الموضوع: ... المهيب ... قصة من كتابي القادم

السلام عليكم
قصة من كتابي القادم - بمشيئة الله- الي هيكون مجموعات قصصية

إليكم قصة منها
هي الأكثر كئابة .. ورعب هو قادم
إقرأ القصة .. وإفهم المعنى الواضح منها
هي قصة من سلسلة قصص نصف واقعية

وحاول أن تستمتع


..

الثانية بعد منتصف الليل

المدينة الحية شوارعها تنبض بالحياة حتى بعد إنتصاف الليل

أنوار المنازل تختفي واحدا فواحد

برودة محببة بليلة صيفية

تموء قطة من مكان ما وتركض إلي مكان آخر بالشارع الخالي من أعمدة إضاءة

تتضائل بقايا الأنوار ف الشارع القادمة من بعض النوافذ المفتوحة للسامرين ليلا ,ماعدا واحدة فقط لم تغلق أنوارها بعد

شاب يافع يشعل لفافة تبغ يجرع الهواء البارد ويخرج الأنفاس الساخنة من صدره , ويحادث فتاته على الطرف الأخر من هاتفه الخلوي

حوار ساخن بين شاب وفتاة

تمتد المكالمة لساعات حتى بدأ قرآن الفجر في مسجد قريب

تطرق الأم الباب

" ثواني ياحبيبتي هكلمك تاني"

ويفتح الباب لأمه

" الفجر هيدن ياحبيبي ..مش هتنزل تصلي مع أبوك ؟"

"معلش ياماما تعبان ومش هقدر أنزل"

تصمت الأم ولم تزد حرفا , فهي تعلم إن إبنها لن يستمع فهكذا عرفته

"طيب .. تصبح على خير "

تقولها الأم بضيق أظهرته , فلا يجيب الفتى ويعود لمكالمته الطويلة

يعلو الأذان

" بابا صحي ياحبيبي .. سلام بقا" تقولها الفتاة على الطرف الآخر وتنتهي المكالمة, يريح الفتى رأسه على وسادته منتشيا بما في رأسه من أفكار

يغمض عينيه مبتسما متوسدا ذراعيه

لم يحبها ف الواقع , لكنها فتاة أخرى تنضم للقائمة الطويلة التي يفتخر بها أمام الجميع

نبضات قلبه تتزايد قليلا , ويبدأ خدر بأطراف أصابعه

غدا أخرج معها في لقائنا الرابع , ومازلنا نتحدث فقط في كل مرة , إنني حتى لم أمسك يدها بعد

غدا نبدأ المرحلة الثانية بعد الكلمات , غدا سأمسك يدها بأي عذر ونرى هل تستجيب أم لا

يبدأ الخدر يمتد من أطراف أصابع قديمه لأعلى قليلا وتتزايد نبضات القلب بإضطراد

العشاء الممتلئ بالدهون سيقتلني يوما , يقولها لنفسه ويبتسم



يفتح عينيه للا سبب , رؤيته ضبابيه وصداع يبدأ يدق جوانب رأسه

يمد يده لقابس النور بجوار فراشه ليطفئه ويقررأن ينام لأن يومه غدا حافل

غدا سأتجاوز المرحلة الثانية , سأذهب أبعد من إمساك يدها فلا وقت لدي لها , سأنتهي منها قريبا لأبدا مع أخرى

تتزايد نبضات قلبه بعنف , ويتزايد الخدر بساقيه

هناك شئ ما غير صحيح .. يقولها لنفسه بعد أن بدأ جسده يرتعش ونبضه

لن أصاب بالبرد الأن .. غدا يوم مهم

سأنهض وأتناول قرصا للبرد وأشرب شيئا دافئا وأتدثر .. يقولها عقله فتنتقل الإشارات العصبية لجسده كله لتبدأ التنفيذ

قدمه لاتستجيب لأوامره

غريب جدا

يشعل نور الحجرة وهو مازال بسريره , وينهض فلايقدر النهوض

دقات قلبه تصم أذنيه وترتعش أطرافه

يحدق بسقف الغرفة فيخيل له أن هناك من ينظر إليه من أعلى

يطيل النظر فلا يرى سقف الغرفة

إنها السماء الواسعة فوق عينيه , وقد إختفت الغرفة بما فيها

طائر ضخم يهبط من السماء بجناحين يمتدان من المشرق للمغرب

أخافه الطائر .. فصرخ

...



طرقات على الباب

يدرك ماحوله مرة أخرى فيجد أنه بغرفته وهناك من يطرق الباب

لايجيب

يُفتح الباب وتدخل الأم فزعة " مالك بتصرخ ليه؟" ويتبعها الأب والأبناء

يلتف الجميع حوله للإطمئنان عليه إثر صرخته التي أطلقها تقتل السكون

...

الطائر يهبط من السماء

إنه ليس طائر , إنه رجل مجنح يهبط ناظرا مباشرة لعينيه

المجنح يقترب منه وتغيب ملامح الحجرة مرة أخرى ليحتل المجنح السماء كلها

ترتعد أطرافه من القادم المهيب

إنه حلم .. لابد أنه كابوس مخيف

"إنت لاتحلم" يسمعها ولايدرك من القائل أو كيف سمعها

ينتفض هذه المرة .. فقد بدأ الخدر يمتد لصدره وإن ظل يصعد

يكف المجنح عن الهبوط , فقد وصل إليه بالفعل

يجثم على جسد الفتى فاردا جناحيه العظيمين فينخلع قلبه

إنه الرسول جاء للحصاد

...



