حملة للإقلاع عن القيادة بسرعات جنونية
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحب بكم إخوانى الكرام
لاشك أن التطور التكنولجى الرهيب فى حياتنا له مزاياه المفيدة لنا فى جميع المجالات
ونخص بالذكر فى هذا الموضوع التطور فى مجال السيارات
فكل عام يمر تلو الآخر تتنافس الشركات العالمية لتطوير سيارتها وإضافة العديد من
المزايا لتوفير المتعة والرفاهية فى القيادة
ولكن للأسف إخوانى قد لا يحسن البعض إستخدام هذه المميزات بشكلها الصحيح
فيتباهى بقوة محرك سيارته ويجد المتعة فى التسارع والترنح يميناً ويساراً على الطريق وكأنه
فى مسابقة و سيحصل على جائزة فى نهاية السباق
وغفل أن هناك آداب للطريق علاوة على الكوارث التى نراها يومياً
فى الطرق نتيجة التهور والامبالاه فى قيادته
ثقوا إخوانى كل الثقة أن القيادة مثل السباحة ..... ليس لها كبير
ومهما كانت براعتك فى فنون القيادة ولكنك متهور .... فليس بعيد أبداً عن الدخول فى كارثة والعياذ بالله
صدقونى إخوانى مادفعنى لتحرير هذا الموضوع هو مارأيته بعينى من حوادث مؤلمة يقشعر لها الأبدان
وسامحونى إن كنت سأذكر إحداها وأقصها على سيادتكم
هى قصة لشاب جامعى فى مقتبل عمره كان يمتلك سيارة من أفخر أنواع السيارات
ومع الأسف أساء إستخدام نعمه الله عليه بإمتلاكه لهذه السيارة القيمة .... وكان كل همه أثناء
القيادة هو التسارع ... فى أى وقت وفى أى طريق
إلى أن أتى قضاء الله فى ليلة مشئومة ... قاد سيارته على طريق
الكورنيش بالإسكندرية بسرعة 190 كم -الساعة الثانية صباحاً ... فاجأه أحد الأشخاص
ليعبر الطريق ضغط على الفرامل بكل قوة وحاول تفادى الشخص ولكن مع الأسف
أنفجر خرطوم زيت الفرامل الخلفى (abs) ونزل بسيارته أسفل
سيارة نقل ضخمة ...وحدثت المصيبة ولاحول ولا قوة إلا بالله
لقى حتفه فى الحال ولا يمكن أبداً إخوانى وصف هذا المشهد البشع
فتناثر لحمه داخل وخارج السيارة وغرقت بدمائه بشكل يقشعر له الأبدان
ولولا حرصى على مشاعر سيادتكم لكنت رفعت صور الحادث
وهذا مثل من عدة أمثلة عديدة أعتبره من وجهه نظرى إنه إنتحار بمعنى الكلمة
علاوة على ماخلفه الحادث من الموت البطئ لوالديه من شدة الحسرة والألم لفراقه
أكرر أسفى وإعتذارى على القسوة منى فى رواية هذا الحادث ...... ولكنه مع الأسف يتكرر كثيراً هذه الأيام
لماذا إخوانى لانتعظ بما نسمعه ونراه ؟؟!!!!
لماذا لا نحافظ على أرواحنا التى هى أمانه من عند الله عز وجل ؟؟
لماذا نستهتر بأرواح الآخرين سواء الراكبين سيارتهم أو المارين على أقدامهم ؟
أٌقل ضرر ممكن يتسببه هؤلاء المتهورين هو الذعر للآخرين من تصرفاتهم الجنونية فى الطريق
ما أجمل لإخوانى الأعزاء أن نتقى الله فى أنفسنا وغيرنا .... ونحمد رب العالمين على ما أنعم الله به علينا
وما أحلاها المتعة فى القيادة المتزنة العاقلة البعيدة عن أى تتوتر
وغير ذاك وذاك
أين الطرق ببلدنا الصالحة لهذه السرعات الجنونية ؟
أنا شخصياً كان الشيطان يراودنى من وقت لآخر لتجاوز فى السرعة
وأحمد الله إنى تعرضت لحادث خرجت منه سالماً بجسمى وأعتبرتها بمثابة تذكره وتنبيه
صليت ركعتين شكراً لله وعاهدت نفسى بأن لا أدع مجالاً للشيطان أبداً
أن يلعب برأسى مرة أخرى مهما كانت المغريات من قوة السيارة أو من إتساع الطريق
وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن تعاهدوا الله وأنفسكم أن تأخذوا الحيطة فى قيادتكم
حماية لأنفسكم و لأهلكم و كل من هو شريكك فى الطريق
كفانا الله وكفاكم شر الطريق وحفظكم الله سالمين يارب العالمين
مع خالص حبى وتقديرى للجميع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته