الموضوع: حوار مع الفنان البرازيلى كارلوس لطوف

كارلوس لطوف || المصريون هم الأقرب إلى قلبي.. والمجلس العسكرى غير مؤهل للتغيير



عمره 42 عاما.. يعيش حياته وحيدا بلا أسرة.. اللهم إلا ريشة وورق..
زار الوطن العربي وتحديدا فلسطين عام 1999، ومن بعدها لبنان.. ومن حينها قرر مساندة القضية الفلسطينية..
يقول أنه يساند كل الحركات التحررية.. أنه ضد الاستعمارية والقوى الإمبريالية..
يقول أيضا أنه مستخدم شره للانترنت، وأنه بجوار الكمبيوتر طوال الوقت، و يرسم كذلك طوال الوقت..
إنه فنان رسوم الكاريكاتير والكارتون العالمي.. كارلوس لاتوف..

- كارلوس أنت برازيلي وترسم عن أوضاع مصر وكأنك مصري.. كيف..؟؟
بداية.. هناك الكثيرون من الناس يعتقدون أنني مصري بسبب أنني أقوم برسم كارتون منذ 25 يناير.. بعض الناس لا يستطعيون فهم كيف أكون برازيلي ولدي قدرة على رسم كارتون معبر عن الواقع المصري.. ولكن هذا ما يحدث.. أنا مؤمن بما يحدث في مصر.

- كيف تتأكد من معلوماتك التي تبني عليها رسوماتك بدقة..؟
بعض المصريين يساعدونني - بشكل تطوعي – بالمعلومات الدقيقة عبرtwitter.com ، وهؤلاء المصريون يرسلون لي المعلومات وأقرأ كل الأخبار المتعلقة بمصر والشرق الأوسط عبر مواقع الأخبار الدولية والعربية والمصرية المتوفرة باللغة الإنجليزية أو الأسبانية، ولكن فيما يخص مصر.. أنا أتابع المواقع المصرية فقط.

- هل رسوماتك عن مصر أو غيرها تكون مقابل أجر لأحدى المؤسسات الصحفية..؟
اطلاقا.. أنا أرسم عن قضية الديمقراطية في مصر بشكل تطوعي.. أنا أساند الشعب
المصري، وهذه ليست هي المرة الأولى التي أرسم فيها من أجل قضايا كبرى.
أنا أرسم من أجل فلسطين منذ 1999، ومن ثم بدأت أرسم بشكل جيد عن القضايا الكبرى
والحركات التحررية والديمقراطية وقضايا حقوق الإنسان في المنطقة العربية وفي
العالم كله.
وما أقوم به من رسومات هو عمل تطوعي، ونوع من النشاط السياسي الذي
من خلاله أعلن عن تضامني الكامل مع هؤلاء الأحرار في كل مكان.
وفيما يخص مصر.. أنا أرسم هذا الكارتون لاظهار تضامني الشخصي مع قضية
الديمقراطية في مصر، وأشعر أن الشعب المصري هو أقرب الشعوب إلى قلبي.

- إذن كيف تحصل على دخلك الثابت..؟
أنا أرسم بشكل رسمي لكل الاتحادات النقابية اليسارية في البرازيل، وأرسم لصحف
هذه الاتحادات ولمواقعها الالكترونية والنشرات البريدية، فعلى سبيل المثال أنا ارسم
لصالح اتحاد عمال الخدمات العامة، وكذلك نقابة المهندسين، وكل هذه الرسومات
تكون خاصة بالشأن البرازيلي فقط، ومنها أحصل على دخلي ولقمة العيش.

- قد يقال أنك ترسم من أجل الشهرة أو غيره...؟
حسنا.. هناك من يرسم من أجل المال، وهناك من يرسم من أجل الشهرة، وأنا لست من
هؤلاء اطلاقا..

