الموضوع: قصة بدون معنى

ظلام محيط

عاصفة باردة بليلة باردة خارج ذلك الكوخ الصغير بأطراف البلدة

الكوخ تراه خاويا من خارجه

لكن الداخل والخارج شتان مختلفان

عود ثقاب يشتعل .. يمتد ليشعل طرف شمعة وحيدة تتوسط طبق يحوي شيئا من حلوى

الليلة

يتم فيها رقما ليس صغيرا من أعوام عمره

بكوخه .. يجلس يتأمل وهج الشمعة يتراقص بهدوء ويسبح العقل بأشياء ليس يشملها حيز الزمان

أشياء مضت .. وأشياء أبت أن تمضي

...

الصمت محيط

...

طرقة واحدة على الباب

لم ياته زائر وحيد منذ زمن ليس قريب .. أو لعله شيئا القته العاصفة بالخارج فإرتطم بالباب

ينهض ليرى

يفتح الباب

لايقابله سوى صقيع وقطع ثلجية تضرب وجهه

و

صندوق صغير

...

أمام ضوء الشمعة المحتضرة أمامه

يفتح الصندوق

و

...

لم يتوقع أبدا

أن يكن الصندوق وعائا لهدية أرسلها مجهول

هدية قد أوشك أن ينسى معناها

" كراس رسم .. وأقلام "

ترتسم بسمة لم يمنعها على شفتيه

تمسك يده المرتعشة قلما ويفتح الصفحة الأولى من كراس الرسم البيضا أمامه

طالما أبدعت أصابعه بأقلام على أوراق

كثيرا

أحب الرسم كثيرا في سن كان أصغر

والأن

سبب قد يجعله سعيدا ولو مرة .. بين يديه

بل هو سعيد بالفعل

تعود له فورة الشباب كسيل ضارب

تشتد أصابعه على القلم.. ويضعه على الورقة البيضا

ليرسم أشياءا كان يحب أن ترسمها يداه

...

صمت محيط .. وظلام مطبق يتخلله ضوء الشمعة التي أوشكت على الاحتضار

...

القلم ساكن بين أصابعه

الورقة البيضا أمامه تنتظر خطوطا من قلم

العقل خالي مما كان يحويه عندما كان شابا

يحاول أن يخط شيئا

فلا يجد مايرسمه

" لقد هرمت يافتى "

يقولها لنفسه .. كان يحب الرسم .. لكنه الأن أجوف من كل ما أحب

ملامحه في المرأة تؤكد له الحقيقة كل صباح يطالع وجهه

..

يكسر القلم بألم

ويعيد كراس الرسم سيرتها الأولى بالصندوق

ويتركه أمام المنزل بالجو البارد بالخارج

ويغلق الباب على نفسه

ويراقب شمعته التي إحتضرت بالفعل

.

ليه اليأس دة علي المسا

تسلم ايدك