السلام عليكم
.
.
كنت في فترة إنقطاع النت
كنت أنا والجهاز لوحدي..وجه في بالي فكرة كتاب جديد .. للقصة القصيرة
طيب
أنا هوريكم عينة
وقولي أنفع ولا لأ
بأمـــــــــــــــانة
دول شوية قصص قصيرة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
2.وجهة نظر ,, آخر الليل
كورنيش النيل
معبد العشاق , الحقيقيون منهم والزائفون الباحثون عن متعة وقتية
أضواء المدينة الساهرة تضئ شمال القارة بأكلمه , أو هكذا يتخيلها الناظر من أعلى
أضواء سيارات تتلاحق , ضحكات مسموعة , وهمسات غير مسموعة على ضفة النهر العريق
مراكب صغيرة راقصة على الماء الامع تحت أضواء المدينة
زحام مألوف من براعم صغيرة , وزهور أوشكت على الرحيل , وزهور أخرى لم تدرك أنها تخطت عمر البراعم
كان هناك
يقف أسفل كوبري قصر النيل , متدثرا بالظلمة الصديقة التي ألفها من زمن
يراقب الزحام بعينيه العجوزتين ,باحثا عن لاشئ سوى المزيد من الهروب من شئ لايعلمه
ربما هو الزمن الذي لايزيده سوى كهولة وضعف
يتراجع قليلا للوراء حتى لا تقع عليه أضواء سيارة قادمة , يلامس ظهره الحائط البارد الرطب
يرتعش جسده رعشة خفيفة , ويتذكر الأن أنه لم يأكل منذ فترة طويلة
بل يتذكر أكثر
اليوم الأخير له في حياته التي يعرفها, واليوم الاول في حياته التي لم يعرفها بعد
يوم ضاعت من عقله معان لأشياء لطالما آمن بوجودها
صورة ضبابية لفوهة السلاح القاتل , ترتفع في يد زميل مهنته القديم , يدفع قاتله الحميم ويهرب من المكان
طوال سنوات عمله التي لم يعرف سواها منذ خطى خطواته الاولى , سنوات عمره التي أفناها في خدمة القانون والحفاظ على الامن
سنوات العمر التي كلما زادت , إعتبرها شرفا لايضاهيه شرف في الحفاظ على الأمن
العمر الضائع بلارفيق أو من يحمل إسمه من بعده
باع السنوات الأجمل من عمره , ليخدم القانون
ليقتله القانون لسبب لم يعمله أبدا
لعنة الله على كل شئ
جوع يصرخ من بطنه الخاوية, يؤلمه
تدور عيناه باحثة عن مايؤكل
شطيرة مهترئة ترقد على الجهة الأخرى من الطريق
وإن إعتاد الجوع , فلم يعتد أبدا لقمة ذليلة ترقد على الجانب الآخر من الطريق
الألم يتزايد مع نظراته إلى الأفواه الماضغة التي تعبر أمامه لأناس لايعرفون أنه كان حاميهم ذات يوم
ألم البطن يجب كل الأحاسيس الأخرى
تنتصر الشطيرة على الجانب الآخر من الطريق
يمد رأسه من مكمنه المظلم , ليرى طريقه جيدا إلي هدفه
ويركض عابرا الطريق
.....
صوت إرتطام مدوى للسيارات المسرعة على طريق الكورنيش
عندما توقف سائق السيارة الأجرة فجأة
وهبط منها يبصق ويلعن كل مايعرفه
ليمسك بالكلب العجوز الراقد أسفل السيارة يحتضر , ويلقيه على جانب الطريق
ويبصق مرة أخرى
ويعود لسيارته ويرحل
..................................................