أنا أرسم لأنني أود مساندة كل الحركات المنادية بالحرية على مستوى العالم، وكل
رسوماتي عن مصر وتونس وتركيا وليبيا واليونان وحركة التأميل في سريلانكا
وفلسطين وضد إسرائيل، كلها أنا أطرحها بشكل تطوعي ودون مقابل مادي وأطرحها
للاستخدام المفتوح، وأتمنى أن تنتشر أفكاري وأن يعاد نشرها، وأن يكون لها تأثير
ايجابي في تغيير الأحوال للأفضل.

- ماذا عن جذورك العربية..؟
جدي لبناني.. ولكن هذا ليست له علاقة باهتمامي بقضايا الشرق الأوسط، فأنا لست
عربيا ولست مصريا ولست مسلما.
- أنت زرت فلسطين عام 1999 ولك مواقفك الواضحة تجاه القضية الفلسطينية.. ألا تخشى أن يكون لك مصير مشابه لما حدث مع الفنان ناجي العلي...؟
"ضحك بثقة" لا .. أنا أويد بأعمالي كل الحركات التحريرة في العالم، ولذلك ليس مهم
إذا كانوا سيغتالوني أم لا..؟ لأنني عندما قررت أن أويد القضية الفلسطينية كنت أعلم
عواقبها تماما، ولذلك أنا لا أهتم.
وأحد الأحزاب الإسرائيلية كانت تحرض حكومتها ضدي وتطالبهم بإيقافي بحجة أنني
أثير الجماهير ضدهم، وعندما تأتيني تهديدات أشعر بارتياح أكثر و خصوصا أعمالي
التي تعبر عن غزة.
قد يوجد احتمال لقتلي.. لكني لا أخافهم.. وإن استطاعوا قتلي فلن يستطيعوا قتل
أعمالي...

- صف لي شعورك عندما ترى رسوماتك ترفع في ميادين الثورات العربية وخاصة مصر..؟
أشعر بسعادة بالغة عندما أرى الناس يطبعون رسوماتي ويرفعونها في الميادين..
أشعر بسعادة بالغة أن هذه الرسوم أصبحت مفيدة لهؤلاء النشطاء السياسين
ومن داخلي أشعر أنني مصريا وأشارك المصريين نفس المشاعر، وأحمل لمصر

والمصريين مشاعر خاصة جدا، وأحس دائما بألام ومواجع المصريين.

- حدثني عن تصورك لمستقبل الثورة المصرية..؟
يا أخي .. لا أحد يستطيع أن يعرف مستقبل هذا البلد، وأعتقد أن الأهم على الاطلاق هو أن يتذكر المصريون أن ثورة يناير لم تنته باسقاط مبارك.. وأعتقد أن الثورة لم تنته..
الثورة تتطور، وعلى المصريون أن يواصلوا نضالهم حتى يحصلوا على نظام
ديمقراطي كامل.
عندنا في البرازيل، قام الجيش بانقلاب عسكري بمساعدة أمريكا عام 1964، وأخذ
يطلق العديد من المبررات أنه يقود البلاد فقط لفترة انتقالية لحين نقل السلطة للمدنيين،
واستمر حكمهم حوالي 20 عاما، سقط خلالها العديد من البرازيليين قتلى ضحية نظام
عسكري وحشي.
وقد بذل العديد من البرازيليين أرواحهم حتى تمكنوا من اسقاط الحكم العسكري، وبناء
دولة ديمقراطية حديثة.
أعرف أن الوضع في مصر مختلف، لكني قلق جدا من تصرفات SCAF التي قد
تجعل عامة الناس في مواجهة مع النشطاء والمحتجين الذين يدفعون حياتهم ثمنا؛
من أجل أن تصبح مصر أفضل...
وأتمنى للمصريين حياة ديمقراطية كاملة، وألا تطول فترة حكم SCAF، وأن
تتحرروا، وأن تعلموا أنه لن يحرر مصر سواكم، وليست أمريكا أو أوروبا.
أنتم فقط القادرون على صنع حريتكم.

- في رأيك هل ستتغير طريقة تعامل أنظمة الحكم مع النشطاء المصريين في المستقبل...؟
أعتقد أن النشطاء سيواجهون صعوبات أكثر الفترة القادمة، والسبب أن مبارك كان
يجسد كل شرور النظام السياسي في مصر، واستطاع المصريون اسقاطه، لكن
نظامه ما زال يعمل.
ومن الصعب أن نشرح للمواطنين الآن أن SCAF ليس مع
التغيير، لأن رجال هذا المجلس هم من النظام القديم، فضلا عن كون الجنرالات
تصنع الحرب ولا تصنع السياسة.
ويجب على SCAF نقل إدارة البلاد في أقرب وقت
ممكن، لأن المصريون لم يدفعوا دمائهم لكي يستبدلوا ديكتاتورية مبارك بديكتاتورية
عسكرية.
ولا بد أن يسمح ويظل يسمح للنشطاء بالاستمرار في مواقع النضال حتى يحصلوا
على الديمقراطية كاملة.

- هل تعرف أحد رسامي الكاريكاتير أو الكارتون المصريين..؟
للأسف أنا لم أستطع الوصول لأي فنان كاريكاتير أو كارتون مصري، لكني ما زلت أذكر
عماد حجاج وهو فنان فلسطيني قابلته عندما زرت لبنان،واعتقد أنه من أفضل الفنانين
الذين قابلتهم في حياتي.

- هل تابعت فن الجرافيتي الذي ظهر في أيام الثورة..؟
بالتأكيد.. وهي ممتازة جدا وقد استخدمت بعضها في بعض رسوماتي.

- كان لك رأي واضح في قضية خالد سعيد، وأود أن أسمع منك تعليقا عليها..؟
قضية خالد سعيد كانت قاسية وحزينة للغاية، لقد كانت قتلا وحشيا وحقيقة لم تكن هذه
الجريمة مفاجأة بالنسبة لي.. أنا أعيش في مدينة ريو ولدينا تاريخ طويل مع وحشية
الشرطة، وأنا شخصيا أعرف حالات مواطنين شرفاء تم الاعتداء عليهم من قبل الشرطة
البرازيلية بدون سبب محدد، وليس فقط في البرازيل ولكن في العالم كله.
ولقد طلب مني بعض النشطاء المصريين أن أرسم كارتونا عن خالد سعيد لكي أفضح
النظام القمعي في مصر، وأحسست تجاه هذه الجريمة بألم شخصي أكثر من اهتمامي
بها على النحو السياسي.
وفي الحقيقة لا أستطيع أن أنكر أن مثل هذه القضايا تؤثر في وجداني بشكل كبير،
وتعطني الحافز والدافع للاستمرار في الرسم طوال الليل.

- هل تخطط لزيارة مصر قريبا...؟
للأسف.. أعتقد أن فرصتي في زيارة مصر ضئيلة؛ خاصة بعد انتقادي الأخير للـ SCAF

- ختاما.. لو قدر لك أن توجه كلمة للمصريين.. ماذا تقول...؟
أقول لهم.. إني معكم وأدعمكم وأدعم فلسطين وأدعم كل الثورات في الشرق الأوسط والعالم
كله، وما يحدث في مصر يهمني جدا، رغم أنني لم أزورها.


وأشكر كل المصريين على كل الرسائل التي أرسلوها إلي وكان يدعمونني فيها.
وأنا سعيد أن الفرصة حانت لكي أعبر عن تأيدي ودعمي لكم، وما رسمته من أجلكم،
هو إهداء مني لكل النشطاء في مصر وليس في التحرير فقط ولكن في السويس والإسكندرية وكل محافظات مصر.

(من الفيسبوك)

رسوماته كلها مبتكرة و معبرة