خلال سنوات عملى اعتدت ان اتعامل مع المراكز الإقليمية للشركات العالمية فى الخليج وتحديدا الإمارات والبحرين
ومن خلال هذة الفرصة اكتشفت ان الخليجيين قد سبقونا بسنوات ضوئية فى مسألة ضياع الهوية اللغوية
فلو انك تجيد العربية ولا تجيد الإنجليزية فلن تستطيع ان تطفو وسط امواج بحرالحياه والعمل فى الخليج، اما لو انك تجيدالإنجليزية ولا تجيد العربية فلن تجد ادنى مشكلة فى العمل والحياه ، يكفى ان اقول لكم اننى وانا المتحدث بالعربية، لكى اكلم بالتليفون الرجل المصرى المتحدث بالعربية الذى يعمل فى المركز الإقليمى لاحدى الشركات الأجنبية فلابد ان امر اولا على عامل الهاتف الهندى الذى لا يتحدث من العربية حرفا واحد، وهذا الموقف مررت به فى اكثر من شركة، تخيلوا ان الشركات فى هذة الدول لا تهتم بأن يكون عامل التليفون الذى يتلقى كل مكالمات الشركة يعرف من العربية حرفا واحد، فيما يقوم دليلا على انه لا لزوم للعربية مطلقا، ناهيك طبعا عن سائق التاكسى الهندى الذى لا يعرف من العربية حرفا، ومثله بائع محل البقالة وغيرة وغيره
مرة واحدة فى البحرين قررت ليوم عمل واحد ان امتنع عن التحدث بالأنجليزية مع ممارسة كامل انشطة يومى من عمل وركوب تاكسى وشراء الخ
تقريبا قضيت معظم يوم اتفاهم بالإشارة وبلغة الأيدى والأقدام الدولية،
وقررت فى اليوم التالى اننى لن انطق كلمة عربية واحدة وسأتعامل طوال اليوم بالأنجليزية
لم اجد من لم يفهمنى من اول بواب البناية وحتى مدير الشركة التى كنت اؤدى لها عملا ما، مرورا بكل من قابلتهم طوال اليوم من سائقين وبائعين وموظفين، كل الناس يفهمون الأنجليزية
وهكذا نستطيع ان نضيف ضياع الهوية الى كل الجوانب المشرقة الأخرى التى يتباهى علينا اهل الخليج بأنهم سبقونا فيها بجيل كامل
المفضلات