الصورة فى اعتصام ميدان التحرير كالآتى:
- عدد كبير من أهالى الشهداء والمفقودين والمصابين يعتصمون بالميدان مطالبين بالقصاص وتحقيق مطالب الثورة التى من أجلها أصيب من أصيب واستشهد من استشهد.
- مجموعة من المتضامنين مع مطالب المصابين وأهالى الشهداء.
- مجموعات تشكل حصان طروادة، وبطول العشرة تبين لنا أن بعضهم ينتمى إلى جهاز أمن الدولة، والبعض الآخر ينتمى إلى جهازى المخابرات العامة والعسكرية.
- مجموعات من الفقراء، والمكروبين، لهم مطالب يصب جميعها فى مطالب الثورة الأساسية، وعلى رأسها التطهير.
- مجموعات من الباعة الجائلين الفقراء، وبما أن الطبقة المتوسطة تحتقر الفقراء بالسليقة ولا ترغب إلا فى أن تمنحهم العطايا والصدقات عن بعد، بل ويستخدمون الفقراء ذريعة لعدم التضامن مع أهالى الشهداء والنزول إلى الاعتصام، فإن بعض الثوار كثيرا ما يفقدون أعصابهم وتصيبهم نوبات طرد للباعة الجائلين، ثم يعود -نفس الثوار- للشعور بالذنب تجاههم، فيدخلونهم الميدان مرة أخرى، والأغرب أن الباعة الجائلين يتفهمون الحالات الهيستيرية التى تصيب بعض الثوار.
الصورة فى الإعلام:
- اعتصام التحرير به مجموعة من البلطجية، ومروجى المخدرات، وممارسى الدعارة، ورافعى لافتات الدستور أولا، والمؤيدين للوثيقة فوق الدستورية، والعملاء الذين يتقاضون أموالا من الخارج لإحداث الوقيعة بين الجيش والشعب !
وإذا ببيانات وتصريحات تباغتنا من بعض التيارات، موجهة التهديد والوعيد، عازمة على «تطهير الميدان»! ثم ما لبثت أن انضمت جماعة الإخوان المسلمين إلى الدعوة ببيان به كثير من الحدة، فأصاب الناس الهلع فى الميدان، فجماعة الإخوان المسلمين شريكة فى الثورة، وقدمت من التضحيات والمصابين والشهداء والمعتقلين -قبل الثورة وبعدها- ما يوثق عهدا غير مكتوب بينها وبين كل من شارك فى هذه الثورة بصرف النظر عن انتمائه السياسى أو الدينى أو الطبقى.
لا يوجد بالميدان من يريد أن يكون آخر مشهد للثورة صورة لثوار كل منهم يمسك برأسه النازف ويتهم أخاه بالبلطجة، ولا أظن أنه من الصالح أن تفتت القوى الثورية، فيتهم جزء منها بالعمالة، ويصور الجزء الآخر بوصفه بلطجيا يقتحم على أهالى الشهداء والمصابين خيمهم، فما يكون من الشارع غير المسيس إلا أن يبصق على كلينا ويختار الأحكام العرفية والحكم العسكرى.
اقترح البعض أن يتم فض الاعتصام درءا للفتن، فما كان من أهالى الشهداء والمصابين إلا أن قالوا: « امشوا انتوا» .
لا أوجه خطابى لمن سلم فى يوم أصدقاءه، وادعى حرمة الخروج على الحاكم، وإنما أوجه خطابى لشركاء الثورة: أناشدكم الدم، ولقمة اقتسمناها، وليالى تشاركنا مخاوفها وحماسها وأملها ويأسها، إما أن تعلنوا يوم الجمعة 29 يوليو يوما لاستعادة وحدة الصف الوطنى، وتضمنوا أمن وسلامة المعتصم والمتظاهر، وتتعهدوا بنزع فتيل الفتنة أو تعلنوا الانسحاب من هذا اليوم