امرنا المولى عز وجل بتدبر القرآن وتفهمه ،
فقال تعالى فى سورة ص
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]
كما ارشد المولى عز وجل آمرا بالتدبر وناهيا عن الإعراض عنه ،
فقال تعالى فى سورة محمد
( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) [محمد: 24].
أي : بل على قلوب أقفالها ، فهي مطبقة لا يخلص إليها شيء من معانيه .
و بما ان رمضان هو شهر القرآن حيث قال تعالى فى سورة البقرة
(شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)
فهذه دعوة لنتدبر سويا كتاب الله عز وجل
نقرأ سويا قراءة مختلفة
قراءة التدبر و الخشوع
نقف على المعانى
نتأمل الاوامر و النواهى
فيُخشى أن تكون حال من يقرأ ويحفظ دون تدبر كحال من سبقنا من الأمم التي عاب الله عليها مثل ذلك،
كما في قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} [البقرة: 78]،
قال ابن عاشور رحمه الله: (قيل: الأماني القراءة، أي لا يعلمون الكتاب إلا كلمات يحفظونها ويدرسونها لا يفقهون منها معنىً، كما هو عادة الأمم الضالة؛ إذ تقتصر من الكتب على السرد دون فهم)
وأما الاكتفاء بالتلاوة دون عمل -وهو من لوازم التدبر- فمصيبة عظيمة وكسر لا ينجبر، وقد مثَّل الله عز وجل في القرآن الكريم لمن يحمل العلم ولا ينتفع به بأسوأ وأقبح مثل،
فقال تعالى
: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الجمعة: 5]،
وقال: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 175،176]،
فيخشى على من قرأ القرآن ولم يتدبره ويتأثر به ويعمل به أن يلحقه شيء من ذلك.
نعرض على قلوبنا و عقولنا هذا الاعجاز الذى فتن حتى القلوب الكافرة فانطقها بالمدح
فقد قال الوليد بن المغيرة حين استمع لكتاب الله
فقال: (سمعت منه كلامًا ليس من كلام الجن ولا من كلام الإنس والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وان أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يُعـلى عليه )
هل رأيتم كيف مس كلام الله قلب هذا الكافر
فما لنا لا نقترب لنتذوق من حلاوة كتاب الله
و فى قراءتنا تستوقفنا ايات
تجذب انتباهنا
نعيد قراءتها من جديد
نبحث عن تفسيرها
و نتعلم سويا من اعجاز كتاب الله الذى لا ينتهى
نيجى للجانب العملى
نتفق
كل يوم نقرأ جزء
بس نقرأ بتدبر و خشوع
الايات اللى تجذب انتباه كل منا فى الجزء يعيد قراءتها
و يبحث عن شرح لهذه الايات
و الاهم ان يكتب هذه الايات و يشاركنا بالخاطرة التى وردت فى ذهنه عند قراءتها
و ماذا تعلم من هذه الاية
و هكذا تتعاظم الفائدة
مين عايز يشارك فى موسم الخيرات
يالا مش عايزين كسل
فقد قال الله تعالى :
( وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ) [التوبة : 46]