تعود ملامح الحجرة

وجوه يعرفها لكن لايتذكرها , ووجوه أخرى لايميزها

رجل يجلس على رأسه

" قل لاإله إلا الله .. محمد رسول الله " , فينظر له الفتى ولايفهم ماذا يريد الرجل

يكررها الرجل مرة ومرة ومرة , والفتى ينظر ولا يفهم

يفتح شفتيه " خلوه يمشي .. خلوه يقوم من عليا .. خلوه يسيبني "

دموع من الواقفين

لايفهم لماذا البكاء .. لايفهم كينونته ذاتها

كان طفل صغير

فشاب يافع .. ثم لاشئ

لايعي مايُقال أمامه , كل مايعيه إن ذلك المجنح هناك يمسك بأنفه لسبب لايعلمه

...

تختفي الوجوه

الفتى الراقد والرجل المهيب ذو الجناحين العظيمين جاثم عليه ممسكا بأنفه

ينطق المهيب بكلمات لايفهمها الفتى

ألم لاتصفه كلمات بصدر الفتى

كأسنان وحش إسطوري ينهش جسده حيا ولايموت

أو كأن أعصابه كلها إستحالت أشواكا , والمهيب ينزعها من جسده

ألم

ألم لايوصف

ينظر الفتى للمهيب راجيا مستعطفا , فتجاوبه نظرة صلبة قاسية

نظرة مِن مَن لايستجيب لنظرة عطف أو رحمة , نظرة مِن مَن يقوم بما كُلف به فقط

تمتد يد المجنح المهيب داخل صدر الفتى فيصرخ

تخرج اليد

فينتفض الفتى .. وينتفض

عينا الفتى ترتعش

الجسد قد ذهب حيث لايعلم , عيناه ترى ماحوله

أخرون

ملامح قاسية مؤلمة لمن يراها

أجساد قوية وسواعد ممتدة برداء من نار السعير

أخرون كهيئة المجنح المهيب , لكن المجنح أعظمهم حجما بألف مرة يملؤن الفراغ الباقي من أجنحة المجنح المهيب

يحاول الفتى عبثا التنصل من القبضة على عنقه .. وبلاجدوى يحاول

يضرب الفتى يد المجنح علها تلين فيهرب .. وبلاجدوى يحاول

يدرك أنه لامفر , فيبكي ويرتعد بعالمه السرمدي الذي لم يظن يوما أنه ساكنه

يقترب الأخرون بردائهم الناري , فيبكي الفتى ويبكي

تتراقص العين الباكية وتكف عن الحركة

..

تعلو صرخة أم ملتاعة

..

لم ينتهي الألم بعد

القبضة حول عنقه لافرار منها

يقترب الأخرون منه , فيلقيه المجنح لهم ويفرد جناحيه العظيمين فيتجاوزان الشرق والغرب ويضرب الهواء فيرتفع قبل أن يصعد بعد أن أتم مهمته الازلية كما إعتاد منذ أن قبض الأول

يتلقفه أحدهم , ويمسك به ليأتي آخر يدثره بالرداء الناري

صرخة ألم لايسمعها أحد كهزيم رعد

يذوب جسد الفتى في الرداء الناري ويحترق ويرجو رحمة لاتُنال

..

قرآن كريم

ومأتم كبير , صلاة قصيرة وينطلق الجسد محمولا لعالمه الآخر

نساء تبكي .. ورجال تحوقل

رجل يتلقف الجسد من رجل ليضعه حيث يستقر في الرطب المظلم الأبدي

صرخات ودموع

..

الفتى برداءه الناري يصرخ

الأخرون على القبر ممسكين به

صراخ الفتى أن إنقذوني ولايسمعه سواه

..

سواعد فانية تمسك الجسد الفاني تضعه أرضا

يُهال التراب على الكفن الأبيض ومابداخله , ويغلق المكان ببضع حجارة وطين , إلي أن يُفتح للقادم الجديد بعد حين

صوت يرتفع بدعاء , فيؤمن الناس دعائه

الجسد إستقر حيثما إتفق , وبدأت الأقدام تضرب الأرض راحلة

الأخرون ممسكون بالفتى على ناصية قبره

يمسكه أحدهم من عنقه ويلقيه في القبر فيعبر الجدار كطيف ليستقر داخله

يختفي الأخرون

يظل الفتى وحيدا بقبره , يضرب الجدران ألاف المرات بيأس

القبر الموحش وبقايا عظام بكل مكان حول الجسد الطازج وصاحبه الجالس بجواره يراقبه بصمت

يمر الوقت بطيئا كألف عام . يرتعد منتظرا زائريه

لم ينتظر كثيرا

الظلام البارد والوحدة الموحشة والصمت

يختفي كل هذا دفعة واحدة ويضئ القبر بلهيب قادم من بعيد وكأن جدران القبر إتسعت للانهاية

نور يغشاه يقطعه ظل الزائرين

عمالقة لا يحويهم وصف .. الرعب المجسد يقف أمام الفتى بشكل رجلين

بيد الأول مطرقة أكبر من القبر ذاته

والثاني

...

" حي على الصلاة .. حي على الفلاح "

" قد قامت الصلاة .. قد قامت الصلاة "

" الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله "

يستيقظ الفتى من رقدته بسريره .. مازال بالغرفة كما هو

لم يأتي الرسول القادم للحصاد بعد

ينهض لاهثا متعثرا يسقط مرات إلي أن يصل لأول صنبور مياه بمنزله

يتوضأ ... ويدرك صلاته التي نسيها منذ زمن

جميلة بجد يارجالة..
يعني فكرة الكتاب مش فكرة هايفة؟؟
يعني مش هيبقا من كتب الدرجة الثالثة الي بتتباع ع الرصيف؟