل الموظفين الأن ومن المستحيل تعديل كل الأوضاع الأن وفورا..لابد ان يطلب المجلس العسكري من الموظفين صراحه ان يتحملوا ظروف الحياه الحاليه وتطوراتها البطيئه الأن فلا يملك المجلس عصا سحريه والموضوع يحتاج خطه دوله واجهزه محترمة للتنفيذ وكل ذلك مفقود الأن ولكن الحديث عن الخطط سوف يسد خانه كبيره جدا امام المظاهرات الفئويه وليس مجرد الوعود لكل فئه علي حدة.التي ستحل الموقف.الدوله اقتصاديا منهاره من سنوات طويله ..لابد ان يتكلم المجلس العسكري هكذا صراحه للموظفين علي الهواء مباشره وأثق تماما ان احترام الناس والحديث معهم سيكون له دور كبير جدا في دوران عجله العمل والأنتاج مره اخري فالمصري صبور بطبعه بشرط احترامه سوف يفعل المستحيل ..لكن التجاهل وترك الأمور بدون توضيح وسماع كل فترة انه تم وعد موظفين الهيئه الفلانيه بكذا وتم حل مشاكل موظفين الشركه العلانية وزياده مرتباتهم كفيل بأبراز السلوك السلبي "اخطف واجري" والذي يجعل كل فئه مهضومه تضرب وتعتصم في محاوله لخطف تعديل او اقرار مزايا تعنيها وليذهب الباقي الي الجحيم وهو السلوك الذي اتمني التخلص منه في يوم من الأيام وهذا ليس سهل أبدا فهو نتاج سنوات طويله من الفساد والتخلف فلا يعقل ان يتغير السلوك في شهر او سنه لكن لابد من بدايه لذلك والبدايه هي المصارحه والحديث . ليس المهم ان يكون هناك خطط كامله الأن لكن الخطوط العريضه تكفي والتي سوف تقوم الدولة الجديده عليها .
5- علي المجلس العسكري ان يتكلم علي المشاريع القومية التي يمكن تنفيذها من خلال اصحابها أنفسهم..ما المانع ان يظهر الدكتور الباز ليشرح ممر التنميه وفوائده للمستقبل مثلا ؟ ما المانع ان يظهر الدكتور زويل ليتكلم عن احلامه وخططه للعلم و للتعليم ؟ اليس ذلك كفيل بشد انتباه الناس لما سوف يمس حياتهم وسوف تقوم عليه خطط بناء مصر الجديده ؟ اليس ذلك كفيل بتهدئه الأوضاع كثيرا جدا وزرع الثقه في نفوس الشعب من حيث البناء والمستقبل ؟
6- جيد جدا قرار أذاعه محاكمه حسني مبارك واعوانه الشهر القادم ولابد من الحرص ان يستمر ذلك .
اعتقد ان النقاط السابقه ليست شامله لكل الحلول ولكنها قد تمثل بعض الحلول الجيده لما نعانيه الأن من أوضاع فوضاويه والأنشعال بصراعات وتبادل اتهامات فيما بيننا بينما البلد تتهاوي اكثر ..هذا يضر بنا كلنا ولن يكسب احد بل سوف نخسر جميعا وهو قمه العجب ان تخسر كل الأطراف بعد ما تصورنا اننا حصلنا علي مستقبل جديد وفرصة أخري للبناء !