عفواً .. اسمحولي أختلف معاكم جميعاً ...
المسألة صراع بين العاطفة والواجب ... وليست صراعاً بين واجبين يمكن ترجيح أحدهما على الآخر ..
حماه شايف إنه عايز مصلحته ومصلحة بنته .. ولن يستطيع أحد أن يقدر عمق أي علاقة إنسانية طالما هو خارج هذه العلاقة ، فأي شخص طبيعي مش هيبور بنته ، ويأخر جوازها ، ويعيشها في قرف علشان علاقة إنسانية ممكن يكون شايفها لا تستحق هذا الأمر .
وتمسك الولد بالبنت واضح إنه قوي ، وعاطفته غلبته حتى إنه رفض الجواز ببنت هذا الرجل ، يعني لو العلاقة هينة ما بين الولد والبنت كان ممكن يسيبها ويزوج بنت الرجل بعد المحنة وده يبقى عزاء كبير للرجل وتعويض له عن خسارته ، وبما إن هذا لم يتحقق فده يؤكد إن علاقة البنت بالولد قوية جداً .
وعلى هذا فمسألة إنه يسيب البنت غير مطروحه ، حتى إنه لم يطرحها أصلاً في رسالته .
يبقى الحل إنه يرفض السفر أو يقبله .
فيكون العائق أمام السفر هو عاطفته وواجبه تجاه الرجل . ويكون الدافع للسفر هو عاطفته وواجبه تجاه البنت فأيهما يختار .
أنا شايف إن حكاية وقوفه جنب الراجل حكاية مش مفهومة ولا واضحة ، يعني إيه يقف جنبه .. الوقوف بجانب شخص يتمثل في عدة اشياء هي :
الدعم المعنوي وشد الأزر : وهو يقدر يعمل الحكاية دي حتى لو كان بعيد عنه بالاتصالات والاطمئنان ، وتسهيل أي أمر يطلب منه .
الدعم المادي : وهو موجود بره هيكون قادر على تقديم الدعم المادي أكثر مما لو كان هنا ويعمل معه ، على الأقل هيكفيه مئونته ، وهيساعده مادياً ، ويمكنه تسهيل الكثير من الأمور لهذا الرجل .
أنا شايف إنه يسافر .. لأن الجميع ببساطة اقتنع وجزم إن سفره هيقطع العلاقة بينهما ، ولا يوجد هناك دليل واضح وحتمي على أن العلاقة واجبة الانقطاع ..
لأ ممكن العلاقة تستمر وبصورة أفضل من الأول ، ويكون في سفره خير لهما .. ويكسب الولد خير الأمرين .
كمان احنا افترضنا أن سفر الولد نهائي وبدون عودة ولا قدرة على مراجعة الذات وتقييم الأوضاع بعد فترة .. وهذا أيضاً غير صحيح كلية .. فيمكن في السفر أن يراجع نفسه ، ويتضح له في البعد الحجم الحقيقي لعلاقته بفتاته ، والحجم الحقيقي لعلاقته بالرجل بعيداً عن العاطفة التي تتجدد كل يوم برؤيتهما ، وتأتي إرادة الله عز وجل في اتجاه آخر .. لتسفر عن حل لم يكن يخطر ببال أحد تتحد فيه العاطفة والواجب دون خسائر جسيمة .
تقبلوا خالص مودتي