وجهة نظر(الأرملة)
بات يافعا بسرعة لم يتخيلها , يرى نفسه بعيون الأخرين كامل النضج
"" متى ستتزوج"" كلمات الأهل والأقارب يسمعها مرات ومرات يوميا
الرغبة تكتسح كيانه الشاب
تلك الأرملة التي تسكن قريبا من بيته , يخشاها الشباب لسبب غامض لايعلمه
ويراها أكثر الإناث فتنة
تحذيرات من بعض الشيوخ ممن إعتزلوا الزواج له
"" إياك وتلك الأرملة""
لم يفهم لماذا هي تحديدا , يراها جميلة , شابة , وردائها الأسود يزيدها فتنة وسحر
لم يستمع لهولاء الشيوخ وبعض أصدقائه ممن حذروه منها , حتما لايريدون له السعادة, تحدثه نفسه
ويعتزم الزواج بها
يحدد اليوم الذي سيركع فيه على واحدة من أقدامه ليسألها الزواج منه , كما لم يرى في الأفلام
ويأتيه الخبر الذي لم ينتظره
اليوم زفافها
لم تستطع أرجله أن تحمله , ويمرض أياما ملازما بيته
إلى أن يأتيه صديقه بخبر .. مات زوجها
برغم كئابة الخبر , إلا إنه نهض من فراش مرضه كأنه بألف خير
يركض لبيتها عازما على ألا يضيع يوما أخر , أو يضيع فرصته لتكون له
متناسيا قواعد اللياقة , في طلب يدها برغم موت زوجها من ساعات
لكن الفتى المتحمس نسى كل شئ
نسى التحذيرات من أهله التي أصبح لها مايبررها بعد وفاة زوجها بعد ليلة الزفاف
البعض قال أنها قتلته
البعض الآخر قال إنه أرملة شؤم
هو قال أحبها
وقد كان
يركع على واحدة من أرجله طالبا الزواج منها
تنظر له بحنان جارف وتقول""كنت أعرف أنك لي , وكنت أنتظرك ""
يتواثب القلب اليافع في صدره(لو كان له قلب) مجيبا"" وكنت أعرف إني سأظفر بكي مهما طال الوقت""
تجيبه"" أتحبني حقا؟""
يجيبها هائما "" منذ اليوم الأول""
تصمت قليلا وتقول"" أنا حبلى , هل تنتظر حتى أضع ؟""
وبنفس الهيام يجيب"" أنتظرك لأخر العمر ""
....
تمر فترة من الزمن ليست بطويلة
وتضع هيا صغارها
ويكون الزفاف
لم يصدق الفتى نفسه وهي معه في بيت الزوجية السعيد
تمضي الليلة الأولى له معها , كحلم كان بعيدا في خياله , هي الأن بين يديه .. هي الأن له وحده
وبعد أن يعطي كل منها رحيقه للآخر , يتمدد الفتى على فراشه سعيدا منتشيا بحلمه الذي بات حقيقة
حلمه الذي يعيشه الأن ,, الأن في هذه اللحظة تحديدا هي جواره
يبستم قائلا "" تحقق حلمي ياحبي الأول "" , ويدير رأسه إليها
يفزع لما يراه امامه
يراها بأرجلها الثمانية تجثم عليه , وبواحدة من أرجلها تمسك سكينا ضخما
يجمده الخوف والذهول لحظة ويسألها "" لماذا ياحبيبتي""
ببرود تجيبه "" يجب إطعام الصغار يازوجي العزيز""
يردد غير فاهم ""إطعام الصغار,إطعامهم ماذا""
تبتسم له إبتسامة باردة , تحمل المعنى الوحيد الذي تحتمله كلمة طعام الصغار
هو
ينتفض رعبا , ويلقيها من فوقه , راكضا نحو الباب , وهو يلعن تلك المجنونة التي أهداها قلبه يومها , ولم يعلم أنه يهديها رأسه أيضا
يرتطم جسده بشبكة لزجة على باب البيت , ليلتصق بها جسده , يلتفت لها في رعب
يراها تتقدم ببطء واثق , تقترب منه هامسة "" هذه هي طبيعة الحياة , يازوجي السابق ""
و
يصرخ الفتى كما لم يصرخ من قبل , وهي تضربه مرات ومرات في جسده , قبل أن يسقط جسده مثخنا بجراح لا شفاء منها
تلتفت عنه , وتذهب للغرفة المجاورة تاركة إياه غارقا في (دمه) يلهث للبقاء على نفسه الداخل والخارج
تعود الأرملة وورائها تلك الوحوش الصغيرة الجائعة التي أسمتهم (صغارها)
وبرغم ألامه وإحتضاره
ينظر ذاهلا إليها غير مصدق لما يحدث , وكان أخر مارأه
هو بسمتها الباردة , وأنياب الصغار تنتزع منه نفسه الأخير
...........
ماهي الأرملة السوداء ياأستاذ؟
تسأل الصغيرة (هبه) إستاذها (محمود) هذا السؤال بغتة في حصى العلوم
يبستم الأستاذ ويرد""لماذا تسألي يا(هبه)؟
تجيب الصغيرة "" سمعتها في التلفاز , ولم أفهمها , حضرتك ""
يجيب الأستاذ بكلمات موجزة"" الأرملة السوداء هي إنثى نوع من العناكب , بعد إتمام عملية التزاوج , تقتل الأنثى زوجها لتطعم به الصغار""
برغم وضوح المعنى
لم تفهم الصغير السبب الذي يجعل الزوجة تقتل زوجها لتطعم الصغار
فهل تعلم أنت؟؟
.
.................................................
الليلة الأولى
يودع صاحبيه قبيل شروق الشمس معلنة نهاية يومه
يتحرك بسيارته ببطء على ذلك الطريق الزراعي الصامت إلا من نباح كلب هنا يجاوبه آخر هناك , مع سيمفونية كاملة لصرصور الحقل المصري
بعين لاترى ماأمامها , تبدأ الدمعة الأولى من عينيه طريقها على وجهه لتهبط على شفتيه تاركة الطعم الملحي المر على شفتيه
وتتلوها الدمعة الثانية والثالثة
يضرب مقود السيارة بيديه بغضب قبل أن تنفجر الدموع من عينيه , ويبكي بكاء طفل فقد دميته الأثيرة التي لايعرف سواها
يتوقف بجانب الطريق, ويهبط ليجلس على الأرض الترابية على حافة الحقل المبلل نباته بقطرات الندى البيضاء اللامعة
لم يأت بباله يوما أن يحدث هذا
إنها اللعنة الأبدية لمن يقدر لهم السقوط في بحر العشق , والخروج منه وحيدا بلا رفيقته التي ألقت به في ذات البحر أول الأمر
والأمر
أن تخرج هي من ذات البحر , برفيق آخر
والأكثر مرارة
أنه لم يستطع إغماض عينيه لحظة , وهو يراهما سويا
اليوم كانت خطبتها
أصر صاحباه على إصطحابه خارج القرية في ذلك اليوم
وبلا وعي ..يمر بسيارته مع صاحبيه أمام بيتها
البيت الذي لم يمر به أحد , مثلما مر هو
كانت تقف بشرفتها بإتفاق مسبق بينهما , ليرفع عينيه إلى عينيها المبتسمة له
كان قلبه لايكف عن الدق على جدار صدره كلما مر ببيتها
والأن يمر ببيتها
أنوار تعلو البيت , يراها كئيبة رغم كونها أنوار الفرح
سيارات كثيرة أمام البيت , زغاريد النساء وأغنيات تعلو من داخل البيت
ينتفض قلبه كما كان ينتفض كلما مر من هنا
لكن تلك المرة تختلف
إنتفاضة الألم تختلف حتما عن أي شئ آخر
يراها بعين خياله تجلس جوار ذلك الآخر , يراها تميل عليه وتهمس له بكلمات لم يسمعها خياله
يراها ترقص بين الفتيات
يراها ترقص بين يدي الآخر
يعلو صوت نبضه في أذنيه , حتى بات لايسمع ماحوله
يسرع بسيارته للهروب من أمام البيت الذي يضم أناس سعداء فرحون
يهرب وكأنه يهرب من الجحيم ذاته
يمر اليوم بطيئا قاتلا , كان مع صديقيه, وكيانه كله كان بمكان آخر
مكان به فتى وفتاة ,وأناس سعداء
والأن
الليل بدأ يجمع أدواته ليرحل لمكان آخر , والفتى مازال جالسا على حافة الحقل , تتجمع قطرات الندى على وجهه
إنه العام الرابع الأن منذ أن كانت له , ولم تعد كذلك
حاول مرات ومرات أن يحرق تلك الذكرى من كيانه , لكن كل مرة بلاوعي يجد نفسه كلما أراد أن يرسم شيئا , وجد نفسه يرسم صورتها التي رسمها مئات المرات
والتي سيرسمها مرات أخرى
.............
إيه رأيكم
أنفع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