طيب أحكليكم الموقف بالتفصيل العادي .. علشان تعرفوا التفاصيل بالظبط
أنا دلوقتي هادي
وكتبتلككم القصة بإسلوب شبه أدبي(( دي عادة فيا مش فذلكة ))
" لو سمحت يادكتور .. ممكن أمشي "
صوت الفتاة العاملة بالصيدلية تستأذن بالرحيل لإنتهاء فترتها
صمت مطبق يقطعه برنامج حواري سخيف على قناة مصرية ما يدور ويدور بلا معنى مفهوم من المتحاورين الغاضبين
دقات ساعة الحائط مسموعة برتابة مملة تشير للحادية عشر من مساء اليوم
طرقات على الباب الزجاجي .. أفتح ليطالعني شباب ثلاثة دون الثلاثين من العمر
ملامح هي مثالية لمخرج سينمائي عبقري يرغب بالتعبير عن أرباب السوابق أو من هم معتادي الإجرام
تلك وجوه صارت مألوفة لاأخشاها .. يمر عليّ مثلها كلٌ يوم عدد ليس قليل
تلك هي المهنة التي لاتغلق بابها بوجه أحد , وإن كان مجرما عتيدا
وجوه هي الأبشع إن أردت رأيي , أثار ألآف من أعواد النيكوتين وأشياء أخرى بادية على الوجوه والأسنان والأطراف
ملابس لاتتناسق .. كلمات تخرج لاتدري أين تسقط
يلقي أحد الثلاثة أموالا على (الباترينة الزجاجية) يقول " هات حبايتين اموتريل "
إبتسامتي الصفراء الباردة المعتادة لهؤلاء , أقول " معنديش والله "
صوت أنفي يخرج من أحدهم غير محدثي يقول " هو أنا كل ماجيلك تقولي مافيش يابن الــ "
وإن كنت إعتدت الوجوه الصدئة , فلم أعتد إهانة بعد
" إطلع بره يالاه " أقولها غاضبا فيرد أحدهم " هتعمل إيه يابن الــ ...... لو ماخرجناش.. هات الحبايتين يابن الـــ ....... "
الألة الحاسبة أول ماتلتقطه يداي , ألقيها بوجه الكائن أمامي قبل أن أدور للجهة المقابلة للــ (الباترينة) متحسبا لقتال صار حتميا
قبل التلامس , يدخل رجلان وإمرأتان للمكان , إحداهن مريضة تستند على الأخرى
يندفع الرجال للكائنات الثلاثة , صفعات من أيادي قوية على الوجوه وتُلقى الكائنات بالخارج
تهدأ الأعصاب , ويعود الإدرينالين لمنبعه
السيدة مريضة , ضغط دمها منخفض مع أعراض متلازمة لإنخفاضه
سن حاد بيد المرأة أدخله , ويتسرب المحلول الوريدي لعروقها الضعيفة
تفترش السيدة الأخرى الأرض , وأتسامر مع الرجلين لساعة كاملة هي المدة التي أرادها المحلول لينتهي
كلمات شكر .. كلمات تحذير من عودة الكائنات .. ويرحلون
أُغلق الباب الزجاجي بــ (الشنكل) من الداخل وأتمدد على الكرسيّ أمام التلفاز الصغير
دقات أشبه بلكمات على الباب .. أنهض متوقعا الأتي
الكائنات الثلاثة خلف الباب من الخارج .. أنظر لهم ببرود ولا أفتح
" إفتح يابن الــ ...... , يابن الـ ............."
غضب مكتوم بداخلي هو طبيعي , أحاول أن أكبت تلك الرغبة الجامحة للقتال , وهي رغبة ذكورية فطرية لا يد لي فيها
يضرب أحدهم زجاج السيارة بشئ في يده , يزداد الغضب وتكبر الرغبة
شتائم وكلمات تخرج من الأفواه الملعونة التي غالبا لاتدري ماتقول
يقفز أحدهم على مقدمة السيارة راقصا مشيرا بحركات قذرة .. تنتصر الرغبة الذكورية , القتال قادم لامفر منه الأن
أركض للمعمل , أتناول سكينا صغيرة وأعود لأفتح الباب
يتوقف المشهد لتدرك الأبعاد
أندفع من باب الصيدلية حاملا سكينا صغيرا , أحدهم يرقص على مقدمة السيارة
الأخران على الجهة الاخرى من السيارة
أقربهم لي هو ذلك الطفيلي على السيارة , أمسك قدمه فيسقط
تقابل أقربهم قدمي , قبل أن يمسكني الأخر ونسقط أرضا
السكين الصغير لاأدري إن كان بيدي أم لا .. فورة الغضب الأعمى
أسقط على أحدهم أضربه بجموح , الأخران ينهالان بركلات وضربات على رأسي وظهري
العقل غائب تماما .. لا أشعر بشئ سوى نشوة ضرباتي للكائن أسفلي
" إقف يااد ياإبن الــ " كان ذلك صوت حارس الدرك (الغفير) قادم يتبعه أخرون
أيادي خشنة ترفع الكائنات وتلقيها جانيا
أيادي خشنة تمسك الغاضب الذي هو أنا لاأريد إلا أن أكمل نشوتي بلكماتي للكائن أسفلي
حراس الدرك يمسكون بالكائنات الثلاثة , وأنا مستند للسيارة ونبض صدري يصم أذني من غضب أوشك أن يزول
أنفض عن ملابسي أثر ماكان , هاتف يكتب عليه 122 وتُضغط السماعة الخضراء
يقتاد الحراس تلك الكائنات لمكان لاأعلمه بعيدا عن الصيدلية
أشكر الحراس .. وأعود للداخل مغلقا الباب خلفي . ألقي رأسي الساخن أسفل الصنبور البارد وأرفع رأسي تاركا المياه تغمر رقبتي وصدري
كوب الشاي .. ولفافة التبغ