الموضوع: المقعد الشاغر

جلست تلك الاسرةالصغيرة على مائدة الافطار فى انتظار الاذان

فاليوم هو اول ايام شهر رمضان

هكذا اعتادو منذ سنوات ان تجمعهم تلك المائدة فى اول يوم

على رأس المائدة يجلس ذلك الرجل و زوجته اللذان جاوزا الستين

يرسم كل منهما على شفتيه تلك الابتسامة المصطنعة

بينما كل منهما يختلس النظر الى ذلك المقعد الشاغر على المائدة

تتلاقى تلك النظرات المختلسة

و تختفى تلك الابتسامة من على الشفاه

لتحل محلها تلك النظرة الحزينة

و يبدو ذلك الشرود على كل منهم

تتلاقى تلك النظرات

فما يجمعها هو مشوار حياة

انه ذلك الحلم اللذان حلماه سويا

انها تلك السنوات التى قضياها من اجل ان يرى حلمهما يكبر امامهما

انه كل يوم كان يمر بحلوه ومره من اجل رعاية ذلك الحلم

انها تلك السعادة التى كانت تغمرهما عند كل خطوة فى ذلك الطريق

سعادة تمحو معها كل مشقة او معاناة فى مشوار الحياة

كم كانت ايام جميلة

ما تبقى منها هى تلك النظرات المتسائلة فى أعين ذلك الطفل الصغير

فهى ما تبقى من ذلك الحلم

وفى كل يوم تجمعهم تلك الجلسة

ومهما حاولا ان يظهرا من مشاعر البهجة المصطنعة

لن تستطيع نظراتهم الحزينة ان تبقى بعيدا عن ذلك المقعد الشاغر