السلام عليكم

هذا ماكان على طريق ميت غمر-الزقازيق منذ ساعة فقط


طريق مظلم
أغنية لأم كلثوم تقتل الصمت والحدة في الطريق
سيارات قليلة تنهب الطريق المظلم ليلا
متجها للزقازيق لغرض ما , يقود السيارة بسرعة لم تتجاوز الــ 130 كم/ساعه
ملل روتيني ككل دقيقة في حياته
تتجاوزه سيارة مسرعة , يتأملها وهي تعبره بلا إهتمام
الجوع يصرخ بصمت في بطنه , أول ماسيفعله أن يملأها من أقرب محطة لبنزين الأدميين
السيارة هي الأخرى تصرخ بصمت من الجوع , حسنا ياصغيرتي
سأطعمك إن وجدت الطعام
سيارة من سيارات النقل ذات المقطورة تسير على يسار الطريق
ينظر في المرآة الجانبية ويعطي الإشارة
ويتجاوزها
تزداد قدمه على دواسة الوقود تدريجيا بلاوعي أو قصد لذلك
يلقي نظرة على عداد السرعة ليجدها قاربت الــ 150 كم/ساعة
ضوء سيارته , أحدهما معطل
فيشعل الضوء المبهر ليكشف الطريق أمامه ولم يتجاوز الشاحنة الكبيرة بعد
..
سيارة (كارو) في الحارة اليمنى , التي هو فيها وسرعته 150 كم / ساعة
المسافة أقصر من أن يقطعها ليتجاوز الشاحنة الضخمة
..
شلال من الأدرينالين يصب في العروق , نبضات قلبه هي كل مايسمعه الان
..
إنه الموت
..
في اللحظة التي رأى فيها السيارة (الكارو)
ضغط كوابح السيارة على دفعات حت لاتنزلق السيارة أو تلقي به تحت عجلات الشاحنة الطويـــــــــــلة
السرعة تنخفض قليلا
(الكارو) على بعد أمتار وسرعته لم تنخفض بما يكفي ليعبر للحارة اليسرى
التصادم قادم لامفر
لايعي ماحوله للحظة وكأنها غيبوبة لحظية
يفق منها ليجد أنه قد أدار مقود السيارة لأقصى اليمين ليخرج عن الطريق , للطريق الترابي
تتقافز السيارة فوق التراب الذي لم يجف بعد من أثر أمطار سابقة
تميل مؤخرتها يمينا ويسارا قبل أن يأتي حجر أسمنتي ضخم أسفر العجلات
طااااخ
وتقفز السيارة لإرتفاع متر كامل , وتهبط بقوة ع الارض
ليجد نفسه أصبح ع الطريق الاسفلتي مرة أخرىوقد أستقرت السيارة في خط مستقيم كأنه لاشئ
يتوقف بجانب الطريق
أقدامه المرتجفة ترتعش , يهدأ قليلا
ويكمل طريقه لأقرب مسجد , ويصلي ركعتين شكر لله بعد أن إطمأن أنه لاتلفيات
(مع العلم إن الجنوط صيني)

ولله الحمد
يتذكر أن والدته دعت له(كعادتها كل يوم)
" ربنا يستر طريقك ياحبيبي